وداع مرّة وإلى الأبد

15 سبتمبر 2015
لوحة للفنان الفرنسي بول غوغان
+ الخط -
لم تتح أمامك فرصة للقاء بعض الأشخاص، وعندما تأتيك فرصة لقائهم، تتردّد ولا تلقاهم.
لم تتح أمامك فرصة لعمل بعض الأشياء، وعندما تأتيك فرصة لعملها، تكون قد فقدت رغبتك في ذلك.
يمكث بعض الكلام مطولًا في قلبك، ولا تجد فرصة للبوح به، وعندما تأتيك الفرصة لقوله، يخيّم عليك الصمت، ولا تتفوه به.
هناك حبّ، لا تكون أمامك فرصة لتعيشه، وعندما تظهر أمامك الفرصة، يكون قد خليَ قلبك منه.
تكون أمامك فرص كثيرة لرؤية بعض الأشخاص، ولكنك تبحث عن أعذار وتؤجّل لقائهم باستمرار، وعندما ترغب في لقائهم، تكون فرص لقائك بهم قد انتهت.
تجد أمامك فرصًا كثيرة لقول بعض الكلام، ولكنك تؤجل قوله لوقت آخر، وعندما تريد قوله، تكتشف أنه لم يعد أمامك فرص لذلك.
تتاح أمامك فرص شتّى لفعل بعض الأشياء، ولكنك تؤجل فعلها يومًا تلو الآخر، وعندما تراودك الرغبة لفعلها تكتشف أن فرص عملها لم تعد موجودة.
هناك حبّ قد أعطاك فرصًا كثيرة، لكنك غضضت الطرف عنه، وعندما التفتّ إليه، كانت فرصك لهذا الحب قد ولّت.
إن الحياة أحيانًا، بل ودائمًا، ساخرة.
قد تكون المرّة التي تولي فيها ظهرك ماضيًا، هي الأخيرة، إلى الأبد.
تقول سنظلّ سويًا إلى الأزل، ولكنك لا تعرف كيف افترقتما.
تفكّر كثيراً ولكنك لا تجد سببًا واضحًا لترك كلّ منكما للآخر.
وكأنك أيقنت فجأة أن المشاعر في أصلها شيء هشّ رقيق.
تصمدان أمام الصعوبات، ولكنكما لا تصمدان أمام الأمور العادية السهلة. تواجهان سويًا الرياح والأمطار، ولكنكما تفترقان عند شروق الشمس.
قد يكون سبب فراقكما فقط هو الكبرياء، أو ربما يكون بسبب أمور صغيرة تافهة أيضاً.
تحلمان بحلاوة عودة علاقتكما، أو لحظة احتضان كلّ منكما للآخر بعد اللقاء، تبكيان وترتسم على شفتيكما ضحكة بلهاء ويضرب كل منكما الآخر عاتبًا عليه. فحتمًا سيكون مشهدًا رائع الجمال.
لم تتوقع أن يكون وداع هذه المرّة هو الوداع الأبدي.
ومن ثم، يصبح لكل منكما حياته، وحبيب آخر.
كان يحبّ كل منكما الآخر، ولكنكما أصبحتما غرباء الآن.
على الرغم من أنكما في تلك المدينة الصغيرة نفسها، إلا أنكما لم تعودا تلتقيان.
في يوم ما... في لحظة ما.... تسيران في الطريق ذاته، لكن من دون يرى أحدكما الآخر.
في البداية تتنهّد بحسرة، وبعد ذلك لا يكون أمامك خيار آخر.
ليس بالضرورة أن تملك ما تحبّ.
وليس بالضرورة أن تحبّ ما تملك.
ربما تكون سعيدًا، لأنك قد وجدت شخصًا آخر مناسبًا لك.
ربما تكون تعيسًا، لأن ذلك الشخص الذي طالما أحببته كان أصدق حبّ في حياتك بأسرها.
بعد وقت طويل جدًا، لن تسمع بأخبار ذلك الشخص، سيتلاشى من ذاكرتك، ولن ترغب في تذكّره أو تذكّر هذه الأشياء مرّة أخرى.
الترجمة عن الصينية مي عاشور
المساهمون