حملت نتائج الانتخابات التشريعية في ألمانيا، اليوم الأحد، مفاجأة على مستوى الأصوات التي حققها الحزب اليميني المتطرف (البديل)، الذي حلّ ثالثاً مع 89 نائباً من أصل 631، وسيدخل البرلمان الاتحادي للمرة الأولى في تاريخه. بينما جاءت النتائج متوافقة مع التقديرات حيال فوز حزب المستشارة أنجيلا ميركل (المسيحي الديمقراطي) بما نسبته 32.7 في المائة من الأصوات، في مقابل 20.2 في المائة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي أعلن الانتقال إلى صفوف المعارضة وعدم المشاركة في الحكومة المقبلة.
وقالت المستشارة الألمانية، في خطاب النصر بعيد إعلان النتائج الأولية، إن الاتحاد المسيحي المؤلف من "المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "البافاري الاجتماعي الديمقراطي"، سوف يقوم بتشكيل الحكومة، وإنها ستسعى خلال ولايتها الرابعة للعمل على الملفات التي تؤرق مواطنيها، وأن تبقى ألمانيا في الاتحاد الأوروبي الذي تريده قويا.
وأعلنت ميركل أنها ستتعاون مع "الأصدقاء الأوروبيين لإيجاد حلول للهجرة غير الشرعية، والبحث عن سبل للهجرة الشرعية، فضلا عن تعزيز الأمن الداخلي والحرية". وأضافت: "آلينا على أنفسنا أن نتحمل المسؤولية، وهذا ما سنقوم به بكل قوانا بالتعاون مع شركائنا".
فيما توجهت المستشارة الألمانية بالشكر إلى مناصريها "على الحملة الانتخابية الرائعة"، شددت على أهمية استعادة ناخبي "البديل من أجل ألمانيا" الذي دخل لأول مرة إلى البرلمان الألماني، بنسبة 13.4 % من الأصوات.
من جهتها، قالت المسؤولة في الحزب الاشتراكي، مانويلا شفيزيغ في تصريح لشبكة التلفزيون "زد دي إف": "لقد تلقينا تكليفاً واضحاً من الناخبين للتوجه نحو المعارضة".
وحلّ الحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا" ثالثاً مع 13.4 في المائة من الأصوات، فيما حصل كل من حزبي اليسار 8.9 في المائة والخضر 9.4 في المائة و10.1 في المائة لـ"الليبرالي الحر". بناءً على ذلك، أصبحت ميركل مضطرة إلى التحالف مع كل من "الخضر" و"الليبرالي الحر" أو مع اليسار، وهو أمر مستبعد، لتتمكن من تشكيل حكومة رابعة برئاستها، مع ما يفرضه ذلك من تنازلات في برنامج الحكومة لمصلحة اليسار عموماً، وإلا ستتجه ألمانيا إلى إعادة الانتخابات، علماً أن شرط دخول أي حزب إلى البرلمان الاتحادي، هو نيله 5 في المائة من أصوات الناخبين.
وتعهد حزب اليمين المتطرف، فور صدور النتائج، بـ"تغيير هذا البلد"، وهو الذي تقوم حملته على التحريض ضد اللاجئين والأجانب عموماً، وعلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، شأنه شأن كل أحزاب اليمين الأوروبي المتطرف. وقال ألكسندر غولاند الذي شارك في تزعم قائمة الحزب: "سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا".
وجاءت نتيجة الأحزاب على الشكل التالي: 216 نائباً للمسيحي الديمقراطي (حزب ميركل)، و133 لـ"الاشتراكي الديمقراطي"، و60 لحزب اليسار و63 لـ"الخضر"، في مقابل 70 نائباً للحزب الليبرالي الحر، و89 نائباً لـ"البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
ويجتمع المئات أمام مقر احتفال حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني احتجاجاً على فوزه وفق النتائج الأولية التي تمنحه أكثر من 10 في المائة.
وينظر المراقبون بقلق إلى هذا التقدم الذي يضع اليمين المتشدد على خريطة السياسة الألمانية، وقد بدأت مجموعات شبابية بعد دقائق من النتائج الأولية بالخروج في تجمعات احتجاجية على تقدم هذا الحزب، ليحتل المرتبة الثالثة، من حيث الأعضاء في البرلمان الألماني.