... وفي لبنان: أرباح معقولة رغم تراجع الرحلات

12 نوفمبر 2014
انخفاض حركة النقل الجوي في لبنان(فرنس برس/getty)
+ الخط -
كباقي القطاعات الاقتصادية اللبنانية، نال قطاع النقل الجوي حصته من المشكلات التي يمر بها لبنان، وتلك التي تنعكس عليه من دول الجوار. فقد تأثرت حركة النقل الجوي، وقطاع الطيران بشكل عام، بسبب الأوضاع الإقليمية تارة، والداخلية تارة أخرى. غالبية شركات الطيران، حتى وكالات السفر، أعلنت انخفاض نسبة أرباحها إلى ما يقارب النصف، عما كانت تحققه في السنوات الماضية. حتى إن شركة طيران الشرق الأوسط "اميدل إيست" الوطنية، تراجعت إيراداتها بشكل واضح.. إلا أن هذا التراجع لم يحدث أزمات فعلية في القطاع، بحيث إن الشركة الوطنية استطاعت تحقيق الأرباح، وكذلك الشركات الخاصة. في حين تترقب القطاعات المرتبطة بالنقل الجوي الانفراج السياسي والأمني لاستعادة نشاطها المعتاد.

استعداد للأفضل

 وأشار رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط "ميدل إيست" محمد الحوت، إلى أن الشركة حققت أرباحاً وصلت إلى 50 مليون دولار هذا العام. معتبراً أن هذه النسبة مقبولة، بالمقارنة مع الأوضاع الإقليمية، والمنافسة الشديدة لشركات الطيران.
وقال الحوت لـ"العربي الجديد": تراجع نسب الأرباح في الشركة يرتبط مباشرة بالظروف الإقليمية، ففي عام 2009 حققت الشركة أرباحاً ناهزت 100 مليون دولار. لكن ما يمر به لبنان والدول المجاورة له خفّض حركة النقل الجوي، ما أدى إلى تأثر إيرادات الشركة. وأوضح أنه بالرغم من المنافسة القوية التي تتعرض لها شركة "ميدل إيست"، "إلا أنها تستحوذ على 38% من قيمة التشغيل في مطار بيروت، الأمر الذي يعد إنجازاً هاماً". ولفت إلى أهمية القطاع الجوي اللبناني في الاقتصاد، حيث تصل نسبة مساهمته إلى أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي حين يتوجه العالم اليوم أكثر نحو تطوير قطاع النقل الجوي، أشار مجلس السياحة والسفر العالمي إلى أنه في عام 2021، سينتقل عبر العالم أكثر من 120 مليون مسافر. فهل ستكون منطقة الشرق الأوسط على أتم الاستعداد للاستفادة من الحركة الكبيرة في مجال النقل الجوي؟ وهل سيكون للبنان نصيب من هذه الحركة؟
لا يتردد رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت في التأكيد على "استعداد لبنان لاستقبال عدد كبير من المسافرين خلال الفترة المقبلة. خاصة أن مطار بيروت استقبل أكثر من 2 مليون مسافر في الأعوام السابقة".

انعكاس غياب الاستقرار
وقد أدى غياب الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة إلى تقليص عدد الرحلات الجوية. ويؤكد العاملون في قطاع النقل الجوي، أن الاستقرار يعد المفتاح الأساسي للتشغيل.
وأوضح رئيس اتحاد شركات النقل الجوي الخاص، نيكولا بيزاروس، أن حركة الطيران الجوي الخاص انخفضت منذ 3 سنوات إلى اليوم بنسبة 50%. وقال لـ"العربي الجديد": "لم تحقق الشركات الخاصة في لبنان أرباحاً خلال هذه الفترة، بل منيت بخسائر في إيراداتها وصلت إلى نصف ما كانت تحققه في السابق تقريباً".
وأضاف بيزاروس: "العالم لا ينظر إلى لبنان كبقعة جغرافية معزولة عما يجري في المنطقة. والتوترات الإقليمية لم تساهم في عملية تشجيع حركة الطيران الخاص. لذا يمكن القول، إننا خسرنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو نصف نشاط أعمالنا تقريباً". ويحذر "من أن الاستمرار في تراجع الأعمال، سيؤدي إلى إقفال العديد من الشركات، خاصة أنه لم يتم خلال المرحلة السابقة البدء بأي مشاريع جديدة، فالجميع ينتظر نتائج المرحلة".

الوقود يشعل الأسعار
ولم تكن الأوضاع الإقليمية العامل الوحيد لانخفاض أرباح الشركات العاملة في قطاع النقل الجوي. فقد ساهم ارتفاع أسعار الوقود العالمي أيضاً في تقليص حجم الأرباح.
وبحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا"، فقد زادت تكاليف وقود الطائرات بنسبة 55% من عام 2006 إلى 2013، الأمر الذي انعكس على أرباح الشركات.
في هذا الإطار أشار مدير عام شركة الخطوط الجوية البولونية (lot) في بيروت، سيد قمبرجي إلى أن ارتفاع أسعار الوقود ساهم في خفض أرباح جميع الشركات بشكل عام. وقال لـ"العربي الجديد": "يعاني قطاع النقل الجوي من مجموعة من التحديات، تبدأ بأسعار الوقود، ولا تنتهي بالأوضاع الإقليمية".
وأضاف قمبرجي "انخفضت الرحلات الجوية إلى المنطقة العربية، وتأثرت جميع الشركات حتى الأوروبية، نظراً لأن منطقة الشرق الأوسط تشكل وجهة أساسية لجميع الشركات. وبالمقارنة مع السنوات الماضية، نلاحظ انخفاض عدد الرحلات الجوية إلى المنطقة العربية، كما نلاحظ انخفاض الأرباح السنوية لجميع الشركات".
تابع قمبرجي: "حققت الشركات العالمية أرباحاً سنوية بلغت 7.6 مليار دولار، ونالت منطقة الشرق الأوسط معدلات مقبولة نسبياً من هذه الأرباح. إلا أن لبنان لم ينل من هذه الأرباح حصته". وأشار إلى أن "الشركات في لبنان لم تحقق سوى إيرادات كانت قادرة على تغطية النفقات التي دفعت خلال هذا العام".
وعن الأسعار التي تدفعها الشركات العالمية مقابل الإقلاع والهبوط في مطار بيروت، قال قمبرجي: "تدفع شركات النقل الجوي نظير الإقلاع والهبوط، رسوماً مالية تبدأ من 300 دولار وتصل إلى 500 دولار وأحياناً اكثر".
وشرح "تختلف الكلفة، بحسب نوع الطائرة وحجمها، وأوقات الإقلاع أو الهبوط، وعادة ما تكون الأسعار مرتفعة ليلاً، نظراً لاستخدام الإنارة وما شابه ذلك في المدرج". وأما بالنسبة إلى الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل القيام بتنظيف الطائرة وتجيزها إلى الشركة المكلفة بهذه الأعمال، فهي تتراوح، وفق قمبرجي، ما بين 2 و3 آلاف دولار أميركي، بحسب نوع الطائرة وحجمها.
دلالات
المساهمون