ورغم الانتقادات الموجهة إليه من قبل باقي مكونات الائتلاف، وخاصة من "نداء تونس" وحركة "النهضة"، إلا أنه اختار الاستمرار في الحكومة.
وشنّ الحزب حملة انتقادات كبيرة على الحكومة وأحزابها، كما انتقد بعض القرارات، ملمّحا أيضا، إلى أنه يختلف جوهريا مع حركة "النهضة" بخصوص ما يسميه بـ"الخلاف المجتمعي".
وبدا توقيت الانتقادات الجديدة التي أطلقها رئيسه، ياسين إبراهيم، لافتا للمتابعين، إذ وجّه سهام نقده لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد نفسه هذه المرة، مؤكدا أنّه مطالب بمحاسبة المقربين منه أولا في حربه على الفساد.
وقال إبراهيم، أمس في برنامج على إذاعة "موزاييك"، إن "القاصي والداني على علم بقضايا الفساد التي تلاحق وزيرا في حكومة الشاهد، وهو مهدي بن غربية.. شركة مهدي بن غربية تحايلت على شركة الخطوط التونسية، وهناك قضية معروضة على القضاء".
وتساءل إبراهيم: "كيف لرئيس حكومة أن يقوم بحرب ضد الفساد وله وزير من هذا النوع... مهدي بن غربية فضيحة في الحكومة... لو كنت رئيس حكومة لعزلته من أول يوم اطلعت فيه على ملفه، لأنّ في بقائه في الحكومة ضربا لمصداقية جهاز الدولة''.
ولم يكتف رئيس "آفاق تونس" بهذه الاتهامات، بل توجه أيضا إلى حزبي "النداء" و"النهضة"، قائلا إنّ "الحزب الأول في تونس له علاقة بشفيق جراية ( الموقوف في قضايا فساد وأمن دولة).. وبيانات "النهضة" و"النداء" في الحرب على الفساد لا لون لها، كما أن البيان المشترك الأخير بينهما فضيحة"، في إشارة الى إقرارهما لجنة تنسيق عليا.
وعن إمكانية خروج "آفاق تونس" من الحكومة، قال إبراهيم إنّ حزبه "اتخذ خطوة إلى الوراء من الائتلاف، وهي خطوة تقييمية لوجوده في هذا التوافق"، داعيا من سماهم "التقدميين" إلى "التفكير في أرضية مشتركة، خصوصا أن المستقبل يحمل مواعيد انتخابية هامة".
في المقابل، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها قياديون من "نداء تونس" و"النهضة" فكرة الاستغناء عن "آفاق" من التشكيل الحكومي، لكن يبدو أن الرئيس السبسي كان دائما يرفض هذه الفكرة، التي تتعارض من ناحية مع مبدأ توسيع الائتلاف الحزبي، وحتى لا يقدم دعما للمعارضة من ناحية أخرى، خصوصا أن الكتلة البرلمانية للنداء بصدد التآكل لصالح منافستها كتلة حزب "مشروع تونس الحرة"، التي تشهد باستمرار انضمام منشقّين عن "النداء" إليها.
ويبدو أن "آفاق تونس" يضغط باستمرار على السبسي حتى يضطره إلى اتخاذ هذا الموقف، وإن بقي في الحكومة فيظهر في صورة المعارض لها موضوعيا، وبذلك يستفيد من المعارضة والموالاة في الوقت نفسه.