تسعى الولايات المتحدة الأميركية، لإعادة هيكلة الجيش العراقي، بعد انفلاته عقب دخول "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى العراق في يونيو/حزيران الماضي، وعلى ما يبدو أنّ نواة هذا الجيش "الجديد"، ستبدأ في محافظة الأنبار المضطربة أمنياً.
مصدر في مجلس محافظة الأنبار، أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "واشنطن متفاعلة مع أزمة الأنبار أكثر من تفاعل الحكومة العراقية، وهي لا ترغب بتسليح الجيش العراقي الذي أثبت فشله بالقتال، فضلاً عن أنّه بني على أسس خاطئة".
وأشار المصدر إلى أنّ "واشنطن تخشى من تسليح الجيش، خوفاً من أن يسلّم أسلحته إلى مليشيا الحشد الشعبي، بعد أن تركها لـ"داعش"، لذا فهي تسعى أن تعيد هيكلة الجيش العراقي من جديد".
كما أكّد أنّ "وفداً من عشائر الأنبار سيزور واشنطن، وسيركّز على بحث إعادة هيكلة الجيش العراقي، الذي ستكون نواته من محافظة الأنبار، وبالاعتماد على ضباط الجيش السابق، وستكون أولى مهامه تحرير المحافظة من داعش".
من جهته، لفت عضو مجلس محافظة الأنبار، مزهر الملا لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "وفد عشائر الأنبار، الذي التقى الأسبوع الماضي بالسفير الأميركي ببغداد، أبلغ أنّ موضوع المحافظة لا يحل إلّا في واشنطن، موضحاً أنّ "الزيارة ستركز على دعم محافظة الأنبار وتحريرها، وتسليح الجيش والشرطة المتواجدين في المحافظة، وبناء جيش عراقي وشرطة محلية مدرّبة ومجهّزة بالأسلحة النوعية"، مشدداً على "أننا لن نرضى بالصحوات، ولا أية تشكيلات أخرى خارج المؤسسة الأمنية".
وأضاف الملا "تحركاتنا تهدف إلى تحرير المحافظة من "داعش"، إن كان عن طريق الجيش أو عن طريق العشائر، مشيراً إلى أنّ "المحافظة لا ترغب بتسليح العشائر خارج سلطة الدولة، وهي مستعدة لنزع أي سلاح خارج الدولة بعد تحرير المحافظة، لكنّ الواقع المرير الذي تعيشه المحافظة يحتّم علينا أن نطالب بالتسليح".
إلى ذلك أكّد الملا، وهو أحد أعضاء الوفد الذي سيزور واشنطن، أنّه "تم استحصال الموافقات الرسمية من الحكومة العراقية على الزيارة، لكن لم يحدد بعد وقتها، وستكون قريبة".
من جهةٍ أخرى، استجابت الولايات المتحدة أخيراً لطلب أهالي محافظة الأنبار العراقية بتدريب عناصر شرطتها، لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتمّ الاتفاق مع الجانب الأميركي على تدريب وتسليح شرطة المحافظة، وهم من أبناء الأنبار، وبدأت عملية التدريب بالفعل، وأنّ المدربين الأميركيين بدأوا بالوصول إلى قاعدتي البغدادي والحبانية في المحافظة، وتم تجميع عناصر الشرطة للمباشرة بعملية التدريب.
إلى ذلك، كشفت وثيقة من وزارة الدفاع الأميركية، أعدّت لرفعها إلى الكونغرس، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عزم الولايات المتحدة تجهيز عشائر محافظة الأنبار العراقية، ببنادق كلاشينكوف وقذائف صاروخية وذخيرة هاون، للمساعدة في دعمهم في معركتهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".