وزير خارجية قطر في ذكرى الحصار: مواقفنا لم ولن تتغير

05 يونيو 2020
3 سنوات على حصار قطر (Getty)
+ الخط -
على الرغم من مرور ثلاث سنوات على قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضها حصاراً عليها؛ لا تزال الدوحة، متمسكة بدعوتها إلى الحوار غير المشروط، القائم على احترام السيادة الوطنية لكل دولة.
وجدّد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الجمعة، تأكيد مواقف بلاده المتمثلة بـ"الحوار الحضاري غير المشروط والمبني على أسس المساواة واحترام السيادة والقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لحل الأزمة"، مشدّداً على أن "دولة قطر لن تغير مواقفها".

وقال المسؤول القطري، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن "هذه مواقفنا لم ولن تتغير ونتطلع إلى أن تشاركنا بها دول الحصار يوماً ما ليعود مجلس التعاون الخليجي كما أسسه آباؤنا نواة تعاون وتكامل تلبي تطلعات شعوبنا".
وقال في تغريدة ثانية: "في ذكرى الحصار الجائر الذي بدأ بحملة تضليلٍ واهية أضرت بواقع وصورة مجلس التعاون وشعوبنا، لا يسعني إلا أن أحيي الشعب القطري والمقيمين على صمودهم، وإذ نفخر بما تمّ تحقيقه فإن هذا أقلّ ما يُقدم من أجل الوطن في ظلّ الظروف التي فرضتها علينا هذه المرحلة، ويبقى الفضل لله من قبل ومن بعد".

وفي تغريدة أخرى لفت إلى أن "تحديات إقليمية ودولية عديدة تواجهنا كان آخرها كوفيد 19، وكان من الأجدى أن نرى تعاضداً لمجلس التعاون الخليجي لحماية شعوبنا ومحاربة التحديات معاً، ولكن للأسف فإن الاستقطاب ما زال مستمراً بدل أن تسود الحكمة وأن يُحتكم للعقل".

وقبل ثلاثة أعوام في 5 يونيو/حزيران 2017، أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً وبحرياً، ترافق مع حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها.

مبادرة جديدة و"أجواء إيجابية"

وفي وقت لاحق اليوم الجمعة، أعلن وزير الخارجية القطري وجود مبادرة لحل الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن الأجواء بشأنها "إيجابية".

وجاء ذلك في مقتطفات بثتها قناة "الجزيرة" القطرية لمقابلة مع المسؤول القطري، تبثها كاملة مساء الجمعة، بمناسبة الذكرى الثالثة للحصار.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "هناك مبادرة مطروحة لحل الأزمة الخليجية والأجواء إيجابية بشأنها"، مضيفا: "حوارنا مع السعودية نهاية العام الماضي كان إيجابيا، لكنه توقف دون معرفة الأسباب".

وأردف: "نأمل أن تختلف المبادرة الجديدة عن سابقاتها"، دون الكشف عن تفاصيل أخرى بشأنها، مكتفيا بالقول إنها كويتية.

وفي وقت سابق الجمعة، أفادت وكالة "بلومبيرغ"، بأن "الكويت تقود جهود وساطة جديدة لحل الأزمة الخليجية، استنادا إلى مقترح تقدمت به الإدارة الأميركية".

وبحسب الوكالة الأميركية، فإن المقترح يتضمن "رفع كل من السعودية والإمارات للحظر الجوي المفروض على رحلات الخطوط الجوية القطرية".

وأضافت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغط شخصياً على قادة السعودية، لإنهاء القيود الجوية المفروضة على قطر.

ولم يصدر أي تعليق فوري من دول الخليج (السعودية والإمارات والبحرين والكويت)، حول ما أورده وزير الخارجية القطري بشأن مبادرة جديدة لحل الأزمة الخليجية.

وكانت مساعدة وزير الخارجية القطري والمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية، لولوة الخاطر، قد أكدت، في وقت سابق، استمرار المساعي الكويتية لحل الأزمة الخليجية، مجددة موقف قطر المرحب دائما برأب الصدع طالما كان ذلك في إطار الاحترام المتبادل بين الدول، وفي إطار الشرعية الدولية.
وقالت الخاطر في ردها على أسئلة لـ"العربي الجديد"، أرسلت عبر البريد الإلكتروني نظرا للتدابير الاحترازية المتخذة لمواجهة كورونا، ونشرت اليوم الجمعة، إن "دول الحصار التي تسببت بالأزمة مستمرة في خلق المزيد من الأزمات الأخرى، ربما لاعتقادهم أن ما خلقوه من حالة عدم استقرار لم يواجه من قبل المجتمع الدولي بصرامة".

وفي الوقت الذي لم تفصح فيه الخاطر عن فحوى ما حمله وزير الخارجية الكويتي أحمد بن ناصر المحمد الصباح خلال زيارته الأخيرة إلى قطر، في إطار الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، جددت الخاطر تمسك دولة قطر بالحوار المشروط بأسس وركائز معينة لحل الأزمة الخليجية؛ أهمها الاحترام المتبادل الذي يحفظ سيادة الدول ويضمن عدم التعدي على استقلالية القرارات.

ونفت الخاطر، مجدداً، رغبة دولة قطر بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، وقالت إن "الحديث عن أي انسحاب لدولة قطر من مجلس التعاون الخليجي مجرد شائعات تداولها الناس أخيراً، ربما لأن هنالك حالة تململ على المستوى الشعبي من جدوى وفاعلية أجهزة مجلس التعاون الخليجي في ما يتعلق باستمرار الأزمة الخليجية".

المساهمون