3-4-3 وأخواتها...الفارق يكمن في أدق التفاصيل

28 فبراير 2017
سامباولي يقدم عروضاً جيدة في إسبانيا (Getty)
+ الخط -
"أتفهم جيداً، لماذا تتم إقالة المدربين؟ بكل تأكيد نتيجة الخسارة. لكن في المقابل لا أعلم، لماذا يتعاقد الرؤساء معهم؟"، بهذه الكلمات الاستنكارية يتحدث خوانما ليو، الذراع اليمنى لسامباولي والمساعد الأول في طاقم إشبيلية.

وتحدث ليو عن الظلم الذي يتعرض له مدربو كرة القدم وفق منظور الإعلام وأهواء الجماهير، حيث إنهم الضحية السهلة بعد أي سقوط، كما حدث أخيراً، مع كلاوديو رانييري. ونتيجة لكل هذه العقبات والصدمات، يفكر كل مدير فني في الوصول إلى صيغة خططية مناسبة، تجلب التوازن لفريقه، وتعطيه فرصة أكبر للاستمرار على رأس القيادة حتى إشعار آخر.

ثلاثي الخلف
إذا كانت خطة 4-4-2 هي الحدث الأهم في السنوات القليلة الماضية، بعد النجاح المبهر لكتيبة الشولو دييغو سيميوني مع الأتليتي، فإن رسم 3-4-3 ومشتقاته بمثابة نقطة الاتفاق لكثير من فرق أوروبا، خلال مختلف الدوريات وعصبة الأبطال، ليعطي كل مدرب الفرصة أمام الأظهرة للتقدم إلى الهجوم، وحماية المرمى بتمركز ثلاثي صريح يتحول إلى خماسي عند الحاجة، بالإضافة إلى توفير الحرية الكاملة للاعبي الثلث الأخير بالقرب من مرمى الخصوم.

لم يكن أنطونيو كونتي، هو أول مدرب يقوم بالرهان على هذه الخطة هذا الموسم، لكن يجب ذكره لأنه صاحب التأثير الأهم بعد التحول من 4-2-3-1 إلى الطريقة الجديدة، ونجاح تشلسي في تحقيق عدة انتصارات متتالية، جعلته يبتعد كثيراً عن بقية المنافسين، ويقترب بشدة من الحصول على لقب البريميرليغ لهذا الموسم، بعد قدرة كونتي على خلق الفراغ اللازم لتألق ثنائي الهجوم، كوستا وهازارد على مقربة من منطقة الجزاء.



ومن أجل الحصول على هذا الهدف، قام بيدرو في المقابل بدور محوري من خلال عودته إلى الخلف، وشغله مركز الجناح المتحرك، لمساندة موسيس على اليمين، ولتكوين رأس المثلث أمام ثنائية ماتيتش وكانتي، لاعبيْ الارتكاز لقطع وكسر كل هجمة، وتوفير الغطاء اللازم لصعود الظهيرين، دون ترك مساحات كبيرة بالدفاع، بسبب وجود الثلاثي لويز، كاهيل، وأزبليكويتا، لكن في النهاية سجل تشلسي أهدافاً غزيرة نتيجة الاعتماد على ثلاثة مهاجمين دفعة واحدة، كوستا 16 هدفاً، هازارد 10، وبيدرو 7.

ثنائي رقم 10
وصل تشلسي إلى القمة بتكتيك مزيج بين 3-4-3 و3-5-2، لكن توتنهام أيضاً مع ماوريسيو بوكيتينو خلق حالة خاصة بالدوري، نتيجة الرسم الخططي المتوازن للأرجنتيني، من خلال الاعتماد على ثنائيات في كل خط بالملعب. البداية مع الظهيرين والكر وروز على طرفي الملعب، من خلال التغطية المتواصلة من جانب قلبي الدفاع، فيرتونخين على اليسار، وداير يميناً، وبالتالي يتحول الظهيران إلى أجنحة حقيقية في نصف ملعب الخصم.

ومن ثنائية الأطراف إلى ثنائي المحور بمنطقة الوسط، وانياما هو القاطع الدفاعي أسفل دائرة المنتصف، بينما ديمبلي صانع اللعب المتحرك من الخلف، الأول يحصل على الكرة والثاني ينقلها إلى لاعبي الهجوم مباشرة بمهارته وقدراته الفردية. ويراهن بوكيتينو على ثنائي من صناع اللعب في المركز 10، ديلي آلي وإريسكين خلف رأس حربة في المركز 9 هو هاري كين.



كلما حصلت على صناع لعب أكثر، كلما وصلت المرمى في مناسبات عديدة، وتضم الفرق الكبيرة دائماً أكثر من رقم 10، لذلك يقطع آلي من الخلف إلى داخل منطقة الجزاء ليقوم بالتسجيل كصانع لعب وهمي، أما إريكسين فيمرر أكثر إلى زملائه، ويصنع الفرص والأهداف كصانع حقيقي، إنها المرونة التي جعلت هذا الفريق يفوز بكل سهولة على ستوك بالأربعة هذا الأسبوع.

