07 مارس 2018
وسائل الإعلام وفساد الذّوق الفنّي
خلّف الفيديو "كليب" الجديد "بنات الدنيا" للفنّان المغربي حاتم إيدار موجةً من السّخرية والرّفض على مواقع التّواصل الاجتماعي، بدعوى أنّ الأغنية لم تحترم القيم والأخلاق النبيلة.
ولا أفهم لماذا كلّ هذه الضّجة الكبيرة التي أُثِيرت حول هذا الفيديو "كليب"، ما دام الجوّ العام يُشجّع على ذلك، فمنذ مدّة ليست بالقصيرة، انتشر عبر وسائل الإعلام المختلفة هذا النّمط من الأغاني أو الفيديو "كليبات"، الذي لا يولي أيّة أهميةٍ وقيمةٍ للصّوت والكلمة.
للأسف الشّديد، لقد أسهمت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، بوعيٍ أو بدون وعي، في فسادِ وتردّي الذّوق الفنّي لدى المغاربة، وخصوصاً الشّباب، إذ أضحت هذه الأغاني تستهويهم، وإن كانت غالبيتها لا تقدر الكلمة ولا تحمل في كُنهِها رسالة، باعتبار الفنّ رسالة سامية قبل أي شيء آخر.
فبالأمس القريب، كانت القنوات التّلفزية والإذاعات تبثّ الأغاني المغربية الأصيلة، التي تُحاكي وجدان الإنسان المغربي وتعكس واقعه المعيش، إذ عرفت تلك الأغاني ازدهاراً كبيراً وانتشاراً واسعاً، وزادت من رهافة أذن الجمهور المغربي الموسيقية، ممّا جعله يتفاعل ويتجاذب معها. وكانت الإذاعة الوطنية تتبنّى الأجواق والفنّانين، وتُخصّص لجنة لمراقبة الكلمات والألحان، بل والأصوات، في سبيل تقديم منتوج غنائي ذي جودة عالية للمتلقّي.
أما اليوم، فتُسيطر الأغاني "الهابطة"، وتفرضُ وجودها في القنوات التّلفزية ومختلف الإذاعات، حيث إنّ هذه الأخيرة أتاحت مساحات شاسعة لنشر أغانٍ يغيب عنها المضمون الهادف واللّحن الأصيل، وتغلب عليها أساليب الإغراء وصور خادشة للحياء.
وبالرغم من أنّ هاتين الوسيلتين الإعلاميتين تبرّران بثّهما لمثل هذه الأغاني، بذريعة أنّها تُشجّع الفنّانين الشّباب، وتحت طائلة أنّ فئة كبيرة من المشاهدين والمستمعين تستقبلها بأريحية، ونحن هنا لسنا ضّد الاختلاف في الأذواق، ولكن ثمّة شريحة أخرى تُفرض عليها، كما يجب ألا نتغاضى عن حقيقة أنّ وسائل الإعلام هي من تُنشّئ أفراد المجتمع للإقبال على هذا النّمط من الأغاني التّافهة وتُعوّدهم عليه.
وتعتمد وسائل الإعلام في انتقاء الأعمال الغنائية نسبَ المشاهدة والاستماع، إذ إنّها تنظر للفنّ نظرة تِجارية ربحية بحتة، بدون مراعاة الذّوق الفنّي للعامة، إذ أصبحت ملايين المشاهدات التي تحصدها هذه الأغاني على منصّة "اليوتيوب" مؤشّراً على نجاحها.
والطّامة الكبرى أنّ وسائل الإعلام تتمادى خلال السّنوات الأخيرة في صناعة فنّانين وهميين، ونشر مهازلهم الرخيصة على نطاقٍ واسع، مقابل إقبار الأغاني المحترمة الراقية، في ظلّ صمت النّقابات الفنية والثّقافية وكذلك الهيئات العليا، التي لا تحرك ساكناً.
