يوم الفيفا.. "توقفات قومٍ عند قومٍ فوائد"

09 أكتوبر 2014
نجوم ينتظرون العودة بقوة
+ الخط -

وضعت مرحلة التوقفات للدوريات الأوروبية المحلية مع بدء وديّات "الفيفا" والتصفيات المؤهلة إلى البطولات القارية، حالة كبيرة من الملل والرتابة على المنافسات الأوروبية، بعد أن دخلت مراحل الجد خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى غضب شريحة واسعة من الجماهير، التي تريد مشاهدة فرقها ومتابعة نجومها عن قرب مع الأندية في بطولات الدوريات الكبيرة، لذلك لا يعتبر هذا الحدث أمرا هاما لمعظم المتابعين، لكن ينطبق عليه مقولة: "شر لا بد منه".

ومع الغضب المستمر تجاه هذه المباريات، إلا أن هناك فئات ستستفيد من التوقف الحالي كثيراً، لإعادة ترتيب الأوراق، ومحاولة اللحاق بركب فرق الصدارة، والعودة من جديد إلى طريق البطولات، وملامسة منصات التتويج. لذلك يكون العمل خلال هذه الفترة على قدم وساق، من أجل معالجة كافة الأخطاء السابقة، وفتح صفحات جديدة.

فريق أم مجموعة؟
تعاقد مانشستر يونايتد مع عدد كبير من النجوم، فاستقطب دي ماريا وفالكاو ومجموعة أخرى، برفقة المدرب القدير لويس فان جال. خطوات جعلت الجميع يتوقع موسما أفضل للشياطين الحمر، لكن ما زال الفريق في حالة فنية سيئة، ويقدم لاعبوه مستويات متباينة، مباراة في القمة وأخرى في القاع، مع فارق النقاط خلف تشيلسي المتصدر بكل جدارة.

هناك مجموعات وهناك فرق، الأصل في كرة القدم التناغم، فرق مثل "أياكس كرويف، ميلان ساكي، بارسا بيب" هي بمثابة التعريف الأصلي لمعنى أندية كرة القدم، فرق لا تضم عازفا منفردا، الفريق العظيم لا يضم عازفا منفردا، الانسجام هو الوسيلة لتلك الأجيال. لكن الفريق الحالي لمانشستر يونايتد لم يصل بعد إلى درجة التناغم الكافية، لذلك يعتبر مجرد مجموعة، ولم يصل أبداً إلى درجة فريق.

المتابع الجيد للفريق الإنجليزي يشعر وكأنه في حضرة فريقين، مجموعة تهاجم وأخرى تدافع، لكن بدون أي رابط أو اتصال. وبالتالي من الممكن أن يفوز مانشستر في مباريات عديدة، لكن من المستحيل تحقيق بطولات بهذا الأداء الفردي، حيث إن فان جال يعتمد فقط على مهارات نجوم الخط الأمامي حتى الآن.

تكتيكياً، يعتمد المدرب الهولندي في الفترة الأخيرة على تكتيك الجوهرة في خط الوسط، بليند في الخلف، وأمامه ماتا في الهجوم، وبينهما كل من دي ماريا وهيريرا أو فالنسيا. ويمتاز هذا الشكل بوفرة فنية كبيرة في المنتصف، لكنه لا يقدم الدعم الكافي في منطقة الارتكاز الدفاعي، بسبب المسافات الشاسعة بين بليند وماتا، لذلك يلعب الهولندي وحيداً أمام خط الدفاع، وفي حالة تخطيه، يصبح لاعبو الخط الخلفي بلا أي دعم حقيقي.

وبالتالي، جاءت فترة التوقف مثالية إلى حد كبير، لأن فان جال سيواجه تحديا حقيقيا، حتى تعود الأمور إلى نصابها السليم، ومن الممكن التفكير جدياً في التضحية بأحد المهاجمين في سبيل إضافة لاعب وسط آخر إلى التشكيلة، ليجد بليند معاونا إضافيا في الارتكاز، ويضغط الفريق بقوة في سبيل كسر الهجمات قبل أن تصل للدفاع، ومع المستوى السيئ لفان بيرسي، والعادي لكل من فالكاو وروني، من الممكن اللعب بواحد منهم كمهاجم صريح، والآخر كصانع لعب بالتبادل مع الإسباني ماتا.

