التحوّل بين الرسم والتجريد، هي السمة الغالبة على أعمال الفنانة التشكيلية اللبنانية هوغيت كالان (1931) ما بين عقدي سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، والتي قدّمت من خلالها رحلتها عبر التوازن الدقيق بين الإيحاء والتصريح.
متحف "تيت" للفن الحديث، في لندن، يقدّم حالياً معرضاً استعادياً لمراحل مختلفة من تجربتها، هو أول معرض يقام لها في متحف في العاصمة البريطانية، حيث يتواصل حتى الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل، رغم أنها عاشت معظم حياتها متنقّلة بين باريس وكالفورنيا.
بعد انتقالها إلى باريس، حققت كالان اعترافاً فنياً من خلال لوحاتها الغزيرة المشحونة جنسياً والتي تتحدى الأنماط التقليدية للرعاية والجمال. جسد المرأة هو فكرة متكرّرة في عملها، وغالباً ما يتمّ رسمها مثل المناظر الطبيعية ذات الفراغات والأشكال الشبيهة بالجبال.
رغم أنها ابنة بشارة الخوري أول رئيس لبناني ما بعد الاستعمار، غير أنها ابتكرت مسيرة فنية جريئة منذ أوائل الستينيات. لقد صرّحت بجدارة "أنا فنانة خط"، في إشارة إلى الخطوط الدقيقة لعملها المستوحاة من الفسيفساء البيزنطية والسجاد المنسوج يدوياً الذي غطّى جدران مسقط رأسها في بيروت ومنزل الطفولة.
المفارقة أن كالان حين توفي والدها عام 1964، استجابت بلوحة رسمتها بألوان زيتية حمراء، كانت هذه اللوحة بداية تحريرها الفني ونهاية حياتها القديمة، التي كانت ترى أنها محكومة بمسؤوليات الاسم والعائلة؛ لحظة وصفتها قائلة "لقد شعرت بالحرية لأول مرة في حياتي".
في العام نفسه، ستترك كالان أطفالها وزواجها وهي في عمر الـ 33 وتسافر إلى باريس لتدرّس الفن وتبدأ عقود من الفن والتجربة.