في ظلّ الضائقة المادية التي يَعيشُها سكان مخيم عين الحلوة في صيدا، وقلّة فرص العمل، لا يجدُ صادق الشولي، وهو من من بلدة شفا عمرو في فلسطين، الذي يسكن في المخيم، إلا بيع التمر الهندي لإطعام عائلته وأطفاله الأربعة، علماً أن الأكبر سناً سيلتحق بالجامعة العام المقبل.
يقولُ الشولي لـ "العربي الجديد" إنه "منذ قدمنا إلى لبنان ونحن نعيشُ في مخيم عين الحلوة". يضيف أن "المخيم يشهد على مرارة حياتنا وصعوبتها، في ما يتعلق بالحرمان الاقتصادي والمعيشي، ومنعنا من العمل، والتضييق على الحواجز". يتابع: "كنا أربعة إخوة نعيش في بيت في المخيم، لكن استشهد اثنان من إخوتي خلال الحرب على أيدي المليشيات المسلحة. وبعدما توفي والدي، بدأت العمل لأساعد عائلتي علماً أنني كنتُ في الرابعة عشر من عمري فقط. في البداية، عملت في مجال البناء إلى أن اكتسبت خبرة واسعة. بعدها تعرضت لحادث أثناء العمل وأُصبت في ظهري، ولم أعد قادراً على العمل في مهنة البناء".
يُضيف الشولي أنه في وقت لاحق، "صرت أبيعُ الكنافة بالجبن في المخيم. أشتريها من أحد محال الحلويات في مدينة صيدا، وأبيعها في مخيم عين الحلوة. بقيت على هذه الحال مدة سنة. وبطبيعة الحال، لم أكن أستفيد مادياً لأنني لم أكن أصنعُ الكنافة". يتابع: "بعدها، تعلّمت إعداد مشروب التمر الهندي، الذي غالباً ما يشربه الناس خلال شهر رمضان. أجول في الشوارع الرئيسية في المخيم وأبيع هذا المشروب الصيفي. أما في فصل الشتاء، فأتوقف عن بيعه. وبدلاً منه، أبيع السحلب السّاخن. منذ ثمانية عشر عاماً، وأنا على هذه الحال".
يلفت الشولي إلى أن ابنه البكر سينهي المرحلة الثانوية هذا العام، ويلتحق بالجامعة، مشيراً إلى أنه يواظب على عمله بهدف تأمين قسط الجامعة، وخصوصاً أن ابنه من الطلاب المتفوقين في المدرسة، ويأمل الحصول على منحة دراسية تخفف عن كاهله أعباء أقساط التعليم. وحتى لو لم يستطع تأمين منحة، لن يترك ابنه من دون إكمال تعليمه الجامعي.
أما في ما يتعلق بسوق العمل، يشير إلى أن المخيّم "ينقصُه الأمن والأمان كي يستقطب سكان الجوار، الذين سيساهمون بطبيعة الحال في تحسين الوضع الاقتصادي". يضيف أنه "يجب تخفيف الإجراءات الأمنية عند مداخل المخيم، وخصوصاً أنها تؤثر سلباً على رغبة الناس في التسوّق. لا نريد أكثر من العيش بكرامة وتعليم أولادنا".
اقرأ أيضاً: فلسطينيّو لبنان يريدون العمل.. فقط