ولم تهدأ احتجاجات "الشباب المسلم" مع ساعات المساء، إذ أفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن قوات الأمن هاجمت قبل قليل مسيرة لأهالي إمبابة بمحافظة الجيزة، مستخدمة الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين من أمام مطار إمبابة.
وقال شهود عيان إن "شخصين قتلا بالرصاص الحي الذي تطلقه ميليشيات الانقلاب وسط حالة من الكر والفر بالمنطقة"، مؤكدين أن هناك عددا من الإصابات بين الثوار.
وكانت مسيرة أهالي إمبابة قد خرجت عقب صلاة المغرب من أمام مسجد المغفرة، ورفع المشاركون اللافتات التي تستنكر اعتقال الطالبات والاعتداء عليهن، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين والقصاص للشهداء.
مقتل خمسة متظاهرين في حي المطرية
وفي وقت سابق، قُتل خمسة متظاهرين برصاص قوات الأمن المصرية، في حي المطرية، شرقي القاهرة، عقب هجوم قوات من الشرطة والجيش على مسيرة سلمية معارضة، ضمت المئات من معارضي سلطة الانقلاب، ضمن فعاليات جمعة "انتفاضة الشباب المسلم".
وأكد الشهود أن حصيلة "القتلى بالمنطقة قد تتجاوز العشرة، خلال ساعات، بسبب الحالات الحرجة التي نقلت للمستشفى، وأن العديد، سقطوا برصاص الأمن المصري خلال فض تظاهرة معارضة، ضمت المئات.
وبحسب مصدر أمني، فإن "إخطارا وصل إلى قسم شرطة المطرية بوصول ثلاثة قتلى إلى مستشفى المطرية العام، وذلك جراء الاشتباكات التي اندلعت على خلفية التظاهرات".
وفرقت قوات الأمن، بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، مسيرة نظمها معارضون، من أمام مسجد الحصري، وأطلقت قنابل الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم.
فيما قال شهود عيان لـ"لعربي الجديد"، إن "قوات الأمن قامت باطلاق الرصاص الحي والخرطوش على المتظاهرين في منطقة المنيب بالجيزة، حيث تعتلي سيارات الشرطة ومدرعات الجيش الطريق الدائري، عند منطقة المنيب".
وكانت ثلاث صور، قد سيطرت على المشهد المصري، في صباح "انتفاضة الشباب المسلم"، ما بين حشود أمنية ومتاريس وقنابل يتم تفكيكها في أنحاء مصر، وتظاهرات صباحية لرافضي الانقلاب العسكري، واعتقالات متواصلة، طالت جميع المحافظات.
ودشن رافضو الانقلاب العسكري بالقاهرة، أولى فعاليات أسبوع "الله أكبر.. إيد واحدة"، بتظاهرة حاشدة انطلقت من الحي العاشر بمدينة نصر، رفضاً للانقلاب وتنديداً بجرائم حكم العسكر. وندّد المتظاهرون بالتعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون داخل السجون والأحكام الجائرة الصادرة بحق أطفال مصر.
وأغلقت قوات الجيش محيط ميدان التحرير، وسط العاصمة، وقصر "الاتحادية" الرئاسي، ووزارة الدفاع بكوبري القبة (شرق العاصمة)، ونشرت الآليات العسكرية والحواجز المعدنية المعززة بالأسلاك الشائكة بكافة الشوارع الرئيسية.
وتظاهر رافضو الانقلاب في الهرم بمحافظة الجيزة، منددين باستمرار القمع الأمني داخل الجامعات، والمجازر التي ترتكب بحق أهالي سيناء وعمليات التهجير القسري التي يتعرضون لها.
وردد المشاركون عدداً من الهتافات، منها "أنا مسلم مش حستسلم، مش حنسيب الحق فاهمين ولا لأ، لن تركع أمة قائدها محمد، قولوا للسيسي واللي معاه مش حنركع غير لله".
وفي دلتا مصر، نظّم أهالي مدينة الرياض، في محافظة كفر الشيخ سلاسل بشرية على الطريق الدولي، مع بدء مليونية "الله أكبر.. إيد واحدة"، رافعين لافتات تندد بحكم العسكر وجرائمه وأعلام مصر وإشارات رابعة العدوية وصور الرئيس محمد مرسي وصور الشهداء والمعتقلين.
كما لجأ متظاهرو كفر الشيخ، لقطع الطريق الدولي، عند مدينة الرياض، بعد اعتداء قوات الأمن على السلسلة البشرية التي نظموها في مدينة الرياض، بالرصاص الحي والخرطوش. فيما تصدى االشباب بالشماريخ والألعاب النارية.
