كمن بحث في خزانته القديمة فلم يجد سوى الرداء الذي يظن أنه يبدو فيه أنيقاً، فقرر أن يطل به من جديد. عاد أحمد مكي إلى جمهوره بأغنية جديدة/قديمة، يمكن استحدامها في لعبة "البحث عن 7 فروق" بينها وبين كلمات أغنية مكي السابقة "منطقتي".
وقع مكي في فخ جديد وهو يحاول العودة بأغنية "وقفة ناصية زمان" لتجاوز الفشل الذي لحق بمسلسله الأخير "خلصانة بشياكة"، الذي عرض في رمضان الماضي، ولم يبق منه سوى جملة وحيدة يرددها مستخدمو فيسبوك "أحلى حاجة دي ولا ايه؟" ولا يعرف كثيرون منهم في الحقيقة أن المسلسل هو مصدرها.
في أغنيته السابقة "منطقتي" استعان مكي بأحمد سعد ليشاركه الغناء، أما هذه المرة فاستعان بمغنية صاعدة اسمها هدى السنباطي. تبدأ الأغنية بحديث عادي مع شخص آخر، ويتضح بعد ثوان أنهما يتحدثان بجدية حقيقية، وليس بسخرية من مظاهر الإصرار على استعادة الماضي والنوستالجيا التي أغرقت مصر تلفزيونياً وإلكترونياً خلال السنوات الأربع الأخيرة.
يستخدم مكي في مقدمة الأغنية نفس تعبيرات فيسبوك المستهلكة، وإعلانات المياه الغازية المكررة في رمضان من كل عام، عما كان يجري في السنوات البعيدة، وكيف كان تلاحم الناس في الحارة المصرية وأخلاق شبابها بعيدين عما يحدث الآن. فكرة تصلح كحد أقصى في العام 2007، وكانت وقتها لتحقق نجاحا غير مسبوق، وتتلقفها المنتديات وبرامج التوك شو الوليدة، لكن ليس عام 2017.
الفجوة الزمنية ليست مشكلة مكي الوحيدة في عمله الأخير. بل يبدو أن العمل برمّته يدور حول شخصه: بداية من انتاجه عبر شركته "مكي برودكشنز"، وإخراجه بنفسه، وكتابة كلماته وغنائها. ثمّ غرافيتي بصورته في الخلفية، وكاميرا تدور معه لتستعرض لنا الطفرة التي حدثت في جسده بفعل الرياضة.
المبرر الدرامي لهذا الجسد الرياضي، كما نلاحظ من الكلمات والصورة، هو كيف يجعل أهالي الطالبية من ادوات الرياضة وكمال الأجسام، مستلزمات للحياة اليومية. وطبعا يعرف جميع المصريين أن ما رأيناه على الشاشة لا علاقة له بالطالبية، وأن الهوس بممارسة الرياضة وكمال الأجسام كان موجوداً قبل عشرين عاماً مثلاً
إلى جانب اتهامات الذكورية والانفصال عن الواقع والتكرار فإن قطاعاً كبيراً من محبي مكي والمقتنعين بموهبته الفنية وقدراته لم يجدوا جديداً فيما رأوا، ولم يفهموا الإصرار على غناء الراب الذي يبتعد تماماً في مضمونه عما يقدمه مكي من نصائح كبار السن والمحافظين وخطب (الممثل) محمد صبحي التي ملّها الجمهور وأصبحت مدعاة للسخرية والانتقاد، ومادة ثرية للكوميكس وصفحات الساركازم.
حققت الأغنية في أول أيامها ما يتجاوز الثلاثة ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب إلى جانب فيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي. يبدو الرقم ضخماً وردا كافياً على تلك الانتقادات. لكن هذا تحديدا هو ما يدفع الكثيرين من صناع المحتوى والفنون في مصر إلى إعادة تدوير إنتاجهم وتكراره وسوء اختيار ما يقدمونه، راضين بالأرقام الخادعة وإشادات جمهورهم المتعصب، في وجه "النقد الهدام والآراء الموتورة.
بعد أقل من أسبوعين لن يتذكر أحد هذه الأغنية. يحتاج مكي إلى أن يتوقف ليعيد حساباته، كما فعل عندما امتنع عن تقديم جزء سادس من سلسلة أفلام "الكبير"، وألا يكرر نفس الخطأ الذي فعله حين ظهر الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد وسحبوا منه البساط. وإلا فإن مكي يتجّه بخطة ثابتة نحو تضييع موهبة عوّل عليها الجمهور لتقديم مادة فنية مختلفة.
