هويدا صالح.. الوقوف على يسار المؤسسة

30 يونيو 2015
"ظلال الأسود"، سما الشيبي / العراق
+ الخط -

في كتاب "الهامش الاجتماعي في الأدب"، الصادر مؤخراً عن دار "رؤية"، تحاول الكاتبة المصرية، هويدا صالح، أن تجوب فضاء يستفيد منه الأدب بشكل لافت، من دون أن تتجه له أعين النقاد بشكل كاف. ولسدّ هذا النقص، تتجه صالح إلى ما وصلت إليه العلوم الاجتماعية في رصد هذا الهامش بمختلف مستوياته، لتقدم ما اعتبرته "قراءة سوسيو- ثقافية".

تستقصي صالح في بداية عملها المصطلحات، بهدف تحديد مجال حركة دراستها، فتقسّم الهامش إلى: هامش ديني وهامش جغرافي وهامش اجتماعي طبقي وأخيراً هامش لغوي.

بناء عليه، ترسم لنا من جهة آليات استبعاد المهمّشين من المركز أو المتن، ومن أخرى مناطق المهمشين وتجلياتها في الأدب، ويقودها هذا المسار إلى الكشف عن سمات أدبية خاصة بهذا الهامش مثل حرية الاشتغال على الجسد والمحاكاة الساخرة.

"الهامش الاجتماعي في الأدب" هو في الأصل بحث أكاديمي أنجزته صالح قبل أن تنقله من إطاره الأصلي إلى كتاب ينشر لجمهور أوسع. عن ذلك تقول لـ "العربي الجديد" إنها حرصت على تغييرات عدة كالتخلص من المقدّمات البحثية وتبرير اختيار المنهج الضروري في البحث.

تضع الكاتبة مؤلفها في سياق مسيرتها كباحثة وقاصة وروائية. تقول: "أبحث دائماً خلف كل ما هو مهمّش، سواء كان ذلك عبر إبداع هذه الهوامش أو عبر دراستها".

وتضيف: "أتصوّر أن المبدع حين يتناول موضوعاً نقدياً بالبحث والاستقصاء يحرص على أن تأتي مقاربته البحثية بلغة إبداعية، فيصير النقد إبداعاً موازياً، مما يتيح الخروج عن جمود ونمطية اللغة الأكاديمية".

تزمع صالح إنجاز مجموعة من الأعمال الجديدة، معظمها غير بعيد عن مجال كتابها الأخير. تقول: "أشتغل على صورة الآخر الديني في الرواية، وكذلك حول تناول الأدب الشعبي في الرواية". ولعل أبرزَ ما تنوي إصداره عملٌ يتعلق بدراسة الأدب المصري القديم تشارك في كتابته، الروائية صفاء عبد المنعم، والناقدة سمية رمضان.

عن علاقة الباحثين في الشأن الثقافي بمؤسساته، تقول "من المفترض أن تكون هناك علاقة تعاون، لكن ما يحدث على أرض الواقع غير ذلك، فالمشهد الثقافي، وخاصة العام منه، يهمّش بعضَ الناس ويقرب بعضهم في عملية إقصاء وانتقاء".

لهذه الاعتبارات، تفضّل صالح أن تكون "على يسار السلطة، أيا كانت هذه السلطة"، فالمثقف كما ترى "يجب أن يكون ناقداً للسلطة لا صوتاً لها". ولعلها في ذلك تكون على مثال صورة رسمتها في عملها أي ضمن "الجماعات الأدبية الغاضبة والواقفة على يسار المؤسسة".

المساهمون