ونشرت قوات الاحتلال الآلاف من جنودها منذ ساعات الفجر الأولى داخل بلدة القدس القديمة، وعلى البوابات المؤدية للبلدة وللأقصى، وعلى جميع محاور الطرق المؤدية إليها، واعتقل جنود الاحتلال ما لا يقل عن 25 شابا حاولوا الوصول للقدس عبر جدار الفصل العنصري في بلدة الرام، شمالي المدينة المقدسة. فيما سجلت العديد من حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع على حاجز قلنديا العسكري، شمال القدس، خلال تدافع شهده محيط الحاجز، ما اضطر المئات من الفلسطينيين إلى إقامة صلواتهم عند الحاجز.
وقدر مسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس خلال حديث مع "العربي الجديد"، أعداد المصلين، اليوم، بنحو 100 ألف، رغم الأحوال الجوية القائظة والارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
ويرى متابعون هنا أن الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة اليوم، قلص أعداد المصلين في الجمعة الثالثة من رمضان. وبدت أجواء الطقس في العدد الكبير من المصلين الذين ارتدوا ملابس بيضاء، بينما كان شبان يرشون المياه على المصلين للتخفيف عنهم من حرارة الجو المرتفعة.
وندد خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو اسنينة، خلال خطبة الجمعة، بقيود الاحتلال على المصلين الفلسطينيين، التي حالت دون وصول الآلاف من المواطنين للقدس والأقصى، واعتداء جنود الاحتلال على المصلين عند حواجزها العسكرية المنتشرة حول القدس.
وتطرق الشيخ أبو اسنينة إلى قضية الأسرى في سجون الاحتلال، داعيا إلى نصرتهم ومؤازرتهم في وجه ممارسات الاحتلال.
من ناحية أخرى، قدر مسعفون وأطباء تطوعوا لخدمة المصلين في مختلف العيادات الطبية داخل الأقصى أعداد من تلقوا الإسعافات، اليوم، بنحو 230 حالة، في حين أكدت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت في المسجد الأقصى مع 24 حالة حتى الساعة 12:25 دقيقة ظهرا بالتوقيت المحلي، تم نقل 3 حالات منها لمستشفى المقاصد في القدس. مشيرا إلى أن من تلقوا العلاج تراوحت حالاتهم ما بين إصابات ضربات شمس وضغط وسكري وألم في الصدر.
في حين وصلت عدة حالات مصابة بجروح، بعد قفزها عن جدار الفصل العنصري المحيط بالقدس المحتلة. وقال مسعفون في المركز الصحي العربي، إن "المزيد من الشبان وصلوا إلى عيادة المركز مصابين بجروح وكسور، بعد تسلقهم جدار الفصل العنصري وسقوطهم عنه، ووصل عددهم إلى نحو 25 مصابا".
وفي باب العامود في القدس، وصل أحد هؤلاء الجرحى قبل أن تعتقله قوات الاحتلال وتنقله إلى جهة غير معلومة.
وفي هذه الأثناء، تشهد أسواق البلدة القديمة من القدس ازدحامات شديدة بأعداد هائلة من المصلين، بعضهم توجه إليها للتسوق، والبعض الآخر شق طرقاتها القديمة إلى خارج أسوار المدينة المقدسة، حيث كانت تنتظرهم حافلات لسفريات عمومية، ومن بينها حافلات لشركة "إيغد" الإسرائيلية قامت بنقلهم إلى حواجز الاحتلال على مشارف المدينة المقدسة، وسط مرافقة شرطية، في وقت أغلقت مساحات واسعة حول تلك الحواجز لمنع دخول المركبات الخاصة إليها.
وكان الاحتلال قد حوّل صلاة الجمعة الثالثة، اليوم، إلى رحلة آلام ومعاناة بالنسبة لعشرات آلاف الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية، الذين تركتهم مئات الحافلات التي أقلتهم عند حواجز الاحتلال العسكرية حول القدس، خاصة في قلنديا، شمال القدس، ومسجد بلال بن رباح، جنوب المدينة المقدسة، عند مدخل بيت لحم الشمالي، إضافة إلى معبر الزيتونة، شرق البلدة القديمة من القدس، قرب بلدة العيزرية، والذي شهد تشديدات في إجراءات الدخول للقدس.
وفي محيط البلدة القديمة في القدس، انتشرت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيليين، حيث جرى التدقيق في هويات المصلين المتجهين إلى المسجد الأقصى، واعتقال من ليس بحوزته تصريح دخول للقدس.