#ياسمين_النرش... المرأة التي هزّت عرش الداخلية المصرية!

04 مايو 2015
(تويتر)
+ الخط -

درس احترافي في التزوير ولَيّ الحقائق.. هذا ملخص قصة فيديو "ياسمين النرش والشرطي"، والتي اتضح في ما بعد أن بطلتها ابنة رجل الأعمال، محي النرش، رئيس مجلس إدارة شركة "نرش إكسبريس" للسياحة، ومالك الكثير من المشروعات السياحية والأراضي بمنطقة المقطم وبمحافظة الغردقة، والذي انتشر بصورة واسعة على مواقع التواصل اليوم.

فالداخلية سمحت بتسريب مقطع فيديو، تظهر فيه إحدى السيدات تدعى ياسمين النرش، وهي تنهال بوصلة سباب وشتائم لأحد "حمائم" وزارة الداخلية الذي كان - وعلى غير عادتهم - في منتهى الوداعة معها، ولم يرد على إهاناتها، في صورة يعلم كل من عاش في المحروسة أنها زائفة.

ولم تكتفِ الداخلية بالفيديو لأحد حمائمها، ولكن ذراعها الإعلامي الشرس لميس الحديدي هي وبقية الأذرع كالت له المديح، كدليل على ملائكية الجهاز، واستضافت الشرطي صاحب الواقعة على الهاتف، ليعطي درساً في ضبط النفس واحترام القانون والمواطنين والأخلاق الحميدة.

واستلم ذراع إعلامي آخر الدفة، فقد نقلت "اليوم السابع" عن معشوقتها الأمنية خبر ضبط كمية كبيرة من الحشيش معها، بعد اكتشاف الداخلية لسذاجة ما سربته من قبل عن منع النائب العام لسفرها للخارج، إذ كانت الرحلة داخلية بين القاهرة والجونة، في محاولة منها لتجميل صورة حليفها، عقب هجمة شرسة من باقي الصحف وعلى رأسها "المصري اليوم" في الأيام الأخيرة، مستغلة الواقعة في تبيض وجه رجال الشرطة.

اقرأ أيضاً: الصحافي المعتقل عبد الله الفخراني: لا حياة بلا حرية

وتنشّطت أذرع وزارة الداخليّة الإلكترونية على مواقع التواصل، لنشر صورة الهوية الشخصية للنرش، وبعض المعلومات عنها، إلى حد نشر رقم الهاتف الخاص بها، وحقيقة علاقاتها بذوي النفوذ ورجال الأعمال، لتثبت عودتها للعمل بقوة وتعامل رجالها بحنكة بالغة، وأدب جمّ وعدم تغاضيها عن المخالفين حتى لو كانوا أصحاب نفوذ.

الناشطون المستقلون قاموا بدور معاكس تماماً، وهو إظهار الصراع المكتوم بين أجنحة نظام السيسي المتصارعة على الامتيازات في الدولة الجديدة، متمثلة في رجال الأعمال الذين تحسب النرش عليهم، والأجهزة الأمنية التي تظهر للمعارضين وجهاً، وللمنتمين للنظام وجهاً آخر، إلى جانب الصراع الأكبر مع دولة حسني مبارك.

وأطلق مغرّدون ساخرون وسم #الحريه_لياسمين_النرش، والذي وصل إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً في مصر.

المدون وائل عباس نقل شهادة أحد متابعيه، والذي شهد الواقعة في المطار، وأثبت أن ياسمين النرش انهالت على الشرطي بالسباب واللعان عقب منعها من اللحاق بالطائرة بدعوى تأخرها، وذلك عقب مرورها بكل إجراءات السفر وفحص الحقائب، وبعد دخولها لدورة المياه، أتت قوة كبيرة من الشرطة النسائية قامت بتفتيشها وادّعت أنها تحمل كمية كبيرة من مخدر الحشيش، ما يثبت أن الشرطة قامت بتلفيق القضية لها في محاولة للانتقام منها، وحفظ ماء وجه رجلها الذي تعرض للإهانة.
أحمد اعتبر الواقعة كلها مختلقة لشغل المصريين من قبل الأجهزة الأمنية عن مشاكل الحياة اليومية والحياة السياسية المتجمدة وقال: "أبانا الذي في المخابرات عليه حركات يا جدع! يعني عشان تشغلنا عن البلاوي بتاعة البلد تقوم تخلي ظابط بتضرب ويتبهدل". ووافقه خالد وقال: "حلو الحركة اللي عملاها الداخلية بفيديو النرش وضابط المطار .. الواحد برده بيشجع اللعبة الحلوة".

اقرأ أيضاً: #مكتوب_عجبينك بطل: حائط لبطولات معارضي الانقلاب

وعن أوجه تعامل الشرطة المتناقضة مع المصريين، وتطبيل الأذرع الإلكترونية لانضباط وأدب الشرطي، قال عصام: "الظابط تحلى بضبط النفس قدام ياسمين في المطار، إنما لو شافني في كمين بهرش في دقني هيضربني بالرصاص".
وافترض عمر جدلاً أن النرش سيدة محجبة وقامت بنفس الفعل وتخيَّل رد فعل الشرطي وقال: "تخيّل لو الست أم لسان قبيح اللي ضربت الظابط في المطار لو كانت محجبة أو إخوانية تخيّل كان هيعمل فيها إيه؟ مؤكد كان هيضربها بالرصاص".

وشبه عمرو جابر الشرطي وهو مطأطأ الرأس أمام النرش بالسيسي أمام ملكة إسبانيا وقال: "شكل ضابط الشرطة في المطار وهو حاطط وشه في الأرض راسه قدام ياسمين النرش نفس صورة السيسي وهو حاطط وشه في الأرض أدام ملكة أسبانيا". 

وسخر أسامة سخر من تهاون الداخلية مع تهديدات النرش بتفجير المطار على الرغم من قسوتها مع المتظاهرين من النساء والبنات.
المساهمون