تتواصل عمليات النزوح من منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، بسبب عمليات النظام العسكرية في المنطقة، واتباعه سياسة الأرض المحروقة التي تجبر المدنيين على ترك مدنهم وبلداتهم والتوجه نحو مناطق أكثر أمنا في ريف إدلب الشمالي.
وخلال الأيام الأخيرة الماضية، تجاوز عدد النازحين المليون نسمة، حسب فريق "منسقو استجابة سورية"، وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية نزح قرابة 10 آلاف شخص من منطقة معرة النعمان وحدها.
وأوضح الفريق في بيان أمس الخميس، أن "معظم العائلات النازحة لاتزال على الطرق الرئيسية في العراء، في حين تواصل الفرق الميدانية عمليات الإحصاء رغم المصاعب والمخاطر في ظل تحليق الطيران الحربي الروسي".
وناشد فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانه، الفرق الإنسانية والجهات والفعاليات المدنية تأمين مراكز إيواء للنازحين، وفتح المدارس والمخيمات بشكل فوري لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين، محذرا من أن استهداف الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا مدنا كبرى في شمال غرب سورية، قد يتسبب بعمليات نزوح ضخمة جديدة تصعب السيطرة عليها.
وأوضح الناشط الإعلامي بمدينة معرة النعمان، عمر السعود، أن حركة النزوح المكثفة بدأت في المدينة منتصف أغسطس/آب الجاري، وأعداد النازحين من معرة النعمان كبيرة، ولازالت عوائل كثيرة في المدينة، ويتوقعون الخروج في أي وقت بسبب الغارات الجوية والقصف المتواصل".
وأضاف السعود لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي يعتمدون على التحذيرات التي تصلهم عبر أجهزة اللاسلكي، ومجموعات (واتساب) وغيرها من التطبيقات التي تعمل عبر شبكة الإنترنت، وبعضها لا يجدي نفعا في كثير من الأحيان".
أما دور المجلس المحلي في المدينة تجاه أهلها والنازحين، فقال السعود إن "المجلس يصعب عليه متابعة النازحين إلى خارج المدينة، كون كل عائلة تقصد مدينة أو وجهة، والدفاع المدني في المعرة، وبعض المنظمات تعمل على نقل العائلات وتأمين مأوى لهم، وأكبر الصعوبات التي تواجه المجلس في الوقت الحالي تأمين الخدمات لمن يعيشون في المدينة، فشبكات الإنترنت تتوقف، ومولدات الكهرباء أيضا، لكن مولدات الكهرباء التي يديرها المجلس المحلي لاتزال تعمل".
وقال النازح من بلدة سجنة القريبة من معرة النعمان، قتيبة المحمد، لـ"العربي الجديد": "كل الطرق في مناطق ريف إدلب الشمالي مكتظة بالنازحين، وفي الطرق المؤدية إلى مدن الدانا وسرمدا يمكنك مشاهدة عشرات السيارات التي تقل نازحين من مناطقنا في ريف إدلب الجنوبي".
وأضاف: "لقد عشت نفس هذه الأوقات الصعبة، إذ نقلت أغراض منزلي بالطريقة ذاتها، ولم تكن رحلة نزوح واحدة، فقد تنقلت بين عدة مناطق، منها الأرض الزراعية لبلدتي، ثم نحو بلدات قريبة وصولا إلى المناطق الحدودية بريف إدلب الشمالي".
وضمت المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها في سبتمبر 2018، نحو 800 ألف نسمة، ثم تسببت وصول العمليات العسكرية إلى المنطقة المحيطة بالمنطقة منزوعة السلاح في نزوحهم بشكل كامل، وتقدر نسبة الدمار في المنطقة بنحو 90 في المائة.