وصار لنوال محلّها الخاص

06 ديسمبر 2014
لم تعد نوال تخجل بسبب إعاقتها (انتصار الدنان)
+ الخط -
حين ولدت نوال، لم تكن تعاني من أية مشكلة صحية، أو من مرض شلل الأطفال. في وقت لاحق، صارت تعاني من ضعف في العظام. قصدت الكثير من الأطباء. أحدهم قال لها إنه عليها ارتداء جهاز في قدمها باعتباره العلاج الوحيد. لكنها امتنعت عن الأمر، فتدهورت حالتها وساء وضعها.

تقول نوال: "عشت حياتي بشكل طبيعي. لم أكن أشعر بأي حرج من حالتي عندما كنت صغيرة. احتضنني أهلي وجميع من حولي. بعدما أنهيت المرحلة الثانوية، صرت أشعر بحرج عندما أريد الخروج من البيت. لا أذهب لحضور الحفلات أو أشارك في المناسبات العائلية وغيرها. حتى أنني لم أتابع دراستي الجامعية، وانعزلت عن الناس لمدة عامين، لأن خروجي من البيت كان يسبب لي ألماً. فلماذا اختارني المرض؟".

تتابع نوال: "بالصدفة، تعرفت على فتاة كفيفة تدعى سناء. هي أيضاً لم تولد كفيفة. لكنها عاشت حياتها من دون خوف، وشجعتني على الخروج من عزلتي، والتطوع في العمل الإنساني والخدماتي. فانتسبت إلى مؤسسة غسان كنفاني، وعملت في مكتبتها مدة عام كامل. خلال هذا العام، خضعت لدورات أهلتني لتعليم الأطفال في صفوف الروضة، وبخاصة الأطفال المعاقين. حتى أن مديرة الروضة تساءلت إن كنت أستطيع ذلك. بالفعل، عملت مع الأطفال لمدة عام. ثم عدت للعمل في المكتبة، وعملت فيها لمدة ثمانية عشر عاماً".

تتابع نوال: "خلال عملي، عدت إلى الحياة من جديد. لم تعد إعاقتي تعني لي شيئاً. لم أعد أهتم إن كنت أستطيع السير كبقية الناس أم لا. شعرت أنني بت قادرة على العمل ورسم مستقبلي من خلال عملي في المؤسسة". لم أعد أخجل من وضع الجهاز الخاص للعلاج، الذي ساعدني على السير بشكل أفضل". تضيف: "بعد مرور فترة طويلة على عملي في المؤسسة، بدأت أشعر بالتعب. وصرت أحلم بافتتاح محل خاص بي".

تضيف نوال: "بعدما توفي والدي، شعرت بكآبة وعدم الرغبة في العمل مع المؤسسات، أو الطلاب. قررت ترك العمل في مؤسسة غسان كنفاني، وفتح محل ألبسة صغير وشعبي. وبالفعل، استأجرت محلاً صغيراً ملاصقاً للبيت. وتمكنت من تجهيزه من خلال تعويضي". تقول: "أنا اليوم بحالة جيدة نفسياً وصحياً. فبالرغم من إعاقتي التي كانت تشعرني أنني مختلفة عن الآخرين، نجحت في خوض معترك الحياة".
المساهمون