يطو برادة.. أعمال تحفر في تجارب نسوية ملهمة

26 يوليو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

تتفحّص الفنانة المغربية الفرنسية يطو برادة الصلات بين الأيديولوجيا والفنون البصرية والقسر التي تمارسه السلطات في التعامل مع البيئة والعمارة، وتتبع علاقة الأفراد بمجتمعاتهم من خلال تتبّع التحولات الكبرى التي تركت تأثيرات كبرى، من خلال استخدام وسائط متعدّدة كالتصوير الفوتوغرافي وفن الفيديو والأعمال الإنشائية.

في عملها الذي يستند إلى الزلزال الذي تعرّضت له مدينة أغادير، تقدّم الفنانة (1971)، التي تعمل وتقيم بين نيويورك وطنجة، نسيجاً من السرديات الشخصية عن الكارثة والتعامل مع ما بعدها، وتمثلات السلطة الأوسع في عمليات إعادة البناء، لتكشف عن الصلة بين موضوع العرض ومكانه.

"حصلنا على السكاكر من أمي المثقفة جداً" عنوان معرضها الجديد الذي يُفتتح في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة في الثاني من آب/ أغطس المقبل، ويتواصل حتى الثلاثين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، والذي كان مقرّراً إطلاقه في آذار/ مارس الماضي ثم تأجل بسبب تفشّي "كوفيد – 19".

(من المعرض)
(من المعرض)

تواصل الفنانة قضايا وصور المغرب ما بعد الاستعمار من خلال الحفر المستمر في التاريخ الطبيعي واستكشاف صلاته المعمقة مع الحياة الإنسانية، حيث تُعالِج مواضيع التعليم الذاتي والعمارة وعِلْم المستحاثّات وعِلْم النبات والسرديات التاريخية الحديثة في إطار سعي لاستكشاف وسبر أغوار أشكال مختلفة لإنتاج المعرفة. ومن خلال مواد بحثية وأرشيفية وتجارب متنوعة، تستقصي أعمال برادة كل ما هو على المحكّ في حالات محددة من الإعاقة.

يُقِّدم المعرض "صوراً فوتوغرافية وأفلاماً وفيديوهات ومنحوتات وأعمالًا مطبوعة وأخرى نسيجية، ويُركّز على مفاهيم التجديد والتطوّر في سياق تحولات اجتماعية وجيولوجية"، بحسب بيان المنظّمين الذي يلفت إلى أنه "من خلال أعمال عابرة للتخصصات الفنية في إطار كوميديا سوداء وسرديات الاقتصاد العالمي والحقب الجيولوجية، يُركّز المعرض على رغبة ملحّة بالمساواة والتمكين والتعبير عن الذات". 

أعمال عابرة للتخصصات الفنية في إطار كوميديا سوداء

يتجلّى ذلك في الحيوات المتوازية - ولكن المتمايزة في الوقت نفسه - لكلّ من والدة الفنانة، منيرة بوزيد العلمي، التي تُعتَبر الشخصية المحورية في عملها "اكتشاف الأشكال للمبتدئين" (2018)؛ والباحثة الفرنسية المتخصّصة بعِلْم الإنسان (الأنثروبولوجيا) تيريز ريفيير؛ والفنانة اللبنانية سلوى روضة شقير  (1916 – 2017)، اللواتي يضطلعن بأدوار رئيسية في هذا المعرض. 

تتناول برادة قصص حياة تلك النساء ومسيرة كل منهن في حقول الهندسة والعمارة وعِلْم النبات، حيث تُشكّل هذه مصادر ثرية للغاية نهلت منها برادة في إطار عملية (إعادة) تقديم سرديات تاريخية حديثة للفن والعمارة والتصميم والتنمية الاجتماعية. فكلّ واحدة من هؤلاء النساء صاحبات الرؤية تنخرط بأنماط حياة وتعلّم تجريدية وعصامية تتجلى بتقنيات وأساليب إبداع وابتكار استعادت قيمتها باعتبارها مهارات معاصِرَة. 

وقد اعتمدت الفنانة هذه المقاربة لمفردات التعلّم في سلسلة "عبارات تقوية الذاكرة" (2019) التي استقى المعرض عنوانه منها. 

 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون