طلبت وزارة السياحة المصرية من المكاتب التابعة لها في الخارج متابعة ردود أفعال شركات السياحة العالمية على الانفجار الذي استهدف كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في العاصمة القاهرة، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل وإصابة 49 آخرين في حصيلة أولية.
وتوقع مسؤول كبير في وزارة السياحة في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إلغاء نحو 40% من حجوزات فنادق القاهرة، خاصة المطلة على النيل لقربها من موقع الحادث، خلال عطلة عيد الميلاد.
وقال المسؤول إن الحجوزات لمدينة القاهرة خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري تأتي من الدول العربية، خاصة الإمارات والكويت وبعض دول شرق آسيا والسوق الأوروبية.
وتعاني مصر بالأساس من تراجع حاد في أعداد الوافدين في ظل عدم الاستقرار الأمني. وهبط عدد السياح خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي بنسبة 44.3%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، مشيرا إلى بلوغ الوافدين نحو 506.2 آلاف سائح خلال ذلك الشهر، مقابل 909.4 آلاف سائح في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وقال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية السابق، إن حادث الكاتدرائية ستكون له تأثيرات سلبية جداً على حركة السفر لمصر، خاصة أنه يأتي مع بداية الموسم الشتوي. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الحركة السياحية الوافدة منخفضة للغاية، والحادث الأخير سيعمق خسائر السياحة لتمتد إلى العام المقبل.
وقال ثروت العجمي، عضو غرفة شركات السياحة ووكالات السفر المصرية، إن آثار الحادث ستمتد إلى منطقتي الأقصر وأسوان جنوب مصر لتسويقهما في برنامج سياحي واحد مع القاهرة في بعض دول غرب أوروبا وشرق آسيا، وهو ما سيضاعف من الخسائر التي يتكبدها قطاع السياحة.
وتراجعت الإيرادات السياحية لمصر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى 1.7 مليار دولار، مقابل 5.2 مليارات دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وزاد انحسار حركة السفر لمصر عقب سقوط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء شمال شرقي مصر نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وتبنت جماعة مسلحة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية إسقاط الطائرة عبر زرع عبوة ناسفة على متنها، لتقوم روسيا على إثر الحادث بوقف رحلاتها لكل المناطق السياحية، كما علقت بريطانيا رحلاتها إلى مدينة شرم الشيخ.
وتشترط الحكومة الروسية لاستئناف الرحلات السياحية، تعديل إجراءات الأمن في المطارات المصرية. وقال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي، إنه جار إنهاء المرحلة الأولى من عملية مراجعة إجراءات الأمن بالمطارات بتكلفة 42 مليون دولار.
ودفعت الأزمة الحادة التي يمر بها قطاع السياحة الحكومة المصرية إلى اتخاذ الكثير من القرارات على أمل عودة السياح إلى البلاد، كان آخرها تقسيط سعر الرحلات، بحسب ما أعلنت الشركة المصرية للطيران، إذ قالت: "يمكن السفر حالياً لأية وجهة من وجهات مصر للطيران، عبر تقسيط ثمن تذاكر السفر على 6 أو 12 شهراً بأقل فائدة".