بريطانيا: الوزير السابق جينريك حرّض على سحب إقامة طالبة فلسطينية

04 سبتمبر 2024
روبرت جينريك يطلق حملة ترشحه لزعامة حزب المحافظين، 2 أغسطس 2024 (دارين ستابلز/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحريض وزير الهجرة وإلغاء التأشيرة**: وزير الهجرة السابق، روبرت جينريك، حرض على إلغاء تأشيرة الطالبة الفلسطينية دانا أبو قمر بعد تصريحاتها الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وتم إلغاء تأشيرتها في ديسمبر 2023.

- **استئناف القرار وتدخل المركز الأوروبي للدعم القانوني**: دانا استأنفت القرار في محكمة اللجوء والهجرة، والمركز الأوروبي للدعم القانوني اعتبر القرار قمعاً لحرية التعبير المؤيدة للفلسطينيين.

- **تصريحات دانا وانتقاداتها للحكومة البريطانية**: دانا انتقدت الحكومة البريطانية لتشويه صورة الفلسطينيين وأنصارهم، واعتبرت استهدافها محاولة لقمع حرية التعبير لأسباب سياسية.

أظهرت رسائل بريد إلكترونية عُرضت أمام محكمة في بريطانيا، أن الحكومة السابقة اتخذت قرار إلغاء تأشيرة إقامة الطالبة الفلسطينية دانا أبو قمر (20 عاماً) بتحريض شخصي من وزير الهجرة روبرت جينريك الذي ترشح أخيراً لزعامة حزب المحافظين.

وتعود قضية دانا، الطالبة في جامعة مانشستر، إلى 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حين أجرت مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" أبدت فيها دعمها لحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني بحسب القانون الدولي. 

جاء ذلك بعدما فقدت دانا 22 من أفراد عائلتها خلال الإبادة الجماعيّة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة. وأوردت رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها السكرتير الخاص لجينريك ووجهها إلى مسؤولي وزارة الداخلية: "الوزير مهتم بمعرفة المزيد عن دانا أبو قمر، وإذا كان يمكن إلغاء تأشيرة الإقامة الخاصة بالطلاب الممنوحة لها".

وفي الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023، ألغت الحكومة تأشيرة دانا بحجة أن وجودها في المملكة المتحدة لا يخدم الصالح العام بعد التصريحات التي أدلت بها. وأعقب ذلك استئناف دانا القرار في محكمة اللجوء والهجرة التي قررت عقد جلسة استماع في موعد بين 26 و30 سبتمبر/ أيلول الجاري كجزء من الإجراءات. وحالياً يجب أن تراجع وزيرة الداخلية العمالية الجديدة النائبة إيفيت كوبر القرار بحلول 13 سبتمبر الجاري.

واعتبر المركز الأوروبي للدعم القانوني أن قرار إلغاء إقامة الطالبة دانا "أظهر مدى استخدام الحكومة المحافظة سلطاتها لقمع حرية التعبير المؤيدة للفلسطينيين، وتعميم وصفها احتجاجات وقف إطلاق النار بأنها مسيرات كراهية، ودعوتها الجامعات إلى إحالة الطلاب الناشطين إلى برنامج منع الإرهاب". 

وأشار المركز إلى أن "القمع الواسع لمناصرة فلسطين اشتد في الأشهر الأخيرة عبر الاستهداف المنهجي للطلاب والعاملين في مجال الرعاية الصحية والصحافيين". وقالت تسنيما الدين من المركز الأوروبي للدعم القانوني في بيان حصلت عليه "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إن "تدخل وزير بريطاني شخصياً وتعسفياً لإبعاد طالبة فلسطينية وقمع خطابها في وقت تُقتل عائلتها في غزة أمر غير مقبول". وتابعت: "رغم تصريحاته السابقة في شأن أهمية حماية حرية التعبير يبدو جينريك مرتاحاً تماماً لقمع الكلام عندما يتعلق الأمر بالتضامن مع فلسطين، على ما يبدو لأغراض أيديولوجية ومكاسب سياسية".

وقالت دانا التي نشطت مع النادي الفلسطيني في جامعة مانشستر: "شجعت خطابات الحكومة البريطانية وسائل الإعلام المحلية على تضليل صورة الفلسطينيين وأنصارهم، وإخضاع الصراع لسوء فهم، ما أوجد تصورات غير عادلة، وساهم في تشويه دعم المقاومة الفلسطينية. لن أؤيد أو أدافع في أي وقت عن العنف المرتكب ضد المدنيين، وفي هذه الأوقات الصعبة من المهم جداً التمسك بالمبادئ الشرعية لحرية التعبير من أجل ضمان سماع أصوات الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت احتلال غير قانوني، وفهمها ضمن حدود الشرعية واحترام القانون الإنساني الدولي".

أضافت: "استهداف وزير في الحكومة البريطانية لي خارج العملية المتبعة بسبب حديثي نيابة عن شعب يتعرض لفظائع لا يبدو غير عادل فقط، بل محاولة لقمع وإسكات الحقوق لأسباب ومكاسب سياسية". 

وشغل جينريك منصب وزير الهجرة منذ أكتوبر 2022 وحتى خسارة حزب المحافظين الانتخابات العامة التي أجربت في يوليو/ تموز الماضي، وأيضاً منصب وزير الصحة ووزير الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي سابقاً. وهو عضو في البرلمان عن حزب المحافظين منذ عام 2014، ومرشح لمنصب زعيم الحزب خلفاً لريشي سوناك الذي ترأس الحكومة قبل الانتخابات الأخيرة. وسيُعلَن الزعيم الجديد للمحافظين في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

المساهمون