وفاة سيد خطاب... رجل الرقابة الذي تصدّى لتعنّتها

23 يناير 2018
يرفض أي كبْت للحريات (فيسبوك)
+ الخط -

ودّع عالمنا، اليوم، الرئيس الأسبق للرقابة على المصنفات الفنية المصرية، سيد خطاب، الذي سبق وعمل رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة، ورئيساً لقسم النقد والدراما في المعهد العالي للفنون المسرحية.

واشتهر خطاب بعلاقاته الطيبة مع صناع السينما المصرية، خاصة أنه كان ينحاز إلى صف المبدع، ويرفض أي كبْت للحريات، حتى إنه وافق على أفلام عديدة، تخترق الخطوط الحمراء، مثل مشروع فيلم "الصمت"، الذي يتناول قضية "زنا المحارم" للمخرجة إيناس الدغيدي، وقد طالب ببعض التعديلات البسيطة من كاتب العمل، الناقد الراحل رفيق الصبان، ووافق الأخير بالفعل، ولكن لم ينجز المشروع لأسباب أخرى.

وبرّر خطاب الموافقة على الفيلم المذكور، في تصريح سابق، بأن "الأفلام التي تناقش قضايا مهمة يجب ألا نرفضها ولا نهاجمها، بل على العكس يجب تبنّيها ومناقشتها بموضوعية، حتى نتجنّب كوارث أخلاقية واجتماعية سوف تترتب على المجتمع العربي، وذلك لأن الشخص سواء كان شاباً أم فتاة عندما يتعرض لزنا المحارم، سواء بإرادته أم بدون إرادته سوف يواجه المجتمع بنفسية غير سوية".

وعلى الرغم من طلب بعض أعضاء الرقابة، في عهد سيد خطاب، حذف مشهد "الرضاعة" في فيلم "المسافر" للفنان عمر الشريف، إلا أن خطاب تصدّى للجميع بصفته رئيساً لهم، وأجاز المشهد الذي أثار جدلاً كبيراً، ونفى خطاب وقتها كلام المخرج أحمد ماهر بأنه طالب بحذف هذا المشهد أو مشهد العلاقة الحميمية التي احتوتها أحداث الفيلم.​

وعلى الرغم من رفض العديد من الجهات ومعظم وسائل الإعلام عرض فيلم "الملحد"، إلا أن خطاب كان مدافعا بقوة عن عرض الفيلم الذي قام بتأليفه وإخراجه نادر سيف الدين، ولم يعترض على أي معلومة وردت فيه.

وعلى الرغم من إيمانه بدور الرقابة، كان خطاب قد دعا، في بداية توليه المنصب عام 2011، إلى إلغاء الرقابة على السيناريو، والاكتفاء بالرقابة على العمل الفني في صورته النهائية، وإن اشترط لأن يحدث هذا أن تشهد السينما تغييراً على كل المستويات، يتواكب مع ما يشهده العالم ككل، ليس على المستوى السياسي فحسب، بل أيضا على المستوى التقني.



المساهمون