وفي كلمة خلال جلسة بالمنتدى الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أكد مدير قناة "الجزيرة" الإخبارية، ياسر أبو هلالة، أن "الجزيرة" أخطأت في التعامل مع المأساة الإنسانية في اليمن، قائلاً: "أخطأنا في تغطية "عاصفة الحزم" في مرحلة معينة، ولم يكن هناك عدالة في توزيع الخبر".
وأكد أبو هلالة أن الأزمة الخليجية خدمت "الجزيرة"، مشدداً على أن "القناة قد تقدم 10 بالمائة من الحقيقة، وقد تصمت، لكنها لا تكذب".
ووصف تغطية القناة لأخبار دول الحصار بـ"المنصفة"، قائلاً: "نغطي الحدث السعودي والإماراتي بشكل مهني، وتعاملنا حتى مع الشتائم التي كانت تطاول قطر والقناة من منطلق المهنية، وقدمت "الجزيرة" درساً في المهنية لدول الحصار".
وذهب أبو هلالة إلى أن الأزمة رفعت منسوب الحرية في الخليج، "وإذا حلت الأزمة وهذا طموحنا لن نتراجع عن ذلك، والمساحة التي كسبتها "الجزيرة" مهنية وليست سياسية، ولا أتوقع أن تتراجع "الجزيرة" عما كسبته".
من جانبه، قدم الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، لمحة موجزة عن استراتيجية قطر الإعلامية، مؤكداً أن السياسات القطرية الإعلامية، ارتكزت خلال الأزمة الخليجية على تجنب الدخول في قضايا شخصية لشخصيات من دول الحصار، والالتزام بالمبادئ الأخلاقية.
وأضاف: "دول الحصار تنظر إلى الحرب الإعلامية كهدف، ولكن الانتصار يكون بإقناع الجمهور. استخدامهم للأغاني المسيئة والأطفال في المسلسلات يخسرهم الرأي العام. ومعلوم أن كثرة منابر الباطل لا تجعل منه حقيقة".
وأكد أن قناة "العربية" فبركت خطابًا لأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية.
وشدد على أن "كل شيء كان معداً مسبقًا، ومن الواضح لأي شخص يعمل في الإعلام أن هذه الترتيبات تحتاج إلى وقت، ما يكشف أن كل شيء كان مرتباً".
وسلط أيضاً الضوء على تناقضات الاتهامات الموجهة لقطر من قبل دول الحصار. وساتدل على ذلك باتهام قطر بدعم "حماس" وإقامة علاقات طيبة مع إسرائيل.
أما المحلل السياسي والباحث، مروان بشارة، فأكد أن الإعلام الغربي صدم في مستهل الأزمة التي اعتبرها مرت بثلاث مراحل، وهي الصدمة والصحوة ثم الصفوة. ونبه إلى أن الإعلام الغربي اعتبر أن دول الحصار خدعته، بعد أن اكتشف الأكاذيب والافتراءات.
وقال بشارة، إن مطالبة دول الحصار بإغلاق قناة "الجزيرة" شكلت صدمة في العالم الغربي، بغض النظر عن موقفه منها، حيث اعتبر هذا المطلب انتهاكاً لحرية الرأي والتعبير، خاصة أن الإعلام الغربي يشكك دائمًا بمصداقية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي دعم دول الحصار في بداية الأزمة.
وأشار إلى ضرورة التمييز بين الإعلام السياسي والإعلام الاقتصادي، إذ يبدو الأخير أكثر مصداقية، لأنه يأخذ بالحسبان المصالح الاقتصادية.
بدوره، أوضح مدير الأخبار في قناة الجزيرة الإنكليزية، صلاح نجم، أن "للقناة نفس توجهات الجزيرة العربية، لكن جمهورها مختلف، فالقضايا التي تتناولها مختلفة، وهي لا تتبع سياسات الحكومة القطرية، إلا إذا كانت تخدم قضايا عادلة".
وأكد أن الأزمة كشفت الغطاء عن وسائل إعلام خليجية كانت تتمتع بمصداقية، وهو ما يرجح تراجعها إعلامياً في الشارع العربي مستقبلًا.