30 % من أطفال دارفور النازحين بلا تعليم

24 فبراير 2016
أطفال يتركون التعليم ويعملون (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


كان أبو عبيدة علي صغيراً عندما هاجم مسلحون قريته عام 2003 وقتلوا والده وأجبروا أسرته على الفرار، ما وضع حداً لأحلامه في الحصول على التعليم.

منذ تسعة أعوام، توقف أبو عبيدة عن الذهاب إلى المدرسة، وهو الآن في السابعة عشرة، وواحد من أكثر من 870 ألف قاصر من دارفور يعيشون في مخيمات النزوح، ويكافحون للتوازن بين تحصيل العلم وتأمين احتياجاتهم الأساسية للحياة.

وقال أبو عبيدة من أمام كوخ يقيم فيه مع أسرته في مخيم "أبا ذرّ" للنازحين قرب الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور: "بعد أربع سنوات من وصولي إلى هنا، تركت الدراسة لمساعدة أمي في تربية شقيقاتي الأربع اللواتي كن يذهبن إلى المدرسة".

يعمل أبو عبيدة علي في مطعم صغير وسط طرق المخيم الترابية، يخدم الزبائن ويغسل الصحون من الصباح حتى المغيب، ويتقاضى 15 جنيهاً يومياً أي نحو ثلاثة دولارات.

وفي ولاية غرب دارفور، حيث يبقى أكثر من 30 في المائة من الأطفال خارج مقاعد الدراسة الابتدائية، يساهم أجر علي بدفع أقساط شقيقاته الصغيرات في مدرسة حكومية مخصصة لأطفال المخيم.

اقرأ أيضاً: الصراع القبلي في دارفور.. الجميع خاسرون

وتكافح العائلات في غرب دارفور لتوفير كتب الدراسة والكراسات والأقلام والوجبات الغذائية لأطفالها. ويعمل بعض الأطفال لمساعدة أسرهم التي تعيش في المخيمات.

وقال علي بلهجة حزينة: "أريد العودة الى المدرسة، ولكنها الظروف". وفرّ علي مع أسرته إلى المخيم من قريته نوري، وغالبية سكانها من قبيلة المساليت غير العربية، مع بداية النزاع في دارفور قبل 13 عاما.

ويعيش 1.4 مليون شخص في مخيمات نزوح داخلية، وأكثر من نصف النازحين من الأطفال.

واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، في تقرير عن وضع هؤلاء الأطفال، "الخطورة أنهم يفقدون طفولتهم"، مؤكدة أن مناطق النزاعات في أطراف السودان تعاني من "أكبر معدل سوء التغذية للأطفال، وأكبر معدل عدم تغطية بالتحصين ضد أمراض الطفولة، وأعلى نسبة أطفال خارج مقاعد الدراسة، وأعلى معدل أطفال يعيشون أيتاما".

في مخيم "أبا ذرّ"، وهو من أصغر المخيمات في دارفور، يتلقى نحو 17 ألف شخص بينهم 200 طفل وجبات يومية.

اقرأ أيضاً: سودانيون ينددون بالظلم في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
المساهمون