أحيت مساء أمس الفنانة المغربية هندي زهرة، ثاني أكبر حفلات مهرجان كناوة وموسيقى العالم بمدينة الصويرة المغربية، وسط حضور جماهيري قدّر بالآلاف.
واعتلت هندي زهرة منصة مولاي الحسن وسط المدينة العتيقة لـ الصويرة، بدءاً من منتصف ليلة الجمعة السبت، وقدمت حصرياً لجمهور المهرجان أغنيات من ألبومها الجديد الذي صدر شهر أبريل/نيسان الماضي ويحمل عنوان "هوم لاند".
وحافظت هندي في حفلها، على وفائها للغتها الأم -الأمازيغية-، مقدمة بها وباللغة الإنجليزية أيضا أغاني تجمع بين موسيقى البلوز والجاز والبوب، حيث رسخت هندي لنفسها شهرة عالمية في إجادة هذا المزج الموسيقي باللغتين، فيما تكتب بنفسها عدداً من كلمات أغانيها.
وقدمت هندي زهرة ديو غنائياً مع معلم كناوة الشاب مهدي ناسويل، كما بات مألوفا خلال الدورة الثامنة عشرة الحالية من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، المزاوجة بين لونين غنائيين مختلفين وبين خلفيات موسيقية متعددة تحقق التبادل والتقاسم الثقافي حسب رؤية المنظمين.
وتعتبر هندي زهرة التي ولدت في المغرب سنة 1979 والمقيمة في فرنسا، واحدة من أهم فناني "الفولك/الصول" الشباب عبر العالم، حيث بيع من ألبومها الأول الصادر سنة 2010 وحمل عنوان "هاند مايد" 135 ألف نسخة، وحصدت عليه بنفس السنة جائزة كونستونتان، وحازت سنة 2011 جائزة "لا فيكتوار دو لا ميزيك" أو انتصار الموسيقى.
وتحمل هندي زهرة عبر صوتها وكلماتها التنوع الثقافي المغربي عبر مكون أساسي له هو الثقافة الأمازيغية، ما يجعلها ضيفة دائمة على منصات المهرجانات المغربية، فيما كانت هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها بجمهور مهرجان كناوة وموسيقى العالم بمدينة الصويرة.
وامتزجت النغمات الصاخبة والإيقاعات الحيوية لموسيقى بحر الكاريبي بقرع طبول موسيقى كناوة وأصوات غنائها الروحي الممتدة في الذاكرة الأسطورية الأفريقية على منصة المهرجان أمس الجمعة، في حفل أحياه الموسيقي اللاتيني "صوني تروبي" القادم من جزيرة "كوادلوب" بجزر الأنتيل الصغرى، ومعلم فن كناوي الأفريقي عمر حياة من المغرب، وسط حضور كبير.
ألحان الجاز، والإيقاعات اللاتينية، ونغمات الريغي ذات الامتداد الأفريقي والأميركي معاً عزفت جنبا إلى جنب مع ألحان كناوة التي تبسط كلمات أغانيها معاناة العبيد السود الذين استقدموا إلى المغرب للخدمة في القصور، ومناجاتهم تقربا إلى الله التي تمزج بين انتمائهم الأفريقي العريق وانتسابهم إلى الدين الإسلامي.
وتتميز حفلات مهرجان كناوة، في دورته الثامنة عشرة وعلى غرار باقي الدورات السابقة بإقامة حفلات فنية مشتركة بين فنانين "كناويين" محليين وآخرين ينتمون لروافد فنية وثقافية مختلفة، في رسالة لتأكيد التعايش السلمي بين مختلف الحضارات والمشارب الثقافية.
اقرأ أيضاً:"كناوة" المغربي يحلم بالانتساب لـ"التراث الشفوي العالمي"