وانطلقت مسيرة سلمية في مدينة السادات، بمحافظة المنوفية، ردد المشاركون فيها هتافات مطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين خصوصاً من سقطوا في مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/ آب قبل الماضي. كما نظم مناهضو الانقلاب العسكري مسيرة بمدينة فاقوس بمحافظة الشرقية رفعوا خلالها المصاحف ولافتات منها "مصر إسلامية"، ورددوا هتافات منها "ماسك مصحف بهتف ديني عُمر رصاصتك ماهتأذيني"، و"اصحوا وفوقوا يا مسلمين قفلوا المسجد حاربوا الدين".
وانطلقت مسيرة رافضة للانقلاب العسكري، بمنطقة الهانوفيل، غرب الاسكندرية، ورفع المشاركون خلالها المصاحف وأعلام مصر وشارات رابعة ولافتات 28 نوفمبر انتفاضة الشباب المسلم، "إما النصر أو الشهادة" و"مصر هتفضل اسلامية"، فيما ردد البعض الآخر هتافات معادية للقوات المسلحة والشرطة مؤكدين استمرار حراكهم لإسقاط الانقلاب وعودة الشرعية.
وفي مركز النوبارية بمحافظة البحيرة، نظم مؤيدو "مرسي" عدة وقفات وسلاسل بشرية، رفعوا خلالها صوراً لبعض الشهداء والمعتقلين، ولافتات تندد بجرائم العسكر بحق المعارضين.
وخرج المئات من المعارضين بمحافظة الجيزة، في تظاهرة حاشدة بمنطقة الهرم، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، والقصاص للشهداء.
مقتل وإصابة ثلاثة ضباط
في هذه الأثناء، أكدت مصادر أمنية وفاة العقيد محمد بدر، ضابط بالقوات البحرية، وإصابة 3 آخرين، بينهم ضابطا شرطة، بعدما تعرضوا الى اطلاق نار من مجهولين من إحدى العقارات بمنطقة الشاطبي، وسط الإسكندرية، وتقوم قوات الأمن بتمشيط المكان لضبط الجناة.
اعتقالات
وعلى صعيد الاعتقالات المتزايدة في الفترة الأخيرة، شنّت قوات الأمن في الجيزة حملة أمنية موسعة لاعتقال قياديي الحراك الثوري بالشارع صباح انتفاضة 28 نوفمبر، أسفرت عن اعتقال اﻷستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومستشار وزير المالية في حكومة هشام قنديل، الدكتور عبد الله شحاتة خطاب، وزوجته وابنه من منزله بالهرم.
وفي محافظة البحر الأحمر، اعتقلت الأجهزة الأمنية من نواب مجلس الشعب السابق محمد عوض وزين العابدين أمبارك (أعضاء عن الحرية والعدالة بالبحر الأحمر، والمفرج عنهم منذ أقل من أسبوع)، وصلاح أبو الحسن (عضو الشورى عن الحرية والعدالة بالبحر الأحمر)، وأحمد صابر (إمام وخطيب بسفاجا)، ومحمود عمر (موظف)، وسمير عبدالله (مهندس - ومفرج عنهم من أقل من أسبوع - وأحمد لاشين (موظف بشركة المياه)، وأحمد سامي (مدرس)، وأيمن عبد المقصود (موظف بشركة المياه)، وإبراهيم فرج (موظف بشركة الكهرباء).
وفي القليوبية، أسفرت الحملة عن اعتقال أحمد محمد الشحات، وأحمد حمدي عبد الغني، ونور محمد سعيد وعبد الحق عبد الحميد الضامن، ويحيى عبد الله عامر، لتمتد الحملة إلى الدقهلية، شمالي مصر، وتشمل عدداً من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" عقب خروج مظاهرة إثر صلاة الفجر، بمدينة المطرية. وأسفرت حملات الدهم في محافظات مصر، عن اعتقال نحو 105 من قيادات "التحالف الوطني لدعم الشرعية".
وعلى صعيد آخر، تواصل الإعلان عن قنابل بدائية تم تفكيكها وأخرى استهدفت أبراجاً كهربائية، ففي الشرقية تم وقف حركة قطارات الزقازيق الاسماعيلية، لاكتشاف قنبلة بدائية، فيما انفجرت أخرى بالزقازيق، وتم تفكيك ثالثة بجوار دار مناسبات مسيحية بالواسطي ببني سويف، جنوب مصر.