التغيير قادم يا إنتر
أستاذ التدريب بجامعة ساو باولو، جوسيه ألبرتو كورتيس، يقول حول طريقة لعب 3-5-2، إن كرة القدم باتت سريعة وتعتمد أكثر على الانطلاقات والحركة المستمرة، لذلك اللعب بالأظهرة الأقرب لدور الجناح Wing Backs يسبب لهم مشاكل بدنية كبيرة طوال التسعين دقيقة.

وقديماً، كانت الفرق تلعب بثنائي هجومي، أما الآن فالأغلبية تلعب بمهاجم واحد. وهناك فرق تلعب بدون مهاجم، لذلك أصبحت الحاجة لتواجد ثلاثة مدافعين في الخلف أمرا غير ضروري.

ويأتي هذا الحديث ليؤكد مشكلة إنتر مادزاري الحالية، وهي صعوبة مواجهة الفرق التي تلعب بضغط عال وتركيبات هجومية مميزة، لذلك سقط بكل سهولة أمام كالياري وفيورنتينا. ومن المنطقي أن تستمر المعاناة حينما يقابل فرقا بقيمة روما.

لأن دفاع الإنتر يعاني كثيراً في الخلف، بسبب تقدم الأظهرة المبالغ فيه وتحولهم إلى دور الجناح، وبقاء ثلاثي خلفي صريح، يقابلون مهاجما واحدا، لتجد أجنحة الخصوم نفسها في موقع أفضل أسفل الأطراف، ويتم ضرب الدفاع بأريحية.

حينما تواجه فريقا يضم مهاجما قويا أو لاعب وسط سريعا فإنهما يقومان بتضييق الخناق على لاعب الوسط الممرر في 3-5-2 وبالتالي فصله عن الفريق، لذلك يجد الكرواتي كوفاسيتش نفسه محاصرا بين أكثر من لاعب أثناء الضغط، فيبتعد تماماً عن مساندة الهجوم، فيلعب إنتر بثنائي أمامي، لكن لا تأتيهما الكرات كثيراً، وكأنه يهاجم بعدد صفر من اللاعبين.

العبرة ليست بالأعداد، ثلاثي دفاعي وثنائي هجومي وخماسي في الوسط، بل بكيفية التمركز واستغلال المسافات بين اللاعبين. فمادزاري فشل حتى الآن في الوصول إلى صيغة مناسبة تجعل الإنتر أفضل. وفترة التوقف الحالية ستكون فاصلة ومحورية، إما محاولة العودة وتغيير بعض الأفكار التكتيكية، والتخلي عن الجمود الفني الواضح، وإما الاستمرار في السقوط، والرحيل المؤكد.

عودة هانيبال
ما زال البارسا في حاجة إلى تحسن وتطور كبيرين، خصوصاً في تحقيق الانتصارات بشق الأنفس في بعض المواجهات، بسبب ضياع الفرص السهلة من المهاجمين. وهناك تحسن في الشق الدفاعي، لكن الهجوم يحتاج إلى دعم أكبر. يجب أن يكون الاتصال بين ميسي والثنائي الهجومي أكثر وضوحا، وتوفير مساحات أكبر على الأطراف حتى تفتح مساحة أكبر لميسي في المركز 10.

سواريز لن يلعب في برشلونة كمهاجم صريح برقم 9 فقط، بل لاعب سريع قادر على التحول إلى الأطراف ولعب دور الجناح، من أجل الربط مع ألفيش ودعمه دفاعياً، وفتح الطريق أمام ميسي القادم من الخلف، لممارسة هوايته المفضلة، والتحول إلى الصندوق وتسجيل الأهداف، لذلك عودة سواريز ستجعل الخيارات التكتيكية أكبر أمام صياد كتالونيا.

وجاءت فترة التوقف الحالية لتنقذ لويس سواريز، المهاجم الخبير الممنوع من اللعب، والتي أتته الفرصة على طبق من ذهب، للمشاركة مع منتخب بلاده الأوروجوياني أمام منتخبي السعودية وعمان، من أجل الاستعداد الحقيقي لأول مباراة رسمية سيخوضها لويس مع برشلونة، في الكلاسيكو التاريخي أمام ريال مدريد بملعب سانتياجو برنابيو.

من الصعب أن يبدأ سواريز مباراة مدريد من البداية، لكن مدى جاهزيته خلال المباريات الودية الحالية، ستساعد المدرب إنريكي على وضعه في الحسابات، وجعله بديلا استراتيجيا عند الحاجة، أو تحدث المفاجأة ونشاهد اللاتيني الحماسي أساسياً في قمة الأرض.

المساهمون