جان بورتانت
- النجمة، ضعها، ضع النجمة في الليل.
- (في ليلي، ليلي أنا).
بول تسيلان
ألأنك معتادة على شخوص
البصر إلى البعيد
عندما البياض لا يفتأ
يراوح في المقلة
تسبحين في نجوم سروة
إن لم تكن متّشحة بالسواد
فهي ليست غريقة في الضوء
كأنها ضفيرة شاحبة
ذيل مذنّب، ذرّات متناثرة
أو ذبابات شفّافة
لا شيء لا يشبه العماء.
ليأتي دور البستاني ممسكاً بالفصول
يشذّب الطفولة نجمة نجمة
ليست طفولتي ولا طفولتك
لا ولا طفولة سروةٍ أبداً لن تكون
شجرة تفّاح أو شبح الشمال
الندم وثماره الحمراء.
■ ■ ■
أهداب وجهي
نازحة تكنس عن كثب
أشجار الخريف
أحقّاً أنا مالكها؟
تموت شجرة التين التي لن تبكيها
سوى الجذور المتوطِّنة
أو الشخوص المهاجرة.
ليس مؤكَّداً هبوب العاصفة
في يوم ذهاب
الملائكة تحت الهتاف للجبهة.
لن يكون هذان الشبحان المبتلّان
سوى خياليْ
أب وأُمّ
دونما ذرية بعد
دونما أمتعة
عدا الماء والجلد
وحدها السماء وعظامها.
■ ■ ■
الزارع في طفولتي
غرس أشجارَ سروٍ في الريح
والريح مثل عصفور مُطعَم
يلقط بمنقاره، لكن لا يقضم
كثيراً العلو، - يخبرني -
الليل لكلّ شيءٍ تلمسه
بظهر السماء.
أترى أن الحياة نجمة
ثاقبة، - يخبرني الزارع -
فيما لملمت ما تناثر من البقايا
على سماط الليل المصقول.
الوليمة مُعدّة من مطر النجوم
أو غبار تشرَّبَهُ السرير
حيث تمديد ذهب الحلم
يستدعي خياطة ما تبقّى
من دفء اليومي
رماداً شاحباً
صليبَ طحينٍ على الجبين.
■ ■ ■
من علّمني الركوع عند سفح
شجرة التفّاح أطفأ الماضي
كلّ ما تبقى فأسٌ
تستند على الجذع
لأن اليد ليست مستعدّة بعد
فيما تُرفع الصلاة الأخيرة
لقاطعيْ الجذور.
هل تُضاعف أحشاءُ
الشجرةِ جسارتها
التي ستشرع الآن في جني الثمار
من سيحظى منهما بسقوط النجم في العيون.
تحت الركبتين الأرض
رغم تعثّر الخطى
نيسان لا ينسحب من الركب
لا نرد يُرمى أو قربان في هذا المحراب
وحدهم الجلّادون يحتسبون الوقت
تلك الفأسَ المسودّة من طقوس القداس.
■ ■ ■
من يهزّ السماء
لا يُسقط الزيتون الكوني
ولا حامل الشعلة
لا ولا مُطفئ النجوم
لأن فواكه أكثر سرّية من الكلمات
تسلّلت رئاتها بين طيّات الزمن التي بلا عزاء.
أجوهر القضية الفضاء
أم النَفَس الذي لم يعد يصل
الزيتون حزين
أم البستاني الذي يهمل ريّه.
للزارع السماوي أكثر من نجمة
في أبجديته
أثناء الري ينبجس الكلام
فيما الكلمات الأكثر سرية من الفاكهة
تتسلّل أنفاسها في المطر
القطرات المتهاطلة تواصل ثرثرتها
كما لو يستغرق آكل الصمت في إحصائها.
■ ■ ■
أنثى الدبّ أكبر من المعتاد
عندما تنحني لتلتقط
بقايا الشراب
لا حاجة للشوكة
لتخريم سماط الليل القاتم
الطافي فوق الحديقة
ولا للمغرفة لجمع القطرات.
سأتناول العشاء في الهواء الطلق
عطشانَ مثلما عظمِ
الابتداء البعيد
وأبدأ من جديد.
إنه استهلال جديد
أصطفيه
قبل بسطه على العشب
هل يمكنني الصراخ إلهي
لأنني أعشق الفراغ
الطافي فوق رأسي
لكن من سينزع عظام الليل
قبل ثمل أنثى الدب.
■ ■ ■
طالما يكفي غمس إصبع
في السطح الأملس للبحيرة
لجعل القمر يرتجف
لماذا إحكام القبضة
هل أكون خائفاً من الخفيّ
الجمركي الذي يتولّى الحراسة
على حدود السماءين.
على هذا الجانب من الكون
الكلاب لا تحب الأطواق
على الجانب الآخر القمر قشور
جلد جسدي المسروق قديماً.
إنها مرايا يعكسها
منزلقة بين العناصر
دون لمسها
الخطوط الفاصلة
صفحات دفاتر محبّرة على عجل
بحيث يبدو ما يلج
شبيهاً قليلاً بما يخرج
هذا المحرّك الرائد سيخلق العالم.
* Jean Portante شاعر وروائي من لوكسمبورغ من مواليد 1950
** ترجمة عن الفرنسية: ميشرافي عبد الودود