ورسوم بريدية أيضاً

15 فبراير 2015
همام السيد / سوريا
+ الخط -

لخّص كاتب صديق محنة النشر في العالم العربي على صفحته في فيسبوك، حين وصف ساخراً صدمته وهو يدفع حوالي 400 دولار ثمناً لشحن نسخ من روايته الأخيرة إلى أصدقائه عبر البريد.

فلنتأمل كيف تصبح عملية النشر مؤامرة ضد جيب الكاتب. نتخيله مبدئياً رجلاً مفلساً يحلم بقبس من المجد الأدبي. فما إن تكتمل فرحة خروج الإصدار من فرن المطبعة حتى يجد نفسه مضطراً إلى شراء مئات من النسخ، وهذا شرط يفرضه كثير من الناشرين العرب ويعتبرونه مساهمة عادية في تحمل تكاليف الطباعة. شرطٌ يقبله الكاتب على مضض، فذلك خير له من تحمّل عبارة ثقيلة، قد تتحول لاحقاً إلى وصمة عار، تتصدّر غلاف الكتاب وتشير إلى أنه "نُشر على نفقة الكاتب".

لاحقاً، يقوم الكاتب بدور الموزّع حين يهدي عشرات النسخ إلى الأصدقاء والصحافيين الذين قد يتطوعون ويكتبون عن الإصدار، وهذا ما يعني دفع أموال إضافية رسوماً للشحن والبريد.

وبما أن الناشر غارق في حسابات الانتقال من معرض إلى آخر، فكاتبنا المفلس يضطر إلى صياغة خبر عن إصداره ويبعثه إلى الصحافة والمواقع الإلكترونية التي غالباً ما تنشره كما هو، أو تضيف إليه توقيع محرر كسول لا وقت له للقراءة. من هو إذن المعتوه الذي قال إن الكتب نياشين على صدور أصحابها؟

دلالات
المساهمون