وأضاف في هذا الصدد، أن المدارس التي تم تخصيصها كأماكن للتصويت يومي الأحد والإثنين المنصرمين كانت شبه خالية إلا من الجنود الذين كانوا يطلون من خلف أكياس الرمل على ساحات المدارس الفارغة، بينما كان القضاة المكلفون بالإشراف على الانتخابات يلهون بهواتفهم الذكية.
المقال أوضح أن عددا ضئيلا من الناخبين تحمّلوا عناء الذهاب للتصويت، مشددا على أن أغلب هؤلاء أعلنوا مسبقا أنهم سيصوتون لصالح قائمة "في حب مصر"، التحالف الموجود أصلا لدعم قائد الجيش الذي تحول لرئيس للبلاد، عبد الفتاح السيسي، كما ورد في المقال.
ولفتت "دويتشه فيله" إلى أن نسبة المشاركة الهزيلة ليست مفاجئة، وذلك على اعتبار أن نتائج الانتخابات التي ستنتهي بإجراء الدور الثاني، شهر ديسمبر/ كانون الأول، محسومة مسبقا ومجرد مسرحية هزلية، لعدم وجود أي مرشحين من المعارضة، ولمقاطعة أغلب من شاركوا في الثورة المصرية عام 2011 لها.
وعن أسباب هذا العزوف، ذكر المقال أن مصر انزلقت إلى أسوأ مظاهر القمع، فعلى امتداد الأشهر الأخيرة تعرّض عدد كبير من النشطاء والمعارضين للاختطاف، أو تم الزج بهم في السجون، فيما اختار البعض الآخر الرحيل عن البلد. كما أضاف أن الانتقاد العلني للنظام المصري أمر غير مسموح به، في وقت تطبّل فيه وسائل الإعلام للنظام والمرشحين الموالين لهم، باستثناء فئة قليلة من وسائل الإعلام المستقلة.
كما أضاف المقال أنه يصعب في ظل مثل هذه الأجواء تصديق ادعاءات نظام السيسي بأن هذه الانتخابات هي آخر خطوة تقطعها مصر نحو الانتقال الديمقراطي.
في المقابل، ذكر المقال أن ما يقع بمصر يناقض ما يدعيه النظام، موضحا أن نتائج الانتخابات ستؤدي لظهور برلمان صوري يهيمن عليه المنتمون لقائمة "في حب مصر"، والنواب المهتمون أكثر بمهادنة دوائرهم الانتخابية بدل إعداد قوانين للتعاطي مع جملة المشاكل التي تواجهها البلاد.
الأسوأ من ذلك، يضيف المقال، أن أعضاء البرلمان لن يفكروا أبدا في إلغاء مجموعة القوانين المثيرة للجدل التي تم تمريرها بقرارات رئاسية طوال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك قانون مكافحة الإرهاب المتشدد. الأمر نفسه ينسحب على قضية الإخفاء القسري للمعارضين، حسب المقال.
مقال "دويتشه فيله" خلص إلى أن هذه الانتخابات، حسب ما أكده أحد الملاحظين، لن تكون حرة ونزيهة، مضيفا أن المصريين قرروا، على ما يبدو، حفظ أصواتهم حتى اليوم الذي قد تكون لها فيه قيمة ما.
اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز": بصمة السيسي وراء عزوف المصريين عن التصويت