55 عاماً على خروج أول إنسان إلى الفضاء المكشوف

18 مارس 2020
خطوة ليونوف من أهم محطات تاريخ الفضاء (Getty)
+ الخط -
صادف اليوم الأربعاء ذكرى مرور 55 عاماً على عملية خروج رائد الفضاء السوفييتي، أليكسي ليونوف، إلى الفضاء المكشوف في 18 مارس/ آذار 1965، مما شكل أهم محطة في تاريخ الملاحة الكونية العالمية بعد رحلة أول رائد فضاء في العالم، يوري غاغارين، عام 1961. 

بدأت عملية الخروج عند الساعة 11:34 صباحاً بتوقيت موسكو، حين خرج ليونوف إلى الفضاء المكشوف، وهو مربوط بمركبة "فوسخود-2" بحبل طوله 5.35 أمتار، بينما كان قائد المركبة، بافيل بيليايف، يراقب العملية.

"كانت هناك نجوم على اليسار وعلى اليمين وفوق وتحت، وقد كنت بين النجوم. تدريجياً هدأ كل شيء، وأدركت أنني جزء من هذا العالم العملاق الذي يعيش الإنسان فيه وكأنه حبيبة رمل"، هكذا سيتذكر ليونوف في وقت لاحق انطباعاته عن الثواني الأولى في الفضاء.    

ظل ليونوف عائماً في الفضاء لمدة 12 دقيقة وتسع ثوانٍ وكان يبتعد عن المركبة على مسافة تصل إلى خمسة أمتار، عائداً إلى المركبة الفضائية بسلام، لينال شهرة عالمية ولقب بطل الاتحاد السوفييتي.

ومع ذلك، لم تخلُ عملية الخروج إلى الفضاء المكشوف من موقف عرضي نتيجة لانتفاخ بزة الفضاء بسبب اختلاف الضغط، ما بات عائقاً أمام عودة ليونوف إلى المركبة، فلم تبقَ أمام ليونوف حيلة سوى خفض مستوى الضغط في البذلة إلى مستويات حرجة، ودخول المركبة برأسه إلى الأمام خلافاً للتعليمات.

لم يكن الطريق إلى إجراء عملية خروج الإنسان إلى الفضاء سهلاً، إذ كان المشرف على الرحلات الكونية السوفييتية، سيرغي كوروليوف، يدرك أنه ليس هناك أخطر من الخروج إلى الفضاء المكشوف، إذ كان على رائد الفضاء أن يتعلم كيفية التصرف في حال نشوب ظروف طارئة أثناء وجوده خارج المركبة. 

ولعله لذلك لم يجرؤ أي من البلدين الرائدين في مجال استكشاف الفضاء، الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، لفترة طويلة، على إجراء مثل هذه العملية نظراً لعدم توفر بزة فضائية مناسبة أو ما يضمن حفاظ رائد الفضاء على الاتصال مع المركبة وعودته بسلام.

في عهد الاتحاد السوفييتي لم يكن غزو الفضاء يندرج ضمن مجال البحث العلمي فحسب، وإنما كان أيضاً واحداً من أركان التنافس مع الولايات المتحدة في حقبة "الحرب الباردة". ولذلك، شكلت ريادة الاتحاد السوفييتي في إجراء عملية الخروج إلى الفضاء المكشوف انتصاراً جيوسياسياً كبيراً للزعيم السوفييتي آنذاك، ليونيد بريجنيف، الذي بادر بإجراء اتصال صوتي مع ليونوف أثناء وجوده خارج المركبة.

ليونوف الذي رحل عن عالمنا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن عمر 85 عاماً، لم يكن رائد فضاء فحسب، وإنما أيضاً رسّاماً محترفاً، فرأى كوروليوف فيه أول شخص سيتأمل في مجرتنا من الفضاء المكشوف، إيماناً منه بأن الرواد الفضاء الأوائل يجب أن يكونوا من الرومانسيين. 

المساهمون