‏"قمة مصر الاقتصادية": آمال وشكوك‏

17 ديسمبر 2014
ينتظر الاقتصاد المصري ضخ الاستثمارات في شرايينه (getty)
+ الخط -
"شركاء التنمية"، "المانحون"، "أصدقاء مصر"، "قمة مصر الاقتصادية" أسماء متعددة اختارتها ‏الحكومة للمؤتمر الاستثماري الذي تعول عليه لتغيير دفة اقتصاد البلاد، مستهدفة تحقيق قرابة ‏‏60 مليار دولار استثمارات أجنبية عبر إقامة 50 مشروعاً جديداً.‏
ووسط ترتيبات المؤتمر المقرر انعقاده خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس/آذار 2015، تقف ‏مجموعة من القطاعات الاقتصادية على قدمٍ وساق، إذ يغمرها أمل الإنعاش عبر الاستثمارات ‏الجديدة. ولعل الطاقة والإسكان والنقل والبنية الأساسية والطرق والبتروكيماويات تتصدر ‏القطاعات التي تراودها آمال التنمية.‏

مهمة صعبة 
ورغم هذا التفاؤل، بيد أن أكثر الاقتصاديين تفاؤلاً يدركون أن مهمة المؤتمر لن تكون يسيرة ‏بالمرة. ولمصر في النتائج المخيبة التي أسفرت عنها المؤتمرات الترويجية التي عُقدت منذ ‏منتصف تسعينيات القرن الماضي عِبرةُ كافية.‏
إذ إن حزمة التحديات البيروقراطية والتشريعية التي تكبل المستثمرين تقف عائقاً أمام نجاح ‏المبادرات الاستثمارية على مر تاريخ مصر الاقتصادي. وتأتي هذه التحديات على رأس العوامل ‏التي ألقى الاقتصاديون الضوء عليها لتقييم مدى جاهزية المناخ الاستثماري لاستقبال ‏الاستثمارات المستهدفة.‏
وتعبر رئيسة مكتب ذو الفقار للمحاماة ورئيسة مجلس إدارة المجموعة المالية هيرميس، منى ذو ‏الفقار، عن أهمية المؤتمر قائلةً "إنه جسر العبور من نفق الأزمات الاقتصادية التي قادت البلاد ‏على مدار 3 سنوات. فهو يعتبر علامة فارقة في استعادة ثقة المستثمرين الأجانب مرةً أخرى".‏
وتؤكد ذو الفقار لـ "العربي الجديد" أنه على الرغم من الآمال التي نعلقها على المؤتمر، ولكن ‏ينبغي الاعتراف بأن بيئة الاستثمار غير مواتية حتى الآن لتحقيق أهداف المؤتمر.‏
وبنبرة حازمة تشدد ذو الفقار على أن تخبط الجهاز الإداري ليس العائق الوحيد، بل إن التشريعات ‏التي تحكمه أصابت جميع العاملين فيه بآفة "الأيدي المرتعشة" في اتخاذ القرار. و"يعود تفشي ‏هذه الآفة إلى تحويل العديد من المسؤولين لجهات التحقيق بسبب البلاغات التي يندرج بعضها ‏تحت بند البلاغات الكيدية". إذ إن "تقنين البلاغات الكيدية بات ضرورة أساسية الآن" حسب ذو ‏الفقار، التي تطالب بوضع معايير لقبول البلاغات الموجهة ضد المسؤولين الحكوميين.‏
وبنبرة تحاول التحلي ببعض التفاؤل تقول ذو الفقار إن إصلاح الجهاز الإداري ليس مستحيلاً‏: مصر لها تجربة ناجحة في هيكلة الجهاز المصرفي عام 2003 عبر معالجة جذور المشاكل ‏المالية والإدارية".‏
ويعلم متابعو الشأن الاقتصادي أن إصلاح الجهاز المصرفي صاحبه إجراءات صارمة لمواجهة ‏معدلات المخاطر المرتفعة وتدني التصنيف الائتماني للمصارف. وأسفرت حركة الإصلاحات ‏عن خفض عدد المصارف من 80 إلى 39 مصرفاً من خلال عمليات دمج وتصفية.‏
حين تفكر في تأسيس مشروع عليك الذهاب أولاً لهيئة الاستثمار لاستصدار موافقات تأسيس ‏الشركة. الأمر لن يستغرق فعلياً سوى 3 أيام. ولكن بعدها عليك كمستثمر الاصطدام مع 43 ‏جهة في مصر لاستخراج تراخيص المشروع وشراء أو استيراد خطوط الإنتاج، وتخصيص ‏أرض المشروع التي تستغرق وحدها عدة سنوات.‏
ويقول رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، محمد فريد خميس، إن "تعدد جهات الولاية ‏في تخصيص أراضي المشروعات بين المحافظات وهيئة التنمية الصناعية وهيئة التنمية ‏الزراعية وغيرها من الجهات يصيب المستثمرين بالإحباط. بل إن الأصعب هو سحب أرض ‏المشروع نتيجة تضارب اختصاصات الهيئات الحكومية".‏
ويضيف خميس لـ "العربي الجديد" أن "طول إجراءات استصدار التراخيص وقصور أوجه ‏الرقابة أديا إلى تفشي الفساد في أجهزة الدولة".‏
وعلى الجانب الآخر، يقرُ رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، حسن فهمي، في ‏تصريحات لـ "العربي الجديد" بفشل تجربة الشباك الواحد لإصدار الموافقات بسبب امتداد فترة ‏استصدار تراخيص الأراضي إلى 18 شهراً، بالإضافة إلى أزمة نقص إمدادات الطاقة للمصانع.‏
ويؤكد فهمي أن الحكومة تعمل على حل هذه المشكلات قبل حلول موعد المؤتمر، عبر تعديل ‏قانون الاستثمار لتمكين هيئة الاستثمار من إصدار كافة التراخيص للمستثمرين، إضافة إلى طرح ‏مناقصات للقطاع الخاص لإنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية بهدف توفير احتياجات ‏المصانع. ‏
دلالات
المساهمون