لا تلوح في الأفق القريب بوادر الإسراع بحسم معركة السيطرة على مدينة الرقة السورية لصالح قوات يدعمها "التحالف الدولي"، تحاول انتزاع السيطرة على معقل تنظيم "داعش" في سورية منذ السادس من شهر يونيو/ حزيران. لكن التنظيم يستميت في الدفاع عن معقله، فيما بدأت تتجسد معالم مأساة إنسانية تطاول نحو 50 ألف مدني عالقين في المدينة.
ولم تستطع "قوات سورية الديمقراطية"، التي تشكل الوحدات الكردية قوامها الرئيسي، حسم معركة الرقة لصالحها، على الرغم من مرور أكثر من 50 يوماً على انطلاقها، وقيام طيران "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن، بتدمير مساحات كبيرة من أحياء الرقة. وتنحصر المعارك في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، حيث أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" أنها تحقق تقدماً في حي "نزلة شحاذة"، في وقت تحاول فيه فصائل أخرى تتبعها، تحقيق تقدم مماثل في حي هشام بن عبد الملك، جنوبي شرقي المدينة، في مسعى لالتقاء القوتين. والهدف العملي يتمثل في التوصل إلى فصل مسلحي التنظيم عن نهر الفرات، وتضييق الخناق عليهم داخل المدينة.
في المقابل، يحاول مسلحو "داعش" تنفيذ هجمات خاطفة على "قوات سورية الديمقراطية"، في محاولة لاستنزافها وتعميق خسائرها في محيط المدينة. وذكرت مصادر محلية أن التنظيم شن، الخميس الماضي، هجوماً على مواقع خسرها بالقرب من بلدة الكرامة، شرقي الرقة، فقتل عدداً من مقاتلي "سورية الديمقراطية"، ونفّذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين.
وأكدت مصادر في "سورية الديمقراطية" أنها انتزعت السيطرة على نحو 50 بالمائة من مساحة مدينة الرقة منذ بدء المعركة في السادس من الشهر الماضي. لكن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد"، أن مساحة سيطرة هذه القوات تتقلص في الليل، إذ تتراجع عن مواقع لها تفادياً لسيارات التنظيم المفخخة والهجمات المعاكسة عبر أنفاق حفرها في إطار استراتيجية دفاع عن المدينة حالت دون تراجعه، وخاصةً في القسم الشمالي من المدينة.
وتسيطر "قوات سورية الديمقراطية" على أحياء: السباهية، الرومانية، اليرموك، القادسية، بريد الدرعية، قسم من "نزلة شحاذة"، المشلب، الصناعة، إضافةً إلى أجزاء من المدينة القديمة، والبتاني، وتل البيعة، وأجزاء من هشام بن عبد الملك، والجسر الجديد المقام على نهر الفرات الذي يحاذي مدينة الرقة من الجهة الجنوبية.
اقــرأ أيضاً
وتمتد مدينة الرقة السورية التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في أوائل عام 2014، على مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات من الشرق للغرب، و4 كيلومترات من الجنوب إلى الشمال، وتضم أكثر من عشرين حياً وحارة، تنسب لعائلات تقطنها.
وخرجت قوات "النخبة السورية" التي تتبع لرئيس "الائتلاف الوطني السوري" الأسبق، أحمد الجربا، من المعركة، وأخلت مواقعها في شرقي مدينة الرقة نتيجة خلافات مع "قوات سورية الديمقراطية"، المتهمة بمحاولة فرض إرادتها على مجريات المعارك. وكان هناك تعويل على قوات "النخبة السورية" لتبديد المخاوف من سيطرة الوحدات الكردية على الرقة ذات الغالبية العربية المطلقة.
في غضون ذلك، بدأت تتجسد مأساة إنسانية غير مسبوقة تطاول عشرات آلاف المدنيين العالقين في الرقة، حيث يقتل طيران "التحالف الدولي" يومياً العشرات منهم، بينهم عائلات كاملة. وأكد ناشطون محليون، يقومون بالتوثيق على الرغم من المخاطر، أن 13 شخصاً من عائلة الزنّا قتلوا، الخميس الماضي، في قصف لطيران "التحالف" على الرقة. وأشاروا إلى مقتل عدة أفراد من عائلة المجبل، معظمهم أطفال، إثر القصف الصاروخي من قبل "قوات سورية الديمقراطية" الذي تعرضت له منطقة سوق الهال القديم في وسط الرقة، يوم الجمعة.
وذكرت مصادر محلية أن طيران "التحالف الدولي" يكرر سيناريو الموصل العراقية في الرقة، حيث القصف العشوائي الذي يقتل مدنيين تحت ركام منازلهم. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المدينة. وأعلنت أن أكثر من 200 ألف شخص هربوا من منازلهم في المنطقة المحيطة بالرقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وذلك منذ الأول من إبريل/ نيسان الماضي. ويشمل هذا الرقم أكثر من 30 ألف نازح خلال الشهر الحالي. في المقابل، قالت الأمينة العامة المساعدة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أورسولا مولر، لمجلس الأمن الدولي في تسجيل مصور من الأردن، يوم الخميس، إن ما يراوح بين 20 و50 ألف شخص لا يزالون في الرقة، مشيرة إلى أن المدينة محاصرة و"لا توجد وسيلة لهم للخروج"، وفق تعبيرها.
ويتجمع آلاف النازحين في مخيمات عين عيسى، شمال الرقة، وسط ظروف "بالغة السوء"، وفق شهادة أحد الذين زاروا هذه المخيمات منذ أيام. وقد وصف في حديث مع "العربي الجديد"، وضع النازحين بـ"الكارثي"، إذ تغيب المنظمات الدولية بشكل شبه كامل، وفق المصدر.