اقــرأ أيضاً
وقع مكي في فخ جديد وهو يحاول العودة بأغنية "وقفة ناصية زمان" لتجاوز الفشل الذي لحق بمسلسله الأخير "خلصانة بشياكة"، الذي عرض في رمضان الماضي، ولم يبق منه سوى جملة وحيدة يرددها مستخدمو فيسبوك "أحلى حاجة دي ولا ايه؟" ولا يعرف كثيرون منهم في الحقيقة أن المسلسل هو مصدرها.
في أغنيته السابقة "منطقتي" استعان مكي بأحمد سعد ليشاركه الغناء، أما هذه المرة فاستعان بمغنية صاعدة اسمها هدى السنباطي. تبدأ الأغنية بحديث عادي مع شخص آخر، ويتضح بعد ثوان أنهما يتحدثان بجدية حقيقية، وليس بسخرية من مظاهر الإصرار على استعادة الماضي والنوستالجيا التي أغرقت مصر تلفزيونياً وإلكترونياً خلال السنوات الأربع الأخيرة.
يستخدم مكي في مقدمة الأغنية نفس تعبيرات فيسبوك المستهلكة، وإعلانات المياه الغازية المكررة في رمضان من كل عام، عما كان يجري في السنوات البعيدة، وكيف كان تلاحم الناس في الحارة المصرية وأخلاق شبابها بعيدين عما يحدث الآن. فكرة تصلح كحد أقصى في العام 2007، وكانت وقتها لتحقق نجاحا غير مسبوق، وتتلقفها المنتديات وبرامج التوك شو الوليدة، لكن ليس عام 2017.
الفجوة الزمنية ليست مشكلة مكي الوحيدة في عمله الأخير. بل يبدو أن العمل برمّته يدور حول شخصه: بداية من انتاجه عبر شركته "مكي برودكشنز"، وإخراجه بنفسه، وكتابة كلماته وغنائها. ثمّ غرافيتي بصورته في الخلفية، وكاميرا تدور معه لتستعرض لنا الطفرة التي حدثت في جسده بفعل الرياضة.
المبرر الدرامي لهذا الجسد الرياضي، كما نلاحظ من الكلمات والصورة، هو كيف يجعل أهالي الطالبية من ادوات الرياضة وكمال الأجسام، مستلزمات للحياة اليومية. وطبعا يعرف جميع المصريين أن ما رأيناه على الشاشة لا علاقة له بالطالبية، وأن الهوس بممارسة الرياضة وكمال الأجسام كان موجوداً قبل عشرين عاماً مثلاً
إلى جانب اتهامات الذكورية والانفصال عن الواقع والتكرار فإن قطاعاً كبيراً من محبي مكي والمقتنعين بموهبته الفنية وقدراته لم يجدوا جديداً فيما رأوا، ولم يفهموا الإصرار على غناء الراب الذي يبتعد تماماً في مضمونه عما يقدمه مكي من نصائح كبار السن والمحافظين وخطب (الممثل) محمد صبحي التي ملّها الجمهور وأصبحت مدعاة للسخرية والانتقاد، ومادة ثرية للكوميكس وصفحات الساركازم.
حققت الأغنية في أول أيامها ما يتجاوز الثلاثة ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب إلى جانب فيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي. يبدو الرقم ضخماً وردا كافياً على تلك الانتقادات. لكن هذا تحديدا هو ما يدفع الكثيرين من صناع المحتوى والفنون في مصر إلى إعادة تدوير إنتاجهم وتكراره وسوء اختيار ما يقدمونه، راضين بالأرقام الخادعة وإشادات جمهورهم المتعصب، في وجه "النقد الهدام والآراء الموتورة.
بعد أقل من أسبوعين لن يتذكر أحد هذه الأغنية. يحتاج مكي إلى أن يتوقف ليعيد حساباته، كما فعل عندما امتنع عن تقديم جزء سادس من سلسلة أفلام "الكبير"، وألا يكرر نفس الخطأ الذي فعله حين ظهر الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد وسحبوا منه البساط. وإلا فإن مكي يتجّه بخطة ثابتة نحو تضييع موهبة عوّل عليها الجمهور لتقديم مادة فنية مختلفة.