وهل تحتاج الحروب إلى مهرجانات غنائية؟

18 اغسطس 2014
+ الخط -
تداعى عدد من نجوم الغناء في العالم العربي إلى استغلال العدوان الإسرائيلي على غزّة للتفاعل معه بطريقة أو بأخرى، بعيداً عن الاستثمار الغنائي الذي دَرَجوا عليه في فترة سابقة، حين كانت تُعدّ الأغنيات والألحان في أيّ مناسبة أو عدوان ضدّ فلسطين.

هذا العام، وبخلاف الأعوام السابقة، بدأ النجوم ومتعهّدو الحفلات باستغلال عائدات المهرجانات الصيفية في أنحاء متفرّقة من الوطن العربي للقول إنّهم سيتبرّعون بعائداتها، أو جزء من أرباحها، لأهل غزّة تضامناً معهم بوجه العدوان، وهو نوع من الاستغلال العاطفي لجمهور ربّما لم يكن مستعدّا أو متحمّساً للذهاب إلى مثل هذه المهرجانات، بسبب الأحداث العربية عموماً، تلك التي لا تقتصر على عدوان إسرائيلي ضدّ مدينة عانت ما عانته لأكثر من ستّين عاما، بل يشمل دولاً عربية أخرى تعاني من أحداث دموية وكساد فنّي نتيجة الثورات والحروب الصغيرة والمؤامرات من العراق مروراً بالقاهرة فبيروت.

المقاومة الفنية لما يجري في الوطن العربي تسير باتجاهين، الأوّل هو استغلال قضية العرب الأولى فلسطين، فنيّاً، خصوصاً في المهرجانات، والثانية الهروب إلى الأمام هرباً من عقود أبرمها الفنانون قبل أشهر من الأحداث المتلاحقة.
لكن هل فعلاً ستصل عائدات هذه المهرجانات إلى الغزاويّين؟ وأين الدليل أنّ أرباح مهرجان تيمقاد أو جميلة في الجزائر ستنقذ عائلات فلسطينية من وحشية العدوان الإسرائيلي؟

في لبنان تبدو الصورة أيضاً مثل "بازل" أضاع أجزاءه. فهنا وهناك نجوم يلغون حفلاتهم "دعماً للجيش اللبناني" الذي، في اعتقادهم، هو ضحية. ونجوم آخرون يقرّرون منح المؤسسة العسكرية عائدات من أرباح حفلاتهم. وهي حركات "بهرجة" من باب "شوفوني".
مشهد يقوم على استغلال الواقع الأمني المرير لجمهور يعاني من القتل والدمار، وأحياناً يخلص إلى صورة ممزّقة بعيدة جداً عن الهدف الإنساني.
المساهمون