وغير بعيد عن مدينة الرقة، وفي ريفها الجنوبي الشرقي ترتسم معالم كارثة أخرى مع تقدم قوات النظام ومليشيات إيرانية في هذا الريف القريب من دير الزور. ويتّبع الطيران الروسي المساند لقوات النظام خيار "غروزني"، إذ أكد ناشطون أن أكثر من 100 مدني قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة القصف الجوي الروسي على قرى وبلدات ريف الرقة الجنوبي الشرقي. وتحاول قوات النظام السيطرة على بلدتي السبخة ومعدان في هذا الريف كونهما بوابتا الدخول إلى دير الزور التي يسعى النظام للتفرد في معركة السيطرة عليها.
ولم تستطع "قوات سورية الديمقراطية"، التي تشكل الوحدات الكردية قوامها الرئيسي، حسم معركة الرقة لصالحها، على الرغم من مرور أكثر من 50 يوماً على انطلاقها، وقيام طيران "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن، بتدمير مساحات كبيرة من أحياء الرقة. وتنحصر المعارك في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، حيث أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" أنها تحقق تقدماً في حي "نزلة شحاذة"، في وقت تحاول فيه فصائل أخرى تتبعها، تحقيق تقدم مماثل في حي هشام بن عبد الملك، جنوبي شرقي المدينة، في مسعى لالتقاء القوتين. والهدف العملي يتمثل في التوصل إلى فصل مسلحي التنظيم عن نهر الفرات، وتضييق الخناق عليهم داخل المدينة.
وأكدت مصادر في "سورية الديمقراطية" أنها انتزعت السيطرة على نحو 50 بالمائة من مساحة مدينة الرقة منذ بدء المعركة في السادس من الشهر الماضي. لكن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد"، أن مساحة سيطرة هذه القوات تتقلص في الليل، إذ تتراجع عن مواقع لها تفادياً لسيارات التنظيم المفخخة والهجمات المعاكسة عبر أنفاق حفرها في إطار استراتيجية دفاع عن المدينة حالت دون تراجعه، وخاصةً في القسم الشمالي من المدينة.
وتسيطر "قوات سورية الديمقراطية" على أحياء: السباهية، الرومانية، اليرموك، القادسية، بريد الدرعية، قسم من "نزلة شحاذة"، المشلب، الصناعة، إضافةً إلى أجزاء من المدينة القديمة، والبتاني، وتل البيعة، وأجزاء من هشام بن عبد الملك، والجسر الجديد المقام على نهر الفرات الذي يحاذي مدينة الرقة من الجهة الجنوبية.
وتمتد مدينة الرقة السورية التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في أوائل عام 2014، على مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات من الشرق للغرب، و4 كيلومترات من الجنوب إلى الشمال، وتضم أكثر من عشرين حياً وحارة، تنسب لعائلات تقطنها.
وخرجت قوات "النخبة السورية" التي تتبع لرئيس "الائتلاف الوطني السوري" الأسبق، أحمد الجربا، من المعركة، وأخلت مواقعها في شرقي مدينة الرقة نتيجة خلافات مع "قوات سورية الديمقراطية"، المتهمة بمحاولة فرض إرادتها على مجريات المعارك. وكان هناك تعويل على قوات "النخبة السورية" لتبديد المخاوف من سيطرة الوحدات الكردية على الرقة ذات الغالبية العربية المطلقة.
وذكرت مصادر محلية أن طيران "التحالف الدولي" يكرر سيناريو الموصل العراقية في الرقة، حيث القصف العشوائي الذي يقتل مدنيين تحت ركام منازلهم. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المدينة. وأعلنت أن أكثر من 200 ألف شخص هربوا من منازلهم في المنطقة المحيطة بالرقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وذلك منذ الأول من إبريل/ نيسان الماضي. ويشمل هذا الرقم أكثر من 30 ألف نازح خلال الشهر الحالي. في المقابل، قالت الأمينة العامة المساعدة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أورسولا مولر، لمجلس الأمن الدولي في تسجيل مصور من الأردن، يوم الخميس، إن ما يراوح بين 20 و50 ألف شخص لا يزالون في الرقة، مشيرة إلى أن المدينة محاصرة و"لا توجد وسيلة لهم للخروج"، وفق تعبيرها.
ويتجمع آلاف النازحين في مخيمات عين عيسى، شمال الرقة، وسط ظروف "بالغة السوء"، وفق شهادة أحد الذين زاروا هذه المخيمات منذ أيام. وقد وصف في حديث مع "العربي الجديد"، وضع النازحين بـ"الكارثي"، إذ تغيب المنظمات الدولية بشكل شبه كامل، وفق المصدر.
وغير بعيد عن مدينة الرقة، وفي ريفها الجنوبي الشرقي ترتسم معالم كارثة أخرى مع تقدم قوات النظام ومليشيات إيرانية في هذا الريف القريب من دير الزور. ويتّبع الطيران الروسي المساند لقوات النظام خيار "غروزني"، إذ أكد ناشطون أن أكثر من 100 مدني قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة القصف الجوي الروسي على قرى وبلدات ريف الرقة الجنوبي الشرقي. وتحاول قوات النظام السيطرة على بلدتي السبخة ومعدان في هذا الريف كونهما بوابتا الدخول إلى دير الزور التي يسعى النظام للتفرد في معركة السيطرة عليها.