27 أبريل اليمني... تسميات متعددة لتاريخ واحد

27 ابريل 2014
من حرب العام 1994 في جنوب اليمن (أرشيف، GETTY)
+ الخط -

صنعاء - عادل الأحمدي

أقام الحراك الجنوبي في اليمن، "مليونية 27 أبريل" اليوم الأحد، في المكلا عاصمة محافظة حضرموت، إحياءً لذكرى 27أبريل/نيسان بوصفه "يوم إعلان الحرب على الجنوب" من وجهة نظر الحراك، وهي الذكرى الـ20 لخطاب شهير ألقاه الرئيس علي عبد الله صالح العام 1994.

وطوال 40 عاماً في اليمن، لم يكن يمر يوم "27 أبريل" من دون الاحتفال به تحت مسميات تعددت من فترة لأخرى.

فالرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي جعل من "27 أبريل" يوماً للجيش. ويصادف التاريخ أيضاً قيام علي عبد الله صالح بحركة انقلابية ضد درهم أبولحوم أصبح صالح بموجبها قائداً للواء تعز بدلاً من أبولحوم.

كان نفوذ بيت أبولحوم يومذاك كبيراً، لذا، اعتبرت العملية جريئة للغاية. وتم من يومها اعتبار الضابط علي عبدالله صالح شخصاً يجب التعامل معه باحتراس واحتراز. ويقول أشخاص عايشوا تلك الفترة إن الحمدي خلع على صالح لقب "تيس الضباط" بسبب تلك الحركة التي تمت ضمن مسلسل إزاحة قيادات عسكرية محسوبة على الرئيس الأسبق عبدالرحمن الإرياني.

ظل الرئيس الحمدي وخلَفُه أحمد الغشمي، يحتفلان بـ"27 ابريل" باعتباره "يوم الجيش". ثم تحول "27 ابريل" بعد الوحدة اليمنية 1990 إلى "يوم الديموقراطية" إذ تم اختياره موعداً للاقتراع للانتخابات البرلمانية.

في 27 ابريل 1993، موعد أول انتخابات برلمانية بعد الوحدة، نُكب الحزب الاشتراكي اليمني شريك الوحدة الجنوبي، حينما حل ثالثاً من حيث المقاعد بعد المؤتمر والاصلاح، وثانياً من حيث الأصوات. هذه النكبة أسهمت في تصاعد الأزمة بين الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه الأمين العام للحزب الاشتراكي علي سالم البيض.

في التاريخ نفسه، وبعد عام واحد (27 ابريل 1994)، ألقى صالح خطاباً شهيراً في ميدان السبعين في صنعاء، اعتبره البيض "خطاب حرب". وما هو إلا اسبوع حتى اندلعت حرب بين العليين انتقل على اثرها البيض الى سلطنة عمان وتفرد صالح بالحكم.

في 27 ابريل 1997، جرت ثاني انتخابات برلمانية. وكان الدور هذه المرة لحزب الإصلاح الاسلامي حليف صالح في حرب 94، اذ تلقى "الاصلاح" هزيمة قاسية انتقل على إثرها من ائتلاف الحكومة إلى صف المعارضة.

ثم جرى الانقلاب على "يوم الديموقراطية" بعدما اتفق صالح وأحزاب المعارضة على تأجيل الاستحقاق الانتخابي المقرر في 27 ابريل 2009، وذلك بواسطة ما سمي "اتفاق فبراير" الذي تم الانقلاب عليه هو الآخر عبر ثورة 2011 التي أطاحت صالح، وأتت بنائبه عبدربه منصور هادي.