20 قتيلاً بغارات بتلبيسة... وعملية نوعيّة للمعارضة بدمشق

16 سبتمبر 2014
مقاتلو المعارضة في حي التضامن (رامي السيد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تواصل القوات النظامية السورية اعتمادها على سلاح الجو في ارتكاب مجازر بحق المدنيين، كان آخرها، يوم الاثنين، عبر قصف جوي على مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، في وقت نفّذت فيه كتائب المعارضة عمليّة نوعيّة في قلب دمشق، أسفرت عن قتل وجرح عدد من قوات النظام.

وأفاد الناشط الإعلامي، سامر الحمصي، لـ "العربي الجديد" بأنّ "الطيران الحربي ألقى برميلين متفجرين على أحياء سكنية في تلبيسة، التي تسيطر عليها كتائب المعارضة، ما أدى إلى مقتل 20 مدنيا، واصابة نحو عشرين آخرين، معظمهم من النساء والأطفال".

وأوضح الحمصي أنّه "تمّ التعرف على جثث ستة عشر شخصاً، بينما تم إسعاف الجرحى إلى مستشفى ميداني في تلبيسة غير مهيئ لاستقبال الحالات الإسعافية، لكون التجهيزات متواضعة"، مشيراً إلى أنّ "المنطقة محاصرة ومن الصعب نقل الحالات إلى أماكن أخرى باستثناء الرستن، التي تعاني هي الأخرى من المشكلات ذاتها".

عملية نوعيّة وسط دمشق

من جهة أخرى، تسلّلت مجموعة من مقاتلي المعارضة المسلّحة إلى حيي الميدان والزاهرة، ونفذت عملية نوعيّة على حاجز مارينا، وقتلت وجرحت عدداً من عناصر قوات النظام قبل أن تنسحب.

وقال مراسل "العربي الجديد" إنّ "سكان حي الميدان، استيقظوا فجر يوم الاثنين، على أصوات اشتباكات عنيفة في منطقة الحقلة في حي الميدان، استمرت نحو ساعتين، تبعها إغلاق مداخل جنوب دمشق وأحياء الميدان والزاهرة القديمة والتضامن".

وقالت مصادر عسكرية تابعة للنظام لـ "العربي الجديد"، إنّ "مجموعة مسلّحة تسلّلت إلى مقبرة الحقلة واشتبكت مع أحد الحواجز في المنطقة، ليقتل عدد منها ويفرّ البقية".

من جهته، أوضح الناشط الإعلامي، رامي السيد، من المناطق المحاصرة جنوبي دمشق، لـ "العربي الجديد"، نقلاً عن مسؤول عسكري معارض لم يكشف عنه، إنّ "مجموعتين من مقاتلي حركة "أحرار الشام" و"لواء الإسلام" و"جبهة النصرة"، تسلّلتا إلى حي الميدان الخاضع للنظام، والقريب من أحياء القدم والعسالي ومخيم اليرموك المحاصرة، حيث هاجموا حاجز مارينا للقوات النظامية في الحقلة، واشتبكتا مع الحواجز المتواجدة في محيط دوار البطيخة".

وأضاف: "كما تمكنوا من قتل عدد من مقاتلي النظام خلال الاشتباك، عادت عقبها المجموعتان بعد تنفيذ المهمة، في حين قتل ثلاثة مقاتلين منها، غطوا انسحاب المجموعتين".

وقال شاهد عيان من حي الميدان، لـ "العربي الجديد"، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنّ "القوات النظاميّة نشرت على إثر الاشتباك القناصة على أسطح الأبنية العالية، إضافة إلى تدعيم الحواجز بعدد من المدرّعات، في حين مُنع أهالي الحي من مغادرة المنطقة، وتمّ إغلاق المدارس".

ويأتي الهجوم عقب فترة هدوء شهدتها المنطقة منذ أشهر، كما وقّع النظام قبل نحو شهر هدنة مع الفصائل المعارضة المسيطرة على حيي القدم والعسالي، لكنّها لم تطبق حتّى اليوم.

