وفاة ضافي الجمعاني... المناضل الأردني الذي سجنه حافظ الأسد 23 عاماً

04 ابريل 2020
قاتل ضافي الجمعاني في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948(تويتر)
+ الخط -
توفي فجر اليوم السبت، المناضل الأردني ضافي الجمعاني، عن عمر يناهز 93 عاماً، قضى منها في زنازين النظام السوري أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً، حيث اعتقل آخرة في دمشق في يونيو/ حزيران، عام 1971 وأفرج عنه في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 1994.

ولد الجمعاني عام 1927 في مدينة مأدبا (33 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة عمّان)، وينتسب إلى عشيرة الجماعين من بني حميدة. وتوفي والده وهو في الثانية من عمره، إلا أن عمه تولاه وأشرف على تربيته وتعليمه، وتلقى الجمعاني تعليمه الابتدائي في مدرسة مأدبا حتى الصف الرابع، ثم انتقل لمتابعة دراسته الثانوية في مدرسة المطران في عمان، والتحق بالجيش العربي الأردني عام 1948 برتبة مرشح، وتابع دراسته العسكرية في بريطانيا.

قاتل ضافي الجمعاني في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 لينضم إلى تنظيم "الضباط الأحرار"، وكان أصغر زملائه سناً ورتبة عسكرية، غير أنه كان صاحب موقف وقرار، وفي عام 1956 انضم إلى حزب "البعث العربي الاشتراكي" عضواً في اللجنة العسكرية التابعة للقيادة القطرية، بعد ذلك بدأت رحلة السجون والمعتقلات وتقلد المناصب، وقد اعتقل الجمعاني ورفاقه قادة تنظيم "الضباط الأحرار" في معتقل الجفر الصحراوي، بعد محاولة انقلاب التنظيم على ملك الأردن في ذلك الوقت الحسين بن طلال، ثم أفرج عنهم بعد 58 شهراً.

في النصف الأول من الستينيات، توترت العلاقة بين الجمعاني ورفاقه في قيادة الحزب في الأردن، فشعر بالغبن لاستبعاده عن واجهة المشهد، وكان ذلك، مع أسباب أخرى، مبرراً إضافياً للجمعاني للالتحاق بالحركة الانشقاقية في البعث، حيث أصبح منذ فبراير/ شباط 1966 عضواً في القيادة القومية التي تتخذ من دمشق مقراً لها.

بعد نكسة 1967، كان الجمعاني على رأس تنظيم "طلائع حرب التحرير الشعبية" - قوات الصاعقة، ليصبح، بحكم موقعه هذا، نائباً للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، مستفيداً من تاريخه العسكري السابق، وليصبح في قيادة التنظيم الفلسطيني الموحد لحزب "البعث العربي الاشتراكي".


الجمعاني وحافظ الأسد

لم يكن المناضل الأردني على وفاق تام مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ودفع الجمعاني الثمن عندما استولى الأسد على السلطة في عام 1970 عبر "الحركة التصحيحية لحزب "البعث"، حيث سجن الجمعاني في سجن المزة في حزيران/ يونيو 1971 لمعارضته هذه الحركة، وأفرج عنه بعد ذلك في 30 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1994.

في مذكراته، التي صدرت في كتاب عام 2007، تحت عنوان "من الحزب إلى السجن"، أوضح تفاصيل حياته النضالية والحزبية، وسلط الضوء على أبرز الأحداث والمجريات التي مرّ بها خلال سنوات العمر.

المساهمون