وجه آخر لأبناء الفنانين في مواقع التواصل الاجتماعي

21 ابريل 2015
+ الخط -

قرّبت وسائل التواصل الحديثة، الفنانين وعائلاتهم من جمهورهم، حيث بات سهلاً على الطرفين "الفنان وجمهوره" أن يتواصلوا معاً من دون وسيط بينهما، ولا يبعدهما سوى كبسة زر، ومع تعدد هذه الوسائل التي باتت تعرف بـ "النيو ميديا" على تنوعها من "فيسبوك" و"تويتر" و"أنستغرام" و"سناب شات"، أغري الفنانون بأن يقوموا بكتابة يومياتهم، والتي يتلقفها الجمهور بحب وشوق، وباعتراض أحياناً.

ووسط ذلك كله، تعدى هوس الجمهور بفنانينهم، إلى متابعة أبنائهم ويومياتهم الكثيرة والمتعددة والمغرية بالمتابعة أيضاً، من قبل جمهور يعتبر كواليس يوميات فنانينهم وعائلاتهم، مغرية للبحث فيها، فالفنانين برغبتهم فتحوا الباب مُشرعاً ليراهم الجمهور، وسمحوا لأبنائهم أن يطلوا على الناس بصورهم الخاصة وتعليقاتهم وجراءتهم وبأفكارهم التي تختلف عن آبائهم، بالطبع.

ويبدو أن لـ "أطفال المشاهير والأنستغرام" نافذة مشتركة، بعد أن تبين بالوجه الشرعي أن أخبارهم وصورهم تستقطب أيضاً اهتمام المعجبين وتزيد منهم.

ويقول المصور الفوتغرافي غازي بني نصر أن عدسات المصوّرين، لم تعد ملزمة بنقل أحداث الفنانين وعائلاتهم وكواليس أعمالهم، بل إن أولاد الفنانين وبتشجيع من ذويهم "المشهورين"، باتوا يصورون لحظات أماكن تواجدهم، لباسهم وطلتهم، وأيضاً طبق طعامهم المفضل. وبات المشهد منسجماً ومتناغماً مع ما يحدث مع الجميع في ظل ثورة تكنولوجية توثق بالصوت والصورة اللحظة.

ويبقى السؤال الأكثر جدلاً، هل يمثل هؤلاء "الصغار" في تصرفاتهم ذويهم؟ وهل يعكسون اهتمامات آبائهم بالموضة والاستجمام والرفاهية وحتى الطعام؟. يجيب الكاتب الصحافي طلعت شناعة قائلاً: لعل المتتبع للمشهد يكاد يجزم أن هؤلاء يسيرون على خطى ذويهم في حب الشهرة وأضوائها، وأكثر من ذلك حب العدسات والصور وشروحاتها التي تَهُم كثيراً من المعجبين، بل ينتظرونها بفارغ الصبر، ويسعون إليها عبر كافة مواقع التواصل والبث التي يمكن أن تحظى بنشرها.

ويضيف شناعة: رغبات الناس في دخول حياة المشاهير تقدم أبناءهم أيضاً على طبق من ذهب لهؤلاء المعجبين من خلال الصورة وحتى "الحالة" التي ترافق هذه الصور. وغالباً مجموعة من صور أطفال المشاهير مع آبائهم من الفنانين والفنانات العرب، هي الأكثر جذباً لهم، فحب الفنان صاحب الأعمال الناجحة والمتميزة سواء على المسارح أو على الشاشات، يُجذره في نفوس الناس الذين يبحثون بنهم عن حياة هذا الفنان الاجتماعية الواقعية مع أسرته، خاصة إذا بينت هذه الصور طبيعة العلاقة الهوايات وصوراً من الحياة اليومية. ويؤكد شناعة أن مصلحة الفنان بنشر صور أولاده عبر أكاونت خاص به أو بهم، تلتقي مع رغبته الدائمة بأن يبقى محوراً لحديث الجمهور، وهو الشيء الذي يبقيه متداولاً بين الناس، ولو من خلال صورة لابنه أو ابنته.

ويقول بني نصر: بعيداً عن آبائهم، لا يتوانى بعضهم عن اعتبار هؤلاء الأبناء بما يقدمون نجوماً لهذه المواقع والبرامج في زمن العولمة الاجتماعية الافتراضية التي ألغت حقبة زمنية، كان التستر على الحياة الاجتماعية لهؤلاء الفنانين سيد الموقف فيها. حيث بات هؤلاء النجوم بمحض إرادتهم يرغبون بإضفاء صفة العلنية على حياة أطفالهم، بعد أن حصنوا فلذات أكبادهم من تبعات النجومية على صحة أطفالهم النفسية والاجتماعية.

وعليه، يبدو أن زمن أبناء الفنانين غير زمان آبائهم، فزمانهم أكثر جراءة وانفتاحاً، فابنة الفنانة اللبنانية نوال الزغبي تيا، تظهر صورها وهي ابنة السبعة عشر ربيعاً وهي نائمة على البحر، في تصرف غير مألوف من نوال الأم التي كانت تتحاشى نشر صورها الشخصية، فيما يظهر الابن الأكبر للفنان المعتزل فضل شاكر، محمد بصورة مغايرة عن والده، إذ له صور وهو يحضن صديقة له، وعلى نفس المنوال يسر الوليد ابن الفنان عاصي الحلاني فتجمعه صور مع صديقة له يقبلها.

توضح المحررة الفنية رنا حداد أن أبناء الفنانين يتعاملون مع زمنهم الحالي بكل جراءة وانفتاح، فهم لا يشبهون آبائهم أبداً، فالمساحة الممنوحة لابن الفنان، لم يكن والده يجدها في سنه، من شهرة أو تطور تكنولوجي، فمثلا الفنانة أحلام كانت ترفض حتى وقت قريب نشر صور أولادها، لكنها خصصت مؤخراً "أكاونت على الأنستغرام" لابنها البكر فاهد، ينشر فيه صوره والمواضيع التي يفضلها، وبدا لافتا أنه يكتب على صفحته، بلسان والدته أحلام: "ما أحلل أبدا الي يشتم ابني"، والحال ينسحب على أبناء وبنات نانسي عجرم وشيرين عبد الوهاب وراغب علامة وليد توفيق وكاظم الساهر وإلى آخر قائمة الفنانين من أسماء.

المساهمون