"وول ستريت جورنال": هكذا اغتالت إسرائيل "الشبح" فؤاد شكر

18 اغسطس 2024
من جنازة القائد في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت / 1 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اغتيل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في 30 يوليو/تموز 2023، باستهداف شقته في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن استشهاده وزوجته وطفلين وإصابة أكثر من 70 شخصاً.
- يُعتقد أن عملية الاغتيال تمت بواسطة اختراق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله، مما سهل استهداف شكر باستخدام تكنولوجيا متقدمة.
- فؤاد شكر كان من الجيل المؤسس لحزب الله ولعب دوراً بارزاً في التصدي للاجتياح الإسرائيلي في الثمانينيات، وكانت واشنطن تعرض مكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

تلقى شكر مكالمة من شخص يطلب منه الانتقال للطابق الخامس

استغرق العثور على جثة شكر في بناية مجاورة وقتاً طويلاً

كان شكر متوارياً عن الأنظار وظهر لمرة واحدة في بداية العام

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تفاصيل حول عملية اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر باستهداف بناية سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت في نهاية يوليو/تموز الماضي، بعدما ظل متوارياً عن الأنظار لعقود، لكنه ظهر علناً في وقت مبكر من هذا العام لحضور جنازة ابن أخيه الذي استشهد على جبهة القتال مع الاحتلال الإسرائيلي في خضم التصعيد المندلع في جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي تقرير بعنوان: "كيف قتلت إسرائيل الشبح"، نقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول في حزب الله، أن فؤاد شكر الذي لا يعرفه سوى قِلة من الناس أمضى يومه الأخير، 30 يوليو/تموز، في مكتبه في الطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان يعيش في الطابق السابع من المبنى نفسه، مما يحد على الأرجح من الحاجة إلى التحرك في الخارج. وفي مساء يوم الاغتيال، وفقاً لمسؤول حزب الله، تلقى شكر مكالمة من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطابق الخامس. وعند الساعة السابعة مساءً، سقطت صواريخ إسرائيلية على الشقة والطوابق الثلاثة تحتها، مما أسفر عن استشهاد شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين. وأصيب أكثر من 70 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

وأضاف المسؤول نفسه أن الدعوة إلى سحب شكر إلى الطابق السابع، حيث سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة، جاءت على الأرجح من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله. وقال المسؤول إن حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في الفشل الاستخباراتي لكنهما يعتقدان أن إسرائيل تغلبت على الرقابة باستخدام تكنولوجيا أفضل وبواسطة القرصنة.

الرجل الثاني في حزب الله

وكشف المسؤول ذاته أن حزب الله أرسل في وقت مبكر من اليوم الذي استُهدف فيه شكر، أوامر إلى قادة رفيعي المستوى بالتفرق وسط مخاوف من تعرضهم للخطر. وبعد الضربة، لم يتضح على الفور ما إذا كان شكر قد استشهد، مشيراً إلى أن قياديين في الحزب اعتقدوا أنه ربما استجاب لأوامر الإخلاء وفر، لكن الأمر استغرق بعض الوقت للعثور على جثته في مبنى مجاور.

نبذة عن فؤاد شكر

وفؤاد شكر من مواليد بلدة النبي شيت في محافظة بعلبك الهرمل، في 25 إبريل/ نيسان 1961، ومن الجيل المؤسس لحزب الله، وصاحب دور قيادي في تأسيس المجموعات الأولى للحزب وتنظيمها في لبنان. وبحسب الحزب، شارك القائد في التصدي للاجتياح الإسرائيلي مطلع الثمانينيات وأصيب في مواجهة خلدة البطولية عام 1982، ولعب دوراً أساسياً في تخطيط وإدارة العمليات، خصوصاً النوعية، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.

وكانت واشنطن تعرض مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن فؤاد شكر، باعتباره المسؤول عن تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية ببيروت يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1983؛ مما أسفر عن مقتل 241 فرداً عسكريّاً أميركيّاً، وإصابة 128 آخرين.