يوري مرقدي: الوضع في لبنان أبعدني عن الغناء

23 مارس 2016
يوري مرقدي (فيسبوك)
+ الخط -
غاب المطرب اللبناني، يوري مرقدي، عن الساحة الغنائية لمدّة تقارب العشر سنوات. وانقطعت أخباره الفنيّة تمامًا، ولكنه قرر العودة من جديد من خلال ألبومه "أنا الموقع أدناه"، الذي احتُفِل بإطلاقه أخيراً في مصر.

"العربي الجديد" التقت يوري على هامش حفل إطلاق الألبوم. وعن سبب الغياب المستمر، يقول مرقّدي: "كنت أعيش مع أولادي في كندا، بعد حالة عدم استقرار الأوضاع الذي شهدته الدول العربية، وخاصة الحرب في لبنان. فأنا عشت كل تفاصيل الحرب، ولا أحب أبداً أن يعيش أولادي نفس هذه التفاصيل، وأحب أن يعيشوا في سلام وأجواء نفسيّة مستقرّة، لذا فضلت أن أسافر إلى كندا برفقتهم لنبتعد جميعًا، خاصة أني أعلم جيداً الأضرار النفسيّة التي تصنعها الحروب". ولم يفكّر مرقّدي في الذهاب إلى أية دولة عربيّة مستقرّة، يضحك في ذلك قائلاً: "أي دولة عربيّة مستقرة؟ كلنا بالهواء سوا".

ويشير مرقدي إلى أنه ليس سعيدًا بتواجده مع بناته في كندا بشكل مطلق، حيث يتمنّى أن يحكي اللغة العربيّة مع بناته، "أحرص دائمًا أن أحدّث أولادي باللغة العربية، ولكن كان الموضوع صعبًا جدًا، فكيف يعيشون في كندا، ولا يتحدثون لغة غير عربية، ولكن لا شيء بيدي. هذه ضريبة أن يعيشوا في أمان بعيدًا عن مشاهد الحروب والدماء، التي حفرت في أعيننا. كما أن حزني كان يتضاعف حينما أتجوّل بالريموت كنترول على المحطات العربية، وأتابع الحركة السياسية، وأنا بعيد ذهنياً وجغرافياً عن موطني العربي، هذا لم يكن سهلاً، وقد أتعبني بكل صدق". وعند عودته إلى مصر، والاستقبال الحافل له، سألت "العربي الجديد" مرقّدي عن ذلك فأجاب: "بصدق شديد لم أكن أتوقع كل هذه الحفاوة والحب الذي وجدته. المصريون أهلي ولي أصدقاء كثيرون هنا. وجعلوني أشعر فعلاً، أني لم أغِب. ولكن، هذا الاستقبال لفت نظري لشيء سأركز عليه أكثر؛ ألا وهو أن المطرب الذي يغني أغانيَ جيدة وصادقة ولائقة تعيش مع الجمهور، لا ينساه الجمهور. ولولا أنّ الجمهور يتذكّر أغنياتي مثل "أحبك موت" و"عربي أنا". أعتقد ما كان الاستقبال سيكون بهذا الاحترام، كما أن أغنية "لو سمحت" التي صورتها فيديو كليب في العاصمة اللبنانية بيروت مع المخرج، سليم الترك، وطرحت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كنت أتحسس بها ردود فعل الجمهور، والحمد لله حققت الأغنية نسبة مشاهدة عالية وردود أفعال قوية وإيجابية".

وحول التغييرات التي طرأت على الساحة الغنائيّة بعد غيابه، يشير مرقدي: "ما طرأ هو يوتيوب والسوشيال ميديا، وهذا كان يقلقني بشكل كبير للغاية، لأنها أشياء مستحدثة على عالمي في الغناء. فأتذكّر، مثلاً، حينما طرحت أغنياتي "عربي أنا" أو "بحبك موت"، لم يكن هناك شيء اسمه يوتيوب، وأصبح تقييم الفنان بشكل كبير، يتحدّد بكم متابع للمطرب يوجد على مواقع التواصل الاجتماعي".

