وضعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اسم رجل الأعمال اللبناني، إسكندر صفا، في الواجهة حين سلطت، اليوم الاثنين، الضوء على دوره في التوسط لصالح الموساد الإسرائيلي في منتصف الثمانينيات لدى "حزب الله" اللبناني، للبحث عن معلومات عن الطيار الإسرائيلي المفقود، رون أراد. وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من كشف الصحيفة ذاتها أن صفا يملك ثلاثين في المائة من أسهم شركة أحواض السفن الإماراتية، أبو ظبي مار، التي تشارك في تصنيع أربع سفن حربية إسرائيلية، من طراز "ساعر 6"، طلبتها إسرائيل من شركة أحواض السفن الألمانية "تيسن غروب".
ولد صفا في بيروت عام 1952 لأسرة مسيحية مارونية، وحصل في شبابه على لقب "ساندي" أثناء قتاله مع مليشيا "القوات اللبنانية" إبان الحرب الأهلية في لبنان، لينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية ليدرس الاقتصاد، وحصل بعدها على ماجستير في إدارة الأعمال بفرنسا، ليعمل في مجال المقاولات في المملكة العربية السعودية، ويؤسس لاحقاً، مع أخيه أكرم، شركة نقل بحري، وهو يملك منذ عام 1992 شركة الإنشاءات الميكانيكية CMN بشيربورغ بفرنسا. كما أنه الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات الدولية "ترياكوب" منذ عام 1986.
صعد نجم صفا بشكل كبير منذ عام 2007 حين أسس مع شركاء آخرين شركة "أبو ظبي مار"، المتخصصة بصناعة السفن. ومنذ ذلك الحين، اشترى صفا عددا كبيرا وغير معروف من المؤسسات الصناعية في جميع أنحاء العالم.
تمت دعوة صفا عام 2003 من قبل مجموعة الصناعات البحرية الدفاعية الفرنسية DCNS للعب دور الوسيط بين المجموعة ودولة الإمارات العربية للتوسط في عقد بين الطرفين يتضمن تزويد القوات المسلحة الإماراتية بستة طرادات حربية، قامت شركة الإنشاءات الميكانيكية CMN ، التي يملكها صفا، ببنائها، بتكليف من المجموعة الفرنسية.
وفي عام 2010، لعب صفا دور الوسيط بين الشركة الفرنسية المصنعة لطائرات "رافال" المقاتلة، وحكومة المملكة العربية السعودية لإبرام عقد يقضي بتزويد السعودية بهذه الطائرات، كما أنه شارك في وساطة لبيع اثنين من طرادات TKMS الألمانية إلى الجزائر في إبريل/نيسان 2012، وتحدثت صحف فرنسية عن دور لعبه صفا بالتوسط بين شركات السلاح الأوروبية ونظام العقيد معمر القذافي في ليبيا عن طريق ابنه سيف الإسلام وذلك لإبرام صفقات أسلحة قبل سقوط نظام القذافي عام 2012.
يدير صفا أنشطته التجارية العلنية والسرية، التي تتشابك بها المصالح الاقتصادية والأوضاع السياسية، من خلال شركة "بريفينفيست" القابضة التي يملكها، ومقرّها الرئيسي في بيروت.
وربما كان توسط صفا لإطلاق سراح الصحافي الفرنسي، روجيه أوك، الذي كان مختطفاً في لبنان، في منتصف الثمانينيات، هو الباب الذي دخل من خلاله صفا إلى عالم الوساطات السرية، ليصبح أحد نجومه الدوليين.
وبعد نجاح صفا بإخراج أوك، كتب الصحافي الفرنسي كتاباً قال فيه إن منسق الأعمال الإسرائيلي في لبنان في أواسط الثمانينيات، أوري لوبراني، التقى مع عميل للموساد يدعى عاموس في شقة فاخرة مملوكة لإسكندر صفا في العاصمة الفرنسية، باريس، في عام 1989 وذلك بهدف دفع صفا للتوسط لدى حزب الله للبحث عن معلومات عن الطيار الإسرائيلي المفقود بلبنان، رون أراد.