1103 أعوام يحتاجها التونسي ليكون مليونيرا

12 مارس 2014
حال المواطن التونسى لم يتغير كثيرا بعد الثورة
+ الخط -
تضم تونس حوالي مليون و287 ألف مواطن مهدد بسوء التغذية ومليون و900 ألف عاجز عن تحصيل قوته اليومي بسبب الفقر، وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية. 
في المقابل، تحتل تونس المرتبة الأولى بين دول المغرب العربي فيما يتعلق بعدد الأثرياء وحجم ثروتهم.

إذ أعلنت شركة "ويلث إيكس" الستغافورية في تقريرها الأخير أن تونس تضم 70 ثرياً يصل مجموع ثرواتهم إلى 14 مليار دينار تونسي، أي ما يوازي 9 مليارات دولار" الدولار الاميركي = 1.5668 دينار تونسي".
وفي حين يشهد الاقتصاد التونسي تراجعاً كبيراً، حقق أثرياء تونس ارتفاعاً بنسبة 16.2 في المئة في حجم ثرواتهم.

والسؤال : كم يحتاج المواطن التونسي من أعوام لكي يستطيع تجميع ثروة؟ وهل المليون دولار الأولى حلم لا يراود التونسيين، أم هدف يمكن تحقيقه؟.

الأجور بين الأدنى والأعلى

يعتبر مستوى الأجور في تونس منخفضاً نسبة الى الارتفاعات المتلاحقة في مستويات التضخم خلال السنوات الأخيرة.
وتشير دراسة للخبير التونسي في المخاطر المالية مراد حطاب الى أن عتبة الفقر الرسمية في تونس تتحدد بـ 763 ديناراً. وأن نسبة الموظفين الذين تتجاوز أجورهم 800 دينار لا تزيد عن 29.5٪ من العدد الإجمالي للموظفين.
وتكشف الدراسة أن نحو نصف الموظفين والاجراء في تونس ينفقون كل دخولهم خلال العشرة أيام الاوائل من كل شهر. وأن عددا كبيرا من العائلات تضطر إلى الاستدانة لكي تؤمن حاجاتها الأساسية في الأيام المتبقية من الشهر.

وتقول مصادر لـ "العربي الجديد" في تونس، إن الحد الأدنى للأجور في البلاد يبلغ 290 دينارا.
أما متوسط الراتب العادي فهو 500 دينار، ويرتفع الى 900 دينار لدى الموظفين من الفئة الأولى.

في المقابل، تشير تقارير صحفية تونسية إلى أن معدل الأجور للعاملين في المؤسسات التونسية يراوح بين 5 و7 آلاف دينار.
ويبلغ راتب مدير المصرف الخاص حوالى 10 آلاف دينار، مقابل 4 آلاف دينار لمدراء المصارف العامة.
أما أجر الوزير في تونس فهو يبلغ حوالى 4 آلاف دينار. وراتب الرئيس التونسي حوالى 30 ألف دينار.

وبموازاة ذلك، أعلنت المجلة الشهرية "نتريبريز" في العام 2012 عن قائمة لأعلى الرواتب المقدمة في تونس، وهي تراوح بين 68 ألف دينار و89 ألف دينار شهرياً، ومعظم أصحاب هذه الرواتب هم أصحاب مصارف وشركات كبيرة.

عادل يريد مليون دولار

يريد عادل، وهو مواطن تونسي أن يحصل على مليون دولار، لكي يؤسس لثروة كبيرة. هذا هو حلمه الذي يتنازل من أجل تحقيقه عن الكثير من النفقات المرتبطة بالحد الأدنى من الرفاهية.
يعيش عادل في منزل صغير جداً، إيجاره الشهري 300 دينار تونسي. ويشتري عادل كل عام بنطالا وقميصاً وحذاء من "الفريب" (أي محال بيع الألبسة المستعملة) ويدفع 100 دينار سنوياً على الثياب، أي ما يوازي 8 دنانير شهرياً.
ويأكل عادل وجبتين يومياً من السندويشات بسعر 3 دنانير يومياً، ليدفع بذلك 90 ديناراً شهرياً على الطعام. كذلك، يدفع كل 3 أشهر 250 دينارا كفواتير للكهرباء والمياه، بما يوازي 83 ديناراً شهرياً.

وبذلك، يدفع عادل شهرياً: 481 ديناراُ( حوالى 305 دولارات) لكي يستطيع ادخار الأموال وجمع المليون دولار، فإذا كان راتب عادل 290 ديناراً فسيبقى المليون دولار مجرد وهم لا يتحقق حتى في أحلامه. لا.. بل يعيش في العوز والفقر والاستدانة حتى مماته.

أما اذا كان راتب عادل 500 دينار، فهو قادر على ادخار 19 ديناراً تونسياً كل شهر، أي ما يوازي 12 دولاراً شهرياً و144 دولاراً سنوياً. وبذلك يصل إلى المليون دولار الأول بعد: 6944 عاماً.

وفي حال ارتفع راتبه عن هذا المستوى فيمكن أن يحقق المليون دولار خلال الفترة التالية:

وبذلك، يمكن الوصول إلى مؤشر الثراء في تونس

المساهمون