تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل صدر لي، رواية عنوانها "بكارة" عن دار الآداب في بيروت. والعمل القادم هو رواية أيضاً.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- أنا راض وغير راض في الآن ذاته. موضوع الرضا لا دلالة له في تقديري إذا تعلقّ الأمر بالكتابة. ثم إنه حالة عابرة. أي قد تكون راضياً عن عمل ما، وبعد فترة تكتشف أنه لا يستحق هذا الرضا. أعتقد أن عدم الرضا أفضل في النهاية للكاتب من الرضا، لأنه يجعله في قلق دائم ويحرّضه على السؤال ويحميه من اليقينيات القاتلة.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- من المحتمل جداً أن أختار المسار ذاته، لا لأتجنّب الأخطاء التي ارتكبتها، وإنما لأرتكبها من جديد لكن بطريقة مختلفة. الإنسان لا يتطوّر إلا بالخطأ.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- التغيير الذي يرسّخ الحرية والعدل، ويجعل العالم أقل فقراً. ليس هناك في رأيي ما هو أسوأ من الفقر والظلم.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- هناك شخصيات كثيرة أود لقاءها. ابن خلدون الذي ولد في تونس. الجاحظ. الشعراء الصعاليك في العصر الأموي، الذين عاشوا تجربة تمرّد ولصوصية وتهميش رائعة: سليك بن سلكة، والأحيمر السعدي، وعبيد بن أيوب. لكن أختار رفاعة رافع الطهطاوي صاحب كتاب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، الذي أعتبره واحداً من أجمل الكتب التي قرأتها. لماذا؟ لكي يحدثني عن حياته في باريس القرن التاسع عشر. الطهطاوي كان من أوائل المثقفين العرب الذين أقاموا في الغرب. وأحب أن أعرف كيف تمّ هذا الاحتكاك الأول بين الشرق والغرب.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائما؟
- الجزء الأول من "دون كيخوته" لثربانتس، في ترجمة عبد الرحمن بدوي. كتاب مذهل حقاً. أحب كثيرا شخصية سنشو وأفضلها على شخصية دون كيخوته.
بطاقة: روائي تونسي (1951) مقيم في باريس. صدرت له عشر روايات: "جبل العنز" (1988)، و"صورة بدوي ميت" (1990)، و"متاهة الرمل" (2000)، و"حفر دافئة" (2002)، و"عشاق بية" (2004)، و"أسرار عبد الله" (2006)، و"روائح ماري كلير" (2008)، و"نساء البساتين" (2010)، و"عواطف وزوّارها" (2013)، و"بكارة" (2016).