وفاة معتقل تونسي ثالث بظروف غامضة في العراق

08 ابريل 2016
حقوقيون يفضحون التعذيب والإهمال الطبي في سجون العراق(فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر حقوقية وأمنية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أمس الخميس، عن وفاة معتقل تونسي في بغداد، داخل أحد السجون في "ظروف غامضة"، فيما تلتزم الحكومة العراقية الصمت حيال الموضوع وتمنع تسريب تفاصيل الحادث.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المعتقل التونسي، عبد الكريم بن عمر بن عمار بن صويلح العجيلي، توفي في سجن الرصافة الثالثة في بغداد، والذي تمتلك فيه مليشيات الحشد الشعبي نفوذاً واسعاً، وتدير أجزاء منه، دون معرفة السبب الذي أدى إلى وفاته.

وأكد مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان، مهند العيساوي، النبأ، مبيناً أن المعتقل التونسي توفي "نتيجة الإهمال الطبي"، إذ أصابه فشل كلوي ثم سكري ثم فقد بصره.

وكشف العيساوي أن وضع المعتقلين سيئ للغاية، ووفاة التونسي نتيجة "طبيعية لإهمال متعمد وتعذيب ممنهج".

وقال بيان صدر عن المركز، مساء الخميس، إن "المعتقل تونسي الجنسية، عبد الكريم العجيلي، توفي داخل سجن الرصافة الثالثة الواقع في مجمع سجون الرصافة، قرب ملعب الشعب الدولي في بغداد، أحد سجون دائرة الإصلاح العراقية التابعة لوزارة العدل".

وأضاف البيان أن "العجيلي، سبق واعتقلته القوات الأميركية عام 2004 وأودع في سجن أبو غريب بتهمة شن هجمات على القوات الأميركية آنذاك، وأصدرت على إثرها محكمة جنايات بابل بحقه حكماً بالسجن المؤبد ".

وكشف البيان أن "العجيلي تم نقله خلال السنوات الماضية إلى عدة سجون، منها سجن أبو غريب وسجن التاجي وسجن الرصافة الثالثة الذي توفي فيه".

وأشار إلى أن "عدد المعتقلين التونسيين في السجون العراقية يبلغ 17 معتقلاً، وهم محمد المديني، مناف العرفاوي، محمد هاشم حسونة هاشم، محمد الناوي، عبد الرحمن الناوي، عبد الرحمن المرنيسي، عبد الكريم العجيلي، كريم بن علي بن خالد، طارق الحارزي، صالح الشافعي، محمد بن يوسف الهمامي، حماي بن خليفة مرابط، المولدي السعيداني، لطفي عباس، عادل آغا، حبيب عبد الله المطوي، محمد صالح بن حمد مرموش".

وتابع البيان أن "هؤلاء المعتقلين تعرضوا لشتى أنوع التعذيب والانتهاكات الجسدية وسوء المعاملة من قبل القائمين على السجون العراقية، ومنعت عائلاتهم من زيارتهم، ومنعوا حتى من لقاء محاميهم، وتمت محاكمتهم بطريقة غير عادلة وغير قانونية".

وكشف المركز أن معتقلاً تونسياً كان قد قتل في أحد سجون بغداد، الذي تديره "المليشيات الشيعية" عام 2012، على حدّ تعبيره. وأوضح أن "المعتقل التونسي، عبد الله حبيب المطوي، قتل بطعنة سكين من قبل أحد عناصر المليشيات الذي كان في الزنزانة، ولم يتم نقله إلى المستشفى ولم يتم إسعافه مما أدى إلى وفاته".

كما شهدت السجون العراقية تنفيذ حكم الإعدام بحق المعتقل التونسي، يسري الطريقي، عام 2011، داخل سجن الحماية القصوى في الشعبة الخامسة بمنطقة الكاظمية في العاصمة بغداد.

وكشف مركز بغداد لحقوق الإنسان أن عائلات لمعتقلين تونسيين تشعر بقلق بالغ على أبنائها القابعين في السجون العراقية منذ سنوات طويلة، مطالبةً الحكومة العراقية بالإفصاح عن مصيرهم.

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر من دائرة الإصلاح العراقية، أن "المعتقل تونسي الجنسية، عبد الكريم عمر بن صويلح العجيلي، والذي يحمل الرقم 82979 توفي داخل سجن الرصافة الثالثة في بغداد يوم الاثنين الماضي".

وأوضحت المصادر أن "العجيلي فقد بصره بسبب إصابته بمرض السكري والفشل الكلوي، ولم تقم دائرة الإصلاح بنقله إلى المستشفى لعلاجه، مما أسفر عن وفاته".

وبحسب مصادر حكومية، فإنَّ أكثر من 400 معتقل من جنسيات عربية  ما زالوا يقبعون في السجون العراقية منذ سنوات، غالبيتهم اعتقلتهم القوات الأميركية منذ اجتياح البلاد عام 2003 وسلمتهم إلى السلطات العراقية قبل انسحابها عام 2011.

ويلقى بين الحين والآخر عدد من المعتقلين العراقيين أو العرب حتفهم داخل السجون العراقية، بسبب التعذيب الشديد لنزع الاعترافات منهم بشكل قسري، فيما يشكو ذوو المعتقلين العراقيين المتوفين من تهديدهم بعدم كشف تعرض أبنائهم للتعذيب وإلا سيواجهون القتل.

ويضم العراق عدد سجون يبلغ 36 سجناً كبيراً، فضلاً عن أكثر من 420 مركز اعتقال سريّاً، تضم جميعها ما يزيد عن 400 ألف معتقل، بينهم آلاف النساء والأحداث، تعرض 95 في المائة منهم للتعذيب الشديد، بحسب التقارير.

المساهمون