لا تستسلم المرأة الفلسطينية في بلد اللجوء مهما ضاقت بها الظروف، بل تجتهد وتعمل من أجل تأمين احتياجات بيتها وعائلتها. هنادي صلاح بكر، فلسطينية من عكا، تبلغ من العمر اثنين وأربعين عاماً، نموذج لهؤلاء النساء اللواتي يجتهدن في سبيل تحسين ظروف حياتهن وحياة عائلاتهن.
تعيش هنادي في مخيم شاتيلا في بيروت. تزوّجت وهي في الثامنة عشرة، وتعمل حالياً في فرن للمناقيش في المخيم.
كان والدها مديراً لمدرسة من مدارس "الأونروا" وأصرّ على تعليمها وأخواتها، لكنها لم تكن تحب التعليم. وصلت إلى الصف التاسع الأساسي وتركت المدرسة، لتتعلّم تصفيف الشعر. فضّلت التعليم المهني على الأكاديمي، وعملت بهذه المهنة حتى تزوّجت. بعدها انشغلت بتربية الأبناء الخمسة الذين أنجبتهم (صبيان وثلاث بنات)، وقد حرصت على أن يتعلّموا جميعاً.
تقول هنادي: "لم أكن أحب التعليم، علما بأن جميع أخواتي خريجات جامعيات، وأخي كذلك. كلّهم اليوم في مراكزمهمة في عملهم. أما أنا فكنت أفضّل التعليم المهني. ومع عدم حماسي للتعليم الأكاديمي غير أني أصررت على تعليم أولادي. وبما أن الظروف المعيشية صعبة قرّرت العمل حتى أشارك مع زوجي، الذي يعمل ميكانيكياً للسيارات، في تأمين ما يحتاجه أولادنا، وبخاصة بعد أن التحقوا بالجامعات وزادت مصاريفهم. فابنتي فاطمة تدرس إدارة الأعمال، وابنتي سارة تتابع دراسة الشريعة. أما ابني البكر فقد وقفت إلى جانبه حتى صار مهندساً وهو يعمل اليوم في الصين".
تنقّلت هنادي بين عدة أماكن عمل. بعد تركها تصفيف الشعر وقرارها العودة إلى العمل استأجرت دكاناً بمدرسة في منطقة برج البراجنة، فأهلها يقطنون هناك، لكن الدكان كان خارج المخيم. وبعد مضي ثلاث سنوات من العمل فيه، رفع صاحب الدكان الإيجار، ففضلت عندها أن تتركه وتبحث عن مشروع آخر.
اقــرأ أيضاً
في البداية، وبما أنها تجيد الطبخ وبارعة فيه فكّرت أن تفتتح مطعماً للوجبات البيتية، لكنها تراجعت عن الفكرة لاحقاً. ثم فكّرت بافتتاح فرن للمناقيش في مخيم شاتيلا حيث تقطن، فاستأجرت لذلك محلاً يقع تحت بيتها، بمائتي دولار أميركي. اشترت الآلات المطلوبة للعجن واشترت الفرن وقوارير الغاز، وانطلقت. ومنذ نحو سنتين وهي تعمل في هذا الفرن، وتطمح إلى أن تشتري المحل عندما تتمكّن من ذلك.
تقول هنادي: "إضافة إلى عملي في الفرن، أدرّس التلاميذ الصغار، فأنا أحفظ المنهاج حتى الصف السادس الأساسي. عندما كان أولادي صغاراً في المدرسة، كنت على الدوام أذهب إلى صديقاتي المتعلمات لأتعلّم دروس أولادي منهن، ومن ثم أدرّسهم إياها بعد أن أتمكّن منها. لم أكن أرغب في أن يهتم أحد آخر بأولادي. تابعتهم خطوة بخطوة في تعليمهم وفي يومياتهم".
تلفت هنادي إلى أن جميع أولادها يساعدونها في أعمال البيت، ذكوراً وإناثاً، "فالجميع مدرك لمسؤولياته. وهذا الأمر يساعدني على النجاح في عملي سواء كان ذلك داخل البيت أو خارجه. كذلك فإن زوجي يبذل أقصى جهوده للمساعدة في تأمين كل ما تحتاجه العائلة".
تشرح أن التربية والاهتمام بالتعليم يتطلّبان جهداً كبيراً ومثابرةً من الأم. وتعطي مثالاً على ذلك ابنها البكر، بَكِر، الذي أصرّت على مواكبته في كلّ خطواته "كنت أبحث عنه عندما يغيب عن البيت، وأدور في حارات المخيم حارة حارة، حتى أعيده إلى البيت ليدرس دروسه. في النهاية صار مهندساً ناجحاً".
أطلقت هنادي على فرنها اسماً لطالما كان يعني لها "فرن الأصدقاء". فوالدتها من قبلها كانت قد أسّست مكتبة وأسمتها "مكتبة الأصدقاء". وكانت تلك المكتبة تقع في برج البراجنة. أرادت هنادي أن تحافظ على الاسم الذي طالما أحبّته والدتها.
