10% من أطفال تركيا مصابون بالسمنة المفرطة

01 ديسمبر 2017
سمنة الطفولة إحدى أخطر المشكلات الصحية (جون مور/Getty)
+ الخط -



ارتفعت معدلات السمنة المفرطة بين الأطفال الأتراك بنحو 2 في المائة خلال السنوات الأربع الأخيرة، ما دفع المسؤولين بأنقرة للبحث عن طرق تخفيف الوزن، إن عبر برامج تغذية وتوعية بالمدارس، أو انتشال الأطفال من حالات الكسل وزيادة النشاط البدني، عبر توزيع دراجات هوائية مجانية على المدارس.

وكشفت دراسة أجرتها وزارتا الصحة والتربية الوطنية التركيتين بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حول السمنة في مرحلة الطفولة، عن زيادة في معدل السمنة لدى الأطفال في تركيا.

وارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة من 8.3 في المائة في عام 2013، إلى 9.9 في العام 2016، أي أن نحو واحد من كل عشرة أطفال يعانون من السمنة المفرطة.

وأشارت الدراسة التي علق عليها وزير الصحة التركي أحمد دميرجان، أمس الخميس، إلى أن نسبة الزيادة في الوزن ارتفعت من 14.2 في المائة إلى 14.6 في المائة خلال الفترة بين 2013 و2016، مبيناً أن ما نسبته 74 في المائة من الأطفال في حالة الوزن الطبيعي، في حين أن 1.5 في المائة يعانون من الضعف.

وبينت الدراسة أن 6.1 في المائة من الأطفال لا يأكلون اللحوم، و18.9 في المائة يتناولونه أقل من مرة في الأسبوع، بينما 14.6 في المائة لا يتناولون الأسماك و40.3 في المائة يتناولونه أقل من مرة في الأسبوع، بينما هناك استهلاك كبير للشوكولاتة والبسكويت والكعك وغيرها أعلى من المستوى المطلوب.


وأوضح الوزير التركي دميرجان أن الدراسات كشفت عن ضرورة زيادة النشاط البدني لدى الأطفال، إذ إن 9.5 في المائة من الأطفال لا يخرجون أبداً خلال أيام الأسبوع للقيام بأنشطة بدنية لساعة واحدة على الأقل.

وضمن برنامج "التغذية الصحية والحياة النشيطة" الذي أعلنته تركيا قبل ثلاث سنوات، وبهدف زيادة النشاط عند الأطفال، تعتزم وزارة الصحة التركية تقديم نحو 50 ألف دراجة هوائية مجانا العام القادم، لإدارات المدارس ليتم توزيعها على الشباب في محاولة للترويج لأسلوب الحياة الصحية.

وتم منذ عام 2005 تسليم ما مجموعه 352 ألف دراجة هوائية على طلاب المدارس، إذ تبذل تركيا ضمن هذا المشروع جهوداً للامتثال لخطة عمل الأمم المتحدة لمكافحة السمنة، التي تعتبر أن خفض نسبة الخمول البدني بنسبة 10 في المائة، ووقف ارتفاع انتشار السمنة والسكري هما الشرطان الرئيسيان لخطة عمل الأمم المتحدة بحلول عام 2025.

وبالتوازي مع التحريض على زيادة النشاط البدني بين طلاب المدارس، تعمل وزارة الصحة التركية على رفع مستوى الوعي بالتغذية الصحية لدى التلاميذ، إذ تم اعتماد ما يقرب من 5 آلاف مدرسة حتى الآن لمتابعة المبادئ التوجيهية لتعزيز التغذية الصحية.

ويذكر أن مدينة اسطنبول استضافت العام الماضي، أعمال المؤتمر الدولي لمناقشة مشكلة ارتفاع معدل السمنة بمشاركة وزراء ومختصين من 53 دولة، لتوقع من ضمن المشاركين على الميثاق الأوروبي لمكافحة البدانة الذي يحدد الخطوط المسلكية الواجب اتباعها لمكافحة هذه الظاهرة.

وبحسب تقارير دولية، تكبد السمنة الحكومة كلفة عالية، حيث تستهلك ما بين 2 و8 بالمائة من الموازنات الوطنية المخصصة للصحة، كما يسبب الوزن الزائد، حسب التقارير الصحية، عدة أمراض خطيرة، منها ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري والسرطان وترقق العظام المسؤول عن 75 بالمائة من الوفيات في أوروبا.

وتمثّل سمنة الطفولة إحدى أخطر المشكلات الصحية العمومية في القرن الحادي والعشرين. وتتخذ هذه المشكلة أبعاداً عالمية وهي تصيب، بشكل مطرد، العديد من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ولا سيما المناطق الحضرية منها، بحسب منظمة الصحة العالمية.

المساهمون