باتجاه معاكس لما يكترث له غالبية المصوّرين، تتجه فنانة الفوتوغرافيا المصرية ياسمين حسين من مصر إلى الجنوب، فتلتقط مجموعة من الصور من بلدان أفريقية مثل مالي مفتتح الصحراء الأفريقية وأوغندا حيث منابع النيل.
الأعمال تعرض في مساحة "بساريا للفنون" في القاهرة تحت عنوان "إلى الجنوب قليلاً" بداية من السابعة من مساء السبت، 29 من الشهر الجاري، ويتواصل حتى 19 آذار/ مارس.
تصف الفنانة معرضها بقولها: "كإحدى بنات جنوب البحر المتوسط كنت طفلة ومراهقة دائماً ما تنظر إلى الشمال وتتوق إلى رؤية الشط الآخر من المتوسط على متن تلك السفينة التي تأخذها عبر مغامرات في بحر هائج حتى ترسو على شواطئ بها غابات مكسوة بالثلوج".
وتكمل "تلك المغامِرة الصغيرة أمضت ما يقرب من خمسة عشر عاماً في اكتشاف الشط الآخر بما يحمله من عجائب وسعادة وأحلام وإحباطات حتى عادت، ومكثت عدة سنوات أخرى في محاولات عديدة لوضع كلمة النهاية".
تقول حسين لـ "العربي الجديد"، إن الفكرة في المعرض "أنها تشتغل على الاتجاه جنوباً كمشروع كبير، كل رحلاتي السابقة كانت للشمال، أوروبا، مؤخراً فقط ابتدأتُ في الاهتمام بالجنوب كبحث عن جذور مصر في أفريقيا".
تضيف: "زرت أوغندا منابع النيل، ومالي بداية الصحراء وهما العاملان المكونان جغرافيا لمصر ماء وصحراء"، وتوضح أن "المعرض خطوة أولى تستهدف مثل أدب الرحلات اكتشاف البدايات بعيون جديدة، سأتابع رحلاتي في جنوب مصر في زيارة الفيوم وأبو سنبل، ثم سأتابع رحلات أخرى إلى أفريقيا".
من هذه الترحالات المختلفة، جاءت فكرة أول معرض فردي لحسين عام 2016، تحت عنوان "نهايات مؤجلة"؛ حيث يعبر عن تلك الحاجة الملحة لأبناء الإسكندرية لالتقاط معظم الصور باتجاه الشمال. أما "إلى الجنوب قليلاً" هو محاولة للإلتفات جنوبًا، كخطوة أولى في مشروع يهدف إلى البحث خلف اتجاه الجنوب النسبي.
حسين باحثة وفنانة وقيّمة، تعيش وتعمل بين القاهرة والإسكندرية، عُرضت أعمالها الفنية في عدة معارض تصوير فوتوغرافي، مثل "شوفتهن" في قرطاج بتونس، و"الخبيئة" في الإسكندرية والقاهرة، وهي حالياً مسؤولة مركز "درب 1718" للثقافة والفنون المعاصرة.