فوضى إشبيلية
انتشرت تكتيكات سامباولي كالنار في الهشيم بالكرة الإسبانية، وخطف الأرجنتيني نقاط عديدة بين الشوطين، نتيجة التغييرات المثالية التي يقوم بها، والمرونة في الجمع بين أكثر من رسم خططي، من 3-5-2 إلى 4-2-3-1 مروراً بـ 4-4-1-1 في بعض الأحيان. وخلال ديربي الأندلس، نجح إشبيلية في قلب تأخره إلى فوز ثمين، بعد إشراك كلٍ من إيبورا وبن يدر مكان فاسكيز وسارابيا، ليعود إسكوديرو إلى الخلف كظهير صريح مقابل ميركادو على الجهة الأخرى، واستغلال الكرات الثابتة حتى تسجيل الهدفين.

يستخدم سامبا لاعبيه بطريقة مثالية، ويتمركز كل لاعب في 3-4-3 مراكز خلال المباراة الواحدة. نصري كمثال صانع لعب غير تقليدي، يعود كثيراً إلى الوسط كثنائي محوري بجوار نزونزي، مع صعود إيبورا وبن يدر إلى منطقة الجزاء بالتبادل مع المهاجم المزور يوفيتيتش. تحتاج هذه الديناميكية إلى تدريبات مكثفة، حتى ينجح الفريق ككل في فهم ما يريده المدرب بالنص، وأثبتت التجربة نجاحها، حتى الآن، مع فارس الأندلس.




* شكل خطة إشبيلية أمام ليستر بالأبطال من موقع اليويفا.

ورغم كثرة الخطط التي يلعب بها جورجي، إلا أنه وفي بداياته مع الشيلي، مع رسم 3-3-2-2 دفاعاً وهجوماً، من خلال تثبيت ثلاثي صريح في الخلف، والانطلاق بالأطراف إلى الأمام، لكن مع ثبات نزونزي كهمزة وصل بين جميع الخطوط. ويكمن سر قوة الأندلسيين في وجود أكثر من خيار بنصف ملعب المنافس، ثنائي في الوسط الهجومي وثنائي آخر داخل منطقة الجزاء، كل هذه التركيبات تخرج من أحد مشتقات الخطة الأساسية 3-4-3/ 3-5-2.


عميل جديد
دخل برشلونة أخيراً إلى نادي 3-4-3 وذلك بعد فوزه المهم على أتليتكو مدريد في الكالديرون. فلويس إنريكي عانى من انتقادات مستحقة نتيجة الفشل في مواجهة الفرق التي تضغطه في نصف ملعبه، وظهر حامل اللقب ضعيفاً في أكثر من مباراة، هذا الموسم، ليترك لوتشو تكتيكه المفضل 4-3-3 ويتحول إلى مزيج بين 3-4-3 و4-4-2 بين الدفاع والهجوم، والبداية كانت أمام فريق دييغو سيميوني.

الوسط لا يزال ضعيفاً، نتيجة انخفاض مستوى بوسكيتس وإنييستا، ونسف الجهاز الفني لقيمة التمركز، منذ بداية الموسم، لكن حدث التطور الملحوظ على مستوى الأطراف، من خلال ثنائية رافينيا وروبرتو على اليمين، ونيمار رفقة ماتيو بالتبادل مع إنييستا يساراً، لينجح الضيوف في الهروب من كماشة ضغط الأتليتي بعد أول نصف ساعة. ولا يتعلق الأمر بانخفاض مستوى المنافس بقدر فهم اللاعبين للمسار الجديد تدريجياً بعد اجتياز حمى البدايات.

* يظهر بوضوح وجود ثلاثي بالخلف من خارطة WhoScored الإحصائية.

لا يزال برشلونة بعيداً عن مرحلة المثالية، فخط الوسط يبدو مرهقاً وغير قادر على الإضافة، ليجبر ميسي باستمرار على العودة للخلف، بينما يقوم نيمار بدور الظهير الجناح لقدرته على المراوغة، مما يُبعد أهم ثنائي في الملعب عن سواريز بالهجوم. ويحتاج طاقم إنريكي إلى تقوية الوسط بوضع ثنائي متحرك بين العمق والأطراف.

وربما عودة ماسكيرانو وإعطاء دينيس سواريز الفرصة كرافينيا، ستكون حلول جديدة لدعم تعاون بوسكيتس وإينييستا بالوسط، على طريقة وجود أربعة بالمنتصف وليس فقط اثنين، لكن كل هذا متوقف على عاملي التمركز والحركة، كما يفعل تشلسي في إنكلترا وإشبيلية بإسبانيا هذا الموسم.

المساهمون