‏"لوموند": الانتخابات المصرية "مسرحية" معروفة النتائج مسبقاً

20 أكتوبر 2015
الانتخابات البرلمانية مجرّد مسرحية حسب "لوموند" (الأناضول)
+ الخط -

أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن نسبة الإقبال على الانتخابات البرلمانية المصرية "كانت ‏ضعيفة جداً"، مشيرةً إلى أن الحضور ‏أمام اللجان كان شبه منعدم، "وهو ما يفيد بأن نسبة ‏التصويت لن تتجاوز 15 بالمائة على أبعد تقدير"، بحسب توقعات الصحيفة الفرنسية بعد معاينتها ‏لعدد من اللجان الانتخابية.‏

وعرفت الانتخابات إقبالا متدنيا، إذ أكد المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر)، أن حجم المشاركة في الجولة الأولى لانتخابات البرلمان المصري، وحتى إغلاق اللجان الانتخابية بنهاية اليوم الثاني للانتخابات، مساء أمس، بلغت نسبته 3.6% من عدد المقيدين في الجداول، بإجمالي 988 ألف ناخب تقريباً.


ولفتت "لوموند" إلى أن منح الحكومة للموظفين نصف يوم إجازة والنداءات المتكررة للمشاركة في ‏الانتخابات، وخطاب السيسي الذي ‏حث فيه المواطنين على التصويت، والتهديد بفرض ‏غرامة "لم تُثن المصريين عن مقاطعة التصويت" قبل أن تتطرق إلى ‏الأسباب، التي كانت ‏وراء هذا العزوف ومن بينها الإحباط الذي عمّ الشعب المصري بعد التراجع عن ‏مكاسب ثورة 25 يناير.‏

ومن بين الملاحظات التي جاءت في صحيفة "لوموند" أنه حتى المصريون الذين شاركوا في ‏الانتخابات، قاموا بذلك "خوفا ‏من المستقبل أكثر من كونهم يتطلعون لغد أفضل"، ‏مواصلة بأن القناعة التي باتت لدى الأغلبية الساحقة من المصريين هي أن ‏المستقبل لن ‏يتحسن على الأقل على المدى القريب.‏

وتابعت الصحيفة أن المصريين امتنعوا عن التصويت لعلمهم أنه لا يوجد بديل سياسي ‏حقيقي، وأن جميع المشاركين في ‏الانتخابات يدينون بالولاء للرئيس المصري عبد الفتاح ‏السيسي، قبل أن تنقل عن عدد من المواطنين المصريين سخطهم عن ‏السياسات ‏الاقتصادية التي اتبعها السيسي والتي من تجلياتها انهيار قيمة الجنيه المصري.

ومن بين ‏المصريين الذين تحدثت إليهم ‏الصحيفة الفرنسية هناك عدد منهم صوتوا لصالح السيسي ‏وعبّروا عن إحباطهم من الأوضاع السياسية التي وصلت إليها البلاد ‏وهم يشاهدون عودة ‏رجال مبارك إلى الانتخابات البرلمانية.‏

ووصفت "لوموند" الانتخابات البرلمانية المصرية بأنها "مسرحية لأنها معروفة ‏النتائج مسبقا وكل ما يحدث الآن مجرد ‏مظاهر لا غير"، مشيرة إلى أن ‏مصر تعيش حالة من الإحباط خصوصا في صفوف الشباب الذي كان وقود ثورة 25 يناير ‏‏"والآن ‏يشاهدون أن الفساد مازال منتشرا والقمع الذي تمارسه وزارة الداخلية مازال ‏مستمرا، والناس مكتئبة بينما وسائل الإعلام المحلية ‏مصرة على أن كل شيء بخير في ‏البلد"، حسب ما ورد في الصحيفة.‏

وختمت الصحيفة الفرنسية بتصريح لمواطن مصري اعتبرته يلخص الأوضاع عندما قال إن الجميع يتحدث عن مشروع قناة ‏السويس ولا يتحدث عن ارتفاع ‏الأسعار، كما أن الأشخاص الذين ‏يساندون ‏النظام يفعلون ذلك من أجل مصالحهم الشخصية، ولا وجود لحرية تعبير لأنه لو ‏عارضت النظام فسيقولون عنك من الإخوان ‏المسلمين، "إنها انتخابات مسرحية للتسويق ‏الخارجي فقط"، تخلص الصحيفة.‏

اقرأ أيضا: شخصيات سياسية: الشعب المصري صفع سلطة القمع والفساد

المساهمون