وقد واجه مرقدي ظروفًا صعبة أثناء تصوير أغنية "عربي أنا"، لأنّ الكثيرين قد رفضوا إنتاج هذه الأغنية، لأنّها باللغة العربيّة الفصحى، يقول في ذلك: "نعم حدث ذلك بالفعل، ولكن السؤال، الآن، ماذا حدث بعد ذلك؟. الإجابة أن الأغنية الحمد لله "كسّرت الدنيا"، وهذا يعود لإيماني بها، وبصدقي في غنائها. وللعلم، فإني وقتها، قمت بإنتاج الأغنية بنفسي، لأن الجميع تخوّف من أن يغامر بأمواله في أغنية تغنّى باللغة العربية الفصحى، ولكن ردي على كل من رفض إنتاجها كان بحجم النجاح الساحق الذي حققته الأغنية في العالم العربي كله".

ويذكر مرقّدي أّنه يقدر المنتج، محسن جابر، الذي عاد من خلاله إلى بوابة الغناء، "أنا أحب هذا الرجل جدًا وأحترمه على النطاقين الشخصي والفني، فهو صنع نجوماً كثيرين، وهو ليس مجرد عقل مالي فقط، بل هو عقل فنان من الطراز الأول، وهو إذا آمن بفنان، لا يبخل عليه بأي شيء".

وقد سبق لمرقدي أن دخل في تجربة سينمائية في مصر، حققت نجاحًا كبيرًا، وهو فيلم "منتهى اللذة". يقول مرقدي حول احتماليّة تكرار التجربة: "حاليًا، أنا في أولى مراحل عودتي، ومشغول جدًا بالألبوم، وأنتظر ردود الأفعال عليه، ولكن إذا عُرض عليّ شيء يضيف لي، فبالطبع لن أمانع، خاصة أن ردود الأفعال على الفيلم الذي قدّمته تؤهّلني لأن أعيد التجربة، وأنا نفسي كنت سعيدًا بهذه التجربة، لأني تعاونت فيها مع كبار النجوم، ومخرجة محترمة مثل الأستاذة، منال الصيفي".

إقرأ أيضاً: أخطاء الكبار فقط

وحول انخفاض وزنه بشكل كبير، يقول مرقّدي: "قمت بعمل نظام غذائي لأعود بـ"لوك" جديد، فدائماً أحب أن أظهر بلوك مختلف على جمهوري، لكني لا أحب أن أغيّر، مثلاً، في ملامحي مثلما يفعل البعض، لأني أحب دومًا أن أكون واصلاً إلى قلوب الجمهور بصدق".
وعن برامج اكتشاف المواهب التي انتشرت مؤخّرًا، وبشكل كبير في الفضائيات العربيّة، يقول مرقدي: "رغم أني أحبها، لكن تحفظي الوحيد عليها، هو أن المطربين الذين يتخرجون منها، يصعدون الدرج بشكل لا يحتوي على جهد وتعب، وهذا لا يفيدهم أبدًا، فمذاق النجاح الذي يأتي بعد جهد وتعب وتطوير ذات، أحلى كثيرًا ويستمرّ أكثر، كما أن قليلين جداً منهم من أكملوا طريقهم".

جديرٌ بالذكر، أنَّ ألبوم، يوري مرقدي، يحتوي على 11 أغنية قام بنفسه بتلحين سبع أغنيات منها وكتابة ثماني أغنيات. كما تعاون مع كل من الشعراء، طارق أبو جودة، وخالد تاج الدين، الذي سبق وتعاون الأخير مع يوري في كتابة أغنية "أحبك موت". ومن الملحنين، تعاون يوري مع، محمود الجبالي. أما الموزعون، فتعاون مع كل من ميشال فاضل وهاري هيدشيان وهشام نياز وفيكين موشيليان.

وليوري مرقدي أربعة ألبومات كان أولها عام 2001 ألبومه "عربي أنا"، ثم في عام 2003 طرح ألبوم "حبس النساء"، وبعده بعام واحد قدم ألبومه "بحبك موت"، وكان آخر ألبوم غنائي له قبل غيابه هو "يا قاسي" الذي قدمه عام 2005.


إقرأ أيضاً: يوري مرقدي.. الغناء الفصيح بتعابير شعبية

المساهمون