عموماً ما يلزم الانتباه إليه، هو أنّ وسائل الإعلام بأنواعها، يجب أن توقف زحف الأغاني "الهابطة"، وتُدرك أنّ وظيفتها الأساسية تكمن في تأصيل ذوقٍ فنّي يحترم التّنوع الثقافي للمشاهدين والمستمعين المغاربة، من خلال اختيار الأعمال الغنائية الراقية والمتميّزة بألوانها المختلفة، وبثّها للجمهور في أوقاتٍ مناسبة، وجعلها تتوغل في وجدان الصغير قبل الكبير، عوض التّسابق في بثّ أغانٍ مبتذلة و"كليبات" رديئة تضرب بالأخلاق والقيم والعادات والتقاليد المغربية عرض الحائط بهدف الربح المادي. ويبقى السؤال قائماً: لماذا يغيب النّقد الفنّي والموسيقي في وسائل الإعلام المغربية؟
للأسف الشّديد، لقد أسهمت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، بوعيٍ أو بدون وعي، في فسادِ وتردّي الذّوق الفنّي لدى المغاربة، وخصوصاً الشّباب، إذ أضحت هذه الأغاني تستهويهم، وإن كانت غالبيتها لا تقدر الكلمة ولا تحمل في كُنهِها رسالة، باعتبار الفنّ رسالة سامية قبل أي شيء آخر.
فبالأمس القريب، كانت القنوات التّلفزية والإذاعات تبثّ الأغاني المغربية الأصيلة، التي تُحاكي وجدان الإنسان المغربي وتعكس واقعه المعيش، إذ عرفت تلك الأغاني ازدهاراً كبيراً وانتشاراً واسعاً، وزادت من رهافة أذن الجمهور المغربي الموسيقية، ممّا جعله يتفاعل ويتجاذب معها. وكانت الإذاعة الوطنية تتبنّى الأجواق والفنّانين، وتُخصّص لجنة لمراقبة الكلمات والألحان، بل والأصوات، في سبيل تقديم منتوج غنائي ذي جودة عالية للمتلقّي.
أما اليوم، فتُسيطر الأغاني "الهابطة"، وتفرضُ وجودها في القنوات التّلفزية ومختلف الإذاعات، حيث إنّ هذه الأخيرة أتاحت مساحات شاسعة لنشر أغانٍ يغيب عنها المضمون الهادف واللّحن الأصيل، وتغلب عليها أساليب الإغراء وصور خادشة للحياء.
وبالرغم من أنّ هاتين الوسيلتين الإعلاميتين تبرّران بثّهما لمثل هذه الأغاني، بذريعة أنّها تُشجّع الفنّانين الشّباب، وتحت طائلة أنّ فئة كبيرة من المشاهدين والمستمعين تستقبلها بأريحية، ونحن هنا لسنا ضّد الاختلاف في الأذواق، ولكن ثمّة شريحة أخرى تُفرض عليها، كما يجب ألا نتغاضى عن حقيقة أنّ وسائل الإعلام هي من تُنشّئ أفراد المجتمع للإقبال على هذا النّمط من الأغاني التّافهة وتُعوّدهم عليه.
وتعتمد وسائل الإعلام في انتقاء الأعمال الغنائية نسبَ المشاهدة والاستماع، إذ إنّها تنظر للفنّ نظرة تِجارية ربحية بحتة، بدون مراعاة الذّوق الفنّي للعامة، إذ أصبحت ملايين المشاهدات التي تحصدها هذه الأغاني على منصّة "اليوتيوب" مؤشّراً على نجاحها.
والطّامة الكبرى أنّ وسائل الإعلام تتمادى خلال السّنوات الأخيرة في صناعة فنّانين وهميين، ونشر مهازلهم الرخيصة على نطاقٍ واسع، مقابل إقبار الأغاني المحترمة الراقية، في ظلّ صمت النّقابات الفنية والثّقافية وكذلك الهيئات العليا، التي لا تحرك ساكناً.
عموماً ما يلزم الانتباه إليه، هو أنّ وسائل الإعلام بأنواعها، يجب أن توقف زحف الأغاني "الهابطة"، وتُدرك أنّ وظيفتها الأساسية تكمن في تأصيل ذوقٍ فنّي يحترم التّنوع الثقافي للمشاهدين والمستمعين المغاربة، من خلال اختيار الأعمال الغنائية الراقية والمتميّزة بألوانها المختلفة، وبثّها للجمهور في أوقاتٍ مناسبة، وجعلها تتوغل في وجدان الصغير قبل الكبير، عوض التّسابق في بثّ أغانٍ مبتذلة و"كليبات" رديئة تضرب بالأخلاق والقيم والعادات والتقاليد المغربية عرض الحائط بهدف الربح المادي. ويبقى السؤال قائماً: لماذا يغيب النّقد الفنّي والموسيقي في وسائل الإعلام المغربية؟