وسم يوميات سجين سياسي في مصر: الانقلاب بعيون المعتقلين

تعتقل السلطات المصرية اليوم أكثر من 40 ألف شخص في سجونها منذ 30 يناير 2014. يشكل هؤلاء اليوم مجتمعاً خاصاً بهم داخل المعتقلات التي تحولت لما يشبه القرى الصغيرة، بعادات وتقاليد ورموز للحياة. ومع امتداد فترة الاعتقال، نقل أهالي المعتقلين بعضاً من تلك المعاناة، قبل أن يتحول الأمر إلى تسريبات وجدت طريقها إلى صفحات عدد من المعتقلين على مواقع التواصل الاجتماعي.

تكشف تلك التسريبات تفاصيل الإقامة في السجن، من طوابير الحلاقة والاستقبال، إلى فصول المعاناة التي تتغير مع تغير الفصول، وبعض ما يحدث خلال جلسات المحاكمة الصورية، وصولاً إلى نعي بعض المعتقلين.

يكشف وسْمَا "يوميات سجين سياسي" و"يعني إيه سجين سياسي" حجم المأساة اليومية للمعتقلين. تتجدد المأساة صباح كل يوم ويقدم بعضها حساب المعتقل المحكوم بالإعدام مسعد البريري على موقع "فايسبوك" بعضاً من تفاصيلها.

يتحدث حساب البربري عن "يوم الخدمة الأسبوعي" في السجن، الذي يتناوب عليه المعتقلون لإعداد الطعام للجميع وتنظيم الصحون وغسل الملابس. وفي "بوست ريحتو وحشة" تتم الإشارة إلى صعوبة الدخول إلى الحمام مع وجود عشرة أشخاص في نفس الغرفة "لا يفصل بينهم وبين كرسي الحمام سوى ستارة رقيقة". تتناول الوسوم كذلك المشاكل الصحية التي عانى منها المعتقلون من انتشار الجرب وبرودة المياه في فصل الشتاء، "مع حرماننا من البطانيات ورفض إدخال البطانيات التي يأتي بها أهلنا".

ويتعرف المتابع على "الشيخ إبراهيم" وهو حلاق السجن الذي تطوع مجاناً للقيام بهذه المهمة، ويقدم الحساب لمحة عن حياة "الشيخ إبراهيم" قبل المعتقل في "محل الحلاقة الخاص به الذي يعيل منه أسرته الكبيرة بـ 700 جنيه مدخوله الشهري".

كما تخرج بعض الوسومات بالمعتقلين خارج السجن، من خلال صور "لأول يوم مدرسة للعيال" أو صور لأحداث عائلية سعيدة وحزينة "يحرمنا السجانون منها، كما حرموا أحد السجناء من حضور عزاء طفليه اللذين قضوا في حادث سير أثناء عودتهم من زيارة والدهم المعتقل". وفي بعض الوسوم يعرفنا المعتقلون على ما يحدث في المحاكمات كـ"الحكم على المعتقلين بالحبس لثلاث سنوات مع غرامة خلال خمس دقائق فقط! وتهديد كل من يتلفظ بلا حول ولا قوة إلا بالله بمضاعفة المدة".

يُذكر أن السلطات اللبنانية قد رحلت البربري، وسلمته إلى مصر في أبريل/نيسان 2014. ويواجه البربري حكم إعدام صادر بحقه من قبل السلطات الانقلابية، في ما يُعرف بملف "إدارة اعتصام رابعة"، كما يرد اسمه في عشرات القضايا المتعلقة بالإخوان المسلمين.