توفر الجزائر تعليماً خاصاً لذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس مع ارتفاع أعدادهم، بعضهم يتابع دراساته في أقسام عادية، في حين يدرس كثيرون في صفوف خاصة، بناءً على شروط متابعة التدريس وبحسب طبيعة الإعاقة أيضاً.
ويحتج الأهالي كثيراً على عدم توفير ممرات خاصة بذوي الإعاقة الحركية في غالبية المدارس، بحسب سليمة بلهاني، التي أوضحت لـ"العربي الجديد" أنها تجد صعوبة في إدخال ابنها الصغير ذي الـ 12 عاماً إلى المدرسة، وخصوصاً أن صفه في الطابق الثاني، ويحتاج إلى ممر خاص يؤمن وصوله سالماً معافى.
وعند حديثها عن شروط تعليم التلاميذ من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، تدخل أحد الأولياء مشيراً إلى انعدام تلك الشروط في مختلف المرافق الحكومية الكبرى ومنها المستشفيات والإدارات وغيرها، ولافتاً إلى "العذاب" الذي يعانيه صاحب الإعاقة الحركية مثلاً عند اضطراره للوصول إلى أحد مكاتب تلك المؤسسات.
واعتبر بعض الأهالي أن توفر التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة "نعمة"، مع العلم أن هناك العشرات ممن منعتهم الظروف من التعليم، مثل بعد المدرسة عن مكان السكن، خصوصا في المناطق الريفية والنائية التي ترضخ للأمر الواقع وتمنع أبناءها من حظ الدراسة. وقالت إحدى الأمهات التي عبرت عن فخرها بأنها تفعل المستحيل من أجل ابنتها:" الدراسة متنفس، وهي بذلك ليست عالة على أحد".
التحدي يصنع المعجزات
أحد أمثلة النجاح وتحدي الإعاقة في منطقته، هو السعيد(28 عاماً) الذي صار "نجماً بلا منازع"، وقدوة لأترابه وجيرانه وكل معارفه، بحسب مهدي(34 عاماً) صاحب أحد المقاهي في منطقة "عين وسارة" في الجلفة.
وأكد لـ"العربي الجديد" أن السعيد هو نجم الحي الذي يقطنه، منذ أن كان طفلاً ودخل المدرسة في إحدى المناطق النائية بولاية الجلفة جنوب العاصمة الجزائرية. وأضاف أن السعيد صار اليوم أحد كوادر مديرية الفلاحة بإحدى ولايات الجزائر، وإن حياته بدأت ولديه إعاقة حركية، وصار "صديقاً لكرسيه المتحرك" منذ صغره.
وتابع "هكذا ولد ولم يسأل يوما عن السبب ولماذا وكيف؟ والأهم في حياته أنه أكمل دراساته العليا في الإعلام الآلي، في المعهد الوطني لذوي الإعاقة الحركية بمنطقة بو سماعيل بولاية تيبازة، وتخرج منه خلال ثلاث سنوات".
ويرى السعيد أن رحلته الدراسية "ممتعة"، رغم أنها كانت شاقة وصعبة بالنظر إلى ظروفه وظروف عائلته. وكان كلما خطا خطوة نحو تحقيق حلمه ونجح في مجال الحاسوب خصوصاً، كانت تحدوه "حالة من التحدي اليومي" تدفعه لمواصلة المشوار.
الأرقام تتحدث
في تصريحات سابقة لوزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط، كشفت أن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الجزائرية تضاعف في الفترة ما بين 2010 و2017، لافتة إلى أن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في شتى مراحل التعليم بلغ العام الجاري 24 ألف تلميذ موزعين عبر أقسام مختلفة أغلبهم يزاولون الدراسة في الصفوف العادية.
أما بالنسبة للمصابين بمرض التوحد فخصصت الوزارة أقساماً في العديد من المؤسسات التربوية لكي يتابع هؤلاء دراستهم، وخصوصا أن المصابين بالتوحد يحتاجون إلى معاملة خاصة ودروس متخصصة لتنمية قدراتهم الذهنية، بحسب الوزيرة.