وربط الناشط الإعلامي، عبد الله الشامي، الهجوم الذي نفذته المعارضة بتطبيق هدنة القدم والعسالي، وأكد لـ "العربي الجديد" أنّ "النظام منذ أسابيع يعد الفصائل بإدخال المساعدات الغذائية وسحب قواته إلى أطراف الحي، ولم يفِ بذلك".

ولفت الشامي إلى أنّ "النظام طلب من الفصائل إدخال أعداد من العائلات قال إنّها كانت تسكن الحي من دون السماح لها بالخروج ثانية، ما يشكل ضغطاً على الفصائل والمجلس المحلي في تأمين احتياجات هذه الأعداد الإضافية، في وقت يعيش أهالي الحيين ظروفاً مأسوية، الأمر الذي رفضته الفصائل مشترطة أن تلي عودة العائلات تطبيق بنود الهدنة".

وأضاف أنه "سبق للقوات النظاميّة أن خرقت الهدنة، عقب إطلاق النار على مدنيين في بساتين القدم، ما تسبب في إصابتهم بجروح خطيرة".

في غضون ذلك، طلب "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، أحد أبرز الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقيّة، من سكان دمشق الابتعاد عن المراكز الأمنيّة والعسكريّة في دمشق، بدءاً من الساعة السادسة من صباح الثلاثاء، محذراً بأنه سيقصف تلك المراكز بصواريخ الكاتيوشا.

وقال "الاتحاد الاسلامي"، في بيان مسجل على موقع "يوتيوب"، إنّه سيستهدف المنطقة الرئاسية في حي المالكي والمنطقة الأمنية والعسكرية في حي المزة 86، مضيفاً أن المرحلة الثانية من حملة الصواريخ هذه تأتي "رداً على مجازر النظام المجرم، ووفاءً لأهلنا المحاصرين في الغوطة الشرقية".

وردّ قائد "الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام"، أبو محمد الفاتح، في تصريح لـ "العربي الجديد" على الانتقادات التي واجهتها المرحلة الأولى من الصواريخ. وقال إنّه "من الطبيعي أن تواجه أي خطوة جديدة في العمل العسكري بعض المنتقدين، خصوصاً نتيجة خلط الأوراق، لكننا نؤكد أن عملية صواريخ الأجناد كان لها من المؤيدين في الوسط الثوري والعام ما لها من المنتقدين، ولا سيما أن صواريخنا قد أصابت أهدافها المعلنة بدقة، وأوجعت النظام". وتابع: "وصلتنا مئات رسائل التأييد من سكان دمشق الغيورين، الذين باركوا هذه الخطوة، باعتبارها تسلب النظام أهم ورقة يراهن عليها وهي أنه آمن داخل دمشق".

وأكّد أن "عمليتنا لم ولن تستهدف المدنيين بل كنا مبالغين بالحرص عليهم، وأصدرنا بياناً مسبقاً حددنا فيه زمان العملية ومكانها ونوع السلاح، وقمنا بتحذير المدنيين للابتعاد عن المواقع المستهدفة حرصاً على سلامتهم".

وأكد الفاتح أن"الهدف الرئيس من العملية الوصول إلى حالة ردع مع النظام، وأن يُحسب الحساب قبل أي عمل يستهدف المناطق المحررة، وأن يعلم أن لكل جريمة يرتكبها رداً".

وأوضح أن حملة واحدة من عشرات الصواريخ لن يكون لها أثر فوري، مشيراً إلى أن "استراتيجيتنا تقضي الاستمرار بالردّ على النظام لإحداث التوازن في القوة ما أمكن، عندها يتحقّق الردع".

وكانت المرحلة الأولى من الصواريخ تمّ إطلاقها مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، واستمرت مدة خمسة أيام، وتفاوتت ردود الفعل عليها في أوساط المعارضة بين مؤيد ومعارض.

المساهمون