أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، عن بدء ضربات أميركية جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة سرت، منذ صباح اليوم الإثنين.
وأكّدت وزارة الدفاع الأميركية بدء تنفيذ هذه الضربات، بناء على طلب من حكومة الوفاق الليبية. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أجاز تنفيذ الضربات الجوية، وذلك بناء على توصية وزارة الدفاع "البنتاغون".
وقال السراج، في كلمة متلفزة، بثها تلفزيون ليبيا الرسمي، إنّ "المجلس الرئاسي توجه بطلب رسمي إلى الولايات المتحدة الأميركية للمساعدة في توجيه ضربات جوية محددة ضد معاقل داعش في سرت، بناء على طلب من غرفة العمليات العسكرية (مصراتة - سرت)".
وشدد على رفض مجلسه أي تواجد عسكري، قائلاً: "إنّ الدور الأميركي يقتصر على الضربات الجوية في نطاق سرت وضواحيها، وتقديم الدعم اللوجستي".
وذكر السراج أن حكومة الوفاق فعّلت عضويتها في التحالف الإسلامي، وانضمت رسمياً إلى "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" كعضو فاعل.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان صحافي، إن "واشنطن تقف مع المجتمع الدولي إلى حكومة الوفاق الليبية، لاستعادة استقرارها وأمنها والوقوف في وجه خطر (داعش) والمجموعات الإرهابية الأخرى التي تعتبر ليبيا منطلقاً لمهاجمة دول أخرى، منها الولايات المتحدة وحلفاؤها".
وتابعت: "الضربات الجوية التي بدأت، صباح اليوم الإثنين، مستمرة بشكل مكثف ودقيق دون توقف دعماً لقوات حكومة الوفاق".
واختتم البيان: "قرار الوزارة جاء بعد موافقة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على طلب حكومة الوفاق القاضي بطلب مساعدة جوية لتقويض وجود (داعش) في مدينة سرت".
وطالبت الغرفة، في البيان، المجلس الرئاسي بـ"النظر في حاجة الغرفة للمساعدة العسكرية من الولايات المتحدة، في حدود ضربات جوية يتم تحديدها من الغرفة في إطار التعاون الدولي"، مشيرةً إلى أن "طلب المساعدة هو اختصاص أصيل للمجلس".
وعللت الغرفة حاجتها للمساعدة الأميركية، بـ"تغيّر طبيعة القتال في المرحلة الأخيرة، واختلاف التمركزات والمحاور، طبقاً للتكتيكات العسكرية لإدارة المعركة، خصوصاً المعارك الحالية داخل الأحياء السكنية التي تتطلب الحفاظ على سلامة المدنيين الرهائن لدى التنظيم"، بحسب البيان.
وقال البيان إنّ "الاحتياجات العاجلة للغرفة في هذه المرحلة، التي تتسم بالدقة والخطورة، لاستهداف الأماكن الخطيرة المحصنة، تتطلب تقنيات عسكرية متقدمة غير متاحة للغرفة، تتمثل في عمليات جوية بالقنابل الموجهة، وهي تقنيات متوفرة لدى بعض الدول الصديقة، وتحديداً الولايات المتحدة، التي تعد من أبرز الدول التي تعهدت بمساعدة ليبيا، في حربها ضد داعش".
وحددت مصادر عسكرية خاصة لـ"العربي الجديد"، المواقع التي استهدفها الطيران الأميركي.
وقال المصادر إن "الطيران الأميركي، استهدف بخمس غارات جوية، خلال ساعات نهار هذا اليوم، مواقع عسكرية لتنظيم داعش داخل قصور الضيافة قبل أن تتمكن قوات الرئاسي من التقدم باتجاه الحي حيث تدور اشتباكات عنيفة في محيطه في الوقت الحالي".
وأوضحت، أيضاً، أن "قوات الرئاسي تقدمت من خلال ثلاثة محاور باتجاه القصور لتتمكن خلال وقت قصير من اقتحام القصور وتحويل المعركة داخله".
وذكرت المصادر أن "الضربات كانت دقيقة بشكل كبير حيث تمكنت من إعطاب آليات ثقيلة للتنظيم كانت تستخدمها في قصف قوات الرئاسي، بالإضافة إلى مقتل عشرات من عناصره، كما أنها استهدف مباني بعض القصور التي يستخدمها قناصة للتمركز فوقها، مما سهل التقدم على الأرض".
وبينت أن "القصف تركز على قاعة المؤتمرات داخل مجمع القصور بشكل كبير، حيث تتوفر بالمبنى أسطح عالية".
وأكدت المصادر أن "مقاتلي المحور البحري التابعين لقوات الرئاسي المتمركزين بميناء المدينة تمكنوا، خلال وقت قصير، من اقتحام المجتمع والسيطرة على القصر الرابع والخامس"، لافتة إلى أن "الاشتباكات لا تزال تدور في الوقت الحالي بشكل عنيف، فيما لا يزال طيران، يحلق بارتفاع عالٍ في سماء المدينة".