هل يخدعك طبيبك ؟

21 نوفمبر 2014
+ الخط -
للحديث، بصراحة، عن القطاع الطبي، لا بدّ من التطرق إليه كقطاع اقتصادي، تُضخ فيه المليارات سنوياً. ليس في التصنيف اتهام للأطباء بأنّهم "تجار"- وهي صفة يطلقها كثير من الناس عليهم.

لكن فقط للدلالة على أنّ بعض الأطباء يهتمون بالجانب المالي أكثر، خصوصاً أنّ مستشفيات عديدة تنظر إلى تسعيرة الطبيب في عيادته، وحجم مدخوله، كمعيار لكفاءته. وهو ما يؤكده أستاذ الطب في كلية دارتموث الطبية في الولايات المتحدة، إليوت فيشر.

لذا فالمطلوب من كلّ شخص، ترك الثقة المطلقة، والانتباه إلى صحته جيداً، وكذلك إلى محفظته، وتوجيه هذه الأسئلة الأربعة إلى طبيبه:
1- ما مدى ضرورة هذا الإجراء؟
في ما عدا النزيف المستمر، والآلام الشديدة، فإنّ كلّ الإجراءات الجراحية اختيارية. ويقول فيشر إنّ "دفعك دفعاً إلى إجراء طبي يفترض أن يمثل لك إنذاراً". فالعديد من الأطباء يعلمون ما يعلمه بائعو السيارات: "تنخفض قيمة السيارة بشكل كبير بعد لحظة من شرائها".

2- ما هي بدائل الجراحة؟
تعلّمنا دائماً أن نحب الجراحين ونحترمهم. ولا يتعلق الأمر بأهمية مهنتهم، بل بقدرتهم على إقناعنا بأنّ أصعب العمليات وأخطرها، بسيطة للغاية ولا داعي للقلق منها. يقول رئيس مؤسسة "اتخاذ القرارات الطبية" الأميركية للاستشارات، جي فاولر إنّ "العمليات الجراحية تجذب المرضى لأنّها سهلة الفهم. لكن ما لا يعرفه هؤلاء، أنّ معظم العمليات الجراحية لها بدائل".

3- ما الذي يظهره الفحص؟
بعض الفحوصات الطبية المتقدمة جداً، تكشف تفاصيل لا تظهر في أخرى. ومع ذلك، فإنّ هذه التفاصيل الإضافية، لا تعزز دائماً فرضية المرض. وعن ذلك يقول الباحث في مجموعة "في ايه آوتكامز" البحثية الطبية، ستيفن ولوشين، إنّ "الإفراط في إجراء الفحوصات، يؤدي إلى المزيد من العلاجات غير الضرورية، في ما يشبه تعاطي مخدر مفتاحي يؤدي إلى تعاطي المزيد من المخدرات".

4- هل يمكنني استشارة طبيب في مستشفى آخر؟
الأطباء الذين يعملون سوياً، يميلون عادة إلى تبني علاجات مماثلة للمشاكل. وعن ذلك تقول المؤلفة الطبية، باميلا غالين، إنّ الأطباء لا يستطيعون تخطي هذه المسألة كي لا تتضرر علاقتهم بزملائهم. لذا فالمطلوب من المريض سؤال طبيبه إن كان بالإمكان استشارة طبيب في مستشفى آخر.

دلالات
المساهمون