تقول هنادي إنه في ظروف مشابهة للظروف الحالية يصير التعاون بين الزوجين حتمياً، "من الصعب أن يستمرّ الرجل في إعالة بيته لوحده لا سيما عندما يكبر الأولاد وتزداد مصاريفهم التعليمية والحياتية، وذلك بسبب قلة فرص العمل والظروف المادية الصعبة، خاصة إذا كان العمل يتركّز في داخل المخيم".
اقــرأ أيضاً
تعيش هنادي في مخيم شاتيلا في بيروت. تزوّجت وهي في الثامنة عشرة، وتعمل حالياً في فرن للمناقيش في المخيم.
كان والدها مديراً لمدرسة من مدارس "الأونروا" وأصرّ على تعليمها وأخواتها، لكنها لم تكن تحب التعليم. وصلت إلى الصف التاسع الأساسي وتركت المدرسة، لتتعلّم تصفيف الشعر. فضّلت التعليم المهني على الأكاديمي، وعملت بهذه المهنة حتى تزوّجت. بعدها انشغلت بتربية الأبناء الخمسة الذين أنجبتهم (صبيان وثلاث بنات)، وقد حرصت على أن يتعلّموا جميعاً.
تقول هنادي: "لم أكن أحب التعليم، علما بأن جميع أخواتي خريجات جامعيات، وأخي كذلك. كلّهم اليوم في مراكزمهمة في عملهم. أما أنا فكنت أفضّل التعليم المهني. ومع عدم حماسي للتعليم الأكاديمي غير أني أصررت على تعليم أولادي. وبما أن الظروف المعيشية صعبة قرّرت العمل حتى أشارك مع زوجي، الذي يعمل ميكانيكياً للسيارات، في تأمين ما يحتاجه أولادنا، وبخاصة بعد أن التحقوا بالجامعات وزادت مصاريفهم. فابنتي فاطمة تدرس إدارة الأعمال، وابنتي سارة تتابع دراسة الشريعة. أما ابني البكر فقد وقفت إلى جانبه حتى صار مهندساً وهو يعمل اليوم في الصين".
تنقّلت هنادي بين عدة أماكن عمل. بعد تركها تصفيف الشعر وقرارها العودة إلى العمل استأجرت دكاناً بمدرسة في منطقة برج البراجنة، فأهلها يقطنون هناك، لكن الدكان كان خارج المخيم. وبعد مضي ثلاث سنوات من العمل فيه، رفع صاحب الدكان الإيجار، ففضلت عندها أن تتركه وتبحث عن مشروع آخر.
في البداية، وبما أنها تجيد الطبخ وبارعة فيه فكّرت أن تفتتح مطعماً للوجبات البيتية، لكنها تراجعت عن الفكرة لاحقاً. ثم فكّرت بافتتاح فرن للمناقيش في مخيم شاتيلا حيث تقطن، فاستأجرت لذلك محلاً يقع تحت بيتها، بمائتي دولار أميركي. اشترت الآلات المطلوبة للعجن واشترت الفرن وقوارير الغاز، وانطلقت. ومنذ نحو سنتين وهي تعمل في هذا الفرن، وتطمح إلى أن تشتري المحل عندما تتمكّن من ذلك.
تقول هنادي: "إضافة إلى عملي في الفرن، أدرّس التلاميذ الصغار، فأنا أحفظ المنهاج حتى الصف السادس الأساسي. عندما كان أولادي صغاراً في المدرسة، كنت على الدوام أذهب إلى صديقاتي المتعلمات لأتعلّم دروس أولادي منهن، ومن ثم أدرّسهم إياها بعد أن أتمكّن منها. لم أكن أرغب في أن يهتم أحد آخر بأولادي. تابعتهم خطوة بخطوة في تعليمهم وفي يومياتهم".
تلفت هنادي إلى أن جميع أولادها يساعدونها في أعمال البيت، ذكوراً وإناثاً، "فالجميع مدرك لمسؤولياته. وهذا الأمر يساعدني على النجاح في عملي سواء كان ذلك داخل البيت أو خارجه. كذلك فإن زوجي يبذل أقصى جهوده للمساعدة في تأمين كل ما تحتاجه العائلة".
تشرح أن التربية والاهتمام بالتعليم يتطلّبان جهداً كبيراً ومثابرةً من الأم. وتعطي مثالاً على ذلك ابنها البكر، بَكِر، الذي أصرّت على مواكبته في كلّ خطواته "كنت أبحث عنه عندما يغيب عن البيت، وأدور في حارات المخيم حارة حارة، حتى أعيده إلى البيت ليدرس دروسه. في النهاية صار مهندساً ناجحاً".
أطلقت هنادي على فرنها اسماً لطالما كان يعني لها "فرن الأصدقاء". فوالدتها من قبلها كانت قد أسّست مكتبة وأسمتها "مكتبة الأصدقاء". وكانت تلك المكتبة تقع في برج البراجنة. أرادت هنادي أن تحافظ على الاسم الذي طالما أحبّته والدتها.
تقول هنادي إنه في ظروف مشابهة للظروف الحالية يصير التعاون بين الزوجين حتمياً، "من الصعب أن يستمرّ الرجل في إعالة بيته لوحده لا سيما عندما يكبر الأولاد وتزداد مصاريفهم التعليمية والحياتية، وذلك بسبب قلة فرص العمل والظروف المادية الصعبة، خاصة إذا كان العمل يتركّز في